رد: الملف الصحفي للتربية والتعليم الاثنين 2/5
المدينة : الإثنين 02-05-1430هـ العدد : 16805
وزارة التربية والتعليم وخطط بلا تخطيط (2)
دانية مزاحم آل غالب
كتبت في الأسبوع الماضي مقالاً عن وزارة التربية والتعليم وخططها التي تُـنفّـذ والتي نكاد نجزم بأنها بلا تخطيط واعٍ ودراسة حقيقية... واليوم أتابع الحديث لأتناول واقعاً أكثر سوءاً تفرضه الوزارة على المدارس والطلاب وتربك به خطط العام الدراسي التي يضعها المعلم أو ترسمها إدارة المدرسة. إنه واقع تدريب المعلّمين والمعلّمات خلال أيام العام الدراسي. فعلى الرغم من أهمية هذا التدريب وضرورة وجود برامج تطويرية للمعلمين والمعلمات لتطوير استراتيجيات التدريس وطرائقه في مدارسنا. ولا سيّما أن التعليم لدينا يعاني من وجود نسبة كبيرة من المعلمين والمعلّمات تعتمد على الإلقاء الذي ينتهي بالحفظ والترديد كما تفتقر إلى الكثير من أدوات النهوض بالذات وبالآخرين وتنمية مهارات الطلاب وتطوير كفاءاتهم على الرغم من ذلك إلا أن التدريب حق للمعلّم وواجب على الوزارة... لكن التخطيط السيئ أو انعدام التخطيط لذلك جعل التدريب حجر عثرة في طريق العملية التعليمية عوضاً عن أن يكون سببا في رفع مستواها وكفاءتها. لأن الدورات التدريبية تُقـرّر خلال أيام الدراسة الأمر الذي يُعطل سير المناهج التعليمية بسبب غياب المعلمين والمعلمات عن المدرسة من أجل حضور البرنامج التدريبي. فتجد الطلاب والطالبات يقضون يومهم الدراسي كله أو معظمه في لعب وفراغ لأن بعض المعلمين أو المعلمات ذهبوا لحضور الدورة التدريبية. ويزداد الأمر سوءاً لدى الصفوف الأولية في الابتدائي لأن جميع المواد يقدّمها معلم واحد...وغياب هذا المعلم يعني ضياع اليوم الدراسي كاملاً.الأمر الذي يرسّـخ لدى الطالب والطالبة ثقافة اللعب وعدم الالتزام واحترام الآخرين. ولا سيمّـا أن بعض الدورات تستمر لمدة خمسة أيام ممّا يعني ضياع أسبوع كامل من المعلم والطلاب لم يستفيدوا خلاله في تنفيذ الخطة المقررّة للمنهج.وعندما يغيب المعلم في دورة تدريبية خمسة أيام بالإضافة إلى غيابه بسبب أو بدون سبب خلال الفصل الدراسي...فكم نتوقّع أن تكون الاستفادة من منهج يتكـدّس فجأة على الطالب ليقـدّمه المعلم مسابقـاً الوقت قبل أن تنتهي أيام الفصل الدراسي وتقترب الاختبارات!!! نحن لسنا ضّـد تدريب المعلّمين والمعلّمات بل نطالب بمزيد من التدريب والتطوير. لكننا ضدّ تحقيق مصلحة على حساب مصالح أخرى... فكيف نُـرجّح مصلحة تدريب معلم على حساب مصلحة تأصيل الالتزام في نفس المعلم والطالب معاً. واحترام وقت الطلاب وحقهم في أن يحضروا إلى المدارس ليستفيدوا من وقتهم لا أن يقضوه مع معلمي ( الاحتياط ). وعلى مصلحة تنفيذ الخطط المرسومة للمناهج التعليمية. والغريب أن تستمر وزارة التربية والتعليم في إصرارها على تنفيذ هذا الأسلوب نفسه رغم أن كثيراً من إدارات المدارس اشتكت فعلاً من الآثار السلبية المترتبة على غياب المعلّمين والمعلّمات عن الدوام المدرسي لحضور البرامج التدريبية... ويأتي هذا الإصرار ليحوّل الإيجابيات إلى سلبيات. في وقت يمكن تنفيذ خطط التدريب والتطوير دون تعطيل خطط التدريس في المدارس، وذلك خلال الأسابيع الأولى من السنة الدراسية التي يداوم خلالها المعلمون والمعلمات دون فائدة ترتجي وخلال الأسابيع الأخيرة من السنة الدراسية خاصة لمعلمي الصفوف الأولى الذين تنتهي أعمالهم قبل انتهاء السنة الدراسية بأسابيع.ورغم هذا الكمّ الهائل من البرامج التدريبية التي تقـرّرها وزارة التربية والتعليم إلا أننا لا نجد أي تطوير مجدٍ مع الجالسين والجالسات خلف المكاتب في إدارة الوزارة، فالجمود الفكري والنمطية في أسلوب التعامل أمور من شأنها أن تبقي تعليمنا في آخر قطار التقدم في العالم.
|