رد: الملف الصحفي للتربية والتعليم الاثنين 2/5
المدينة : الإثنين 02-05-1430هـ العدد : 16805
تعليم للآخرة!!
د. حمود أبو طالب
خلال حديثنا عن التعليم في برنامج (البيان التالي) أخبرني مقدم البرنامج الأخ عبدالعزيز قاسم بأن هناك مداخلة لأحد التربويين المنتمين إلى حقل التعليم، وأصر ألا أعرف اسمه حتى تبدأ مداخلته.. اتصل شخص يتحدث بصوت هادئ فاستبشرت خيراً بهدوئه، وبعد ترحيبه بنا بدأ في طرح رأيه. وأنا لا يهمني اتهامه لي بالسوداوية وفجاجة القول لأني وصفت الواقع الحقيقي للتعليم دون تجميل أو مواربة. سوف أتجاوز ذلك إلى ما هو أهم، وهذا الأهم هو قوله إن من أكبر مشاكلنا هو النظرة الدنيوية للتعليم، أي ربط الشباب تعليمهم بالدنيا والوظيفة فقط، مؤكداً أن هذه نظرة خاطئة، لو زالت فإن المنتج التعليمي سيكون أفضل..
ما رأيكم أيها العقلاء؟؟..
هذا واحد من رجال التربية والتعليم يقول بخطأ ربط التعليم بالدنيا الفانية، فما قولكم؟؟
هل ندعو كل الملتحقين بالتعليم إلى وضع شهاداتهم في مكان آمن والتأكيد في وصية كل واحد منهم على وضعها في كفنة حين ينتقل إلى الآخرة؟!
إن هذا النموذج التعليمي يرى أنه من الخطأ الجد والاجتهاد في التعليم لتحقيق طموح الإنسان في حياة كريمة ينافس فيها على العمل والإنتاج والرقي من خلال وظيفة تحققها شهادته بعد مشوار طويل من التعليم، فأي منطق هذا؟؟ ولماذا إذاً يتعلم الإنسان، ولماذا وجود التعليم أساساً إذا كان من الخطأ ربطه بالدنيا واتخاذه سبيلاً للوظيفة والعمل؟؟!
ألا ترون أن هذا نموذج آخر، ونسخة جديدة من الداعين إلى ثقافة احتقار الدنيا والزهد فيها وكل ما فيها، وتكريس ثقافة الموت وتفضيلها على ثقافة الحياة والعمل وإعمار الأرض؟؟..
إنه نموذج من النماذج الموجودة في التعليم، ومع ذلك لا زالت الأصوات ترتفع حد الصراخ بأن تعليمنا لا مثيل له.. نعم لا مثيل له في السوء..
|