عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2009   رقم المشاركة : ( 16 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية 3/5

المدينة المنورة
المدينة : الثلاثاء 03-05-1430هـ العدد : 16805
“قواعد النجاح” التي لا تُعلّمها المدارس !!
د. خضر محمد الشيباني
لم يواصل الفتى الأمريكي بيل جيتس برنامج دراسته الجامعية في (جامعة هارفارد)، ولكنه آثر أن ينطلق وراء القضية التي استحوذت على ذهنه منذ أن كان صبياً في الثالثة عشرة من عمره عندما اتّجه بكامل جهده وعنفوان نشاطه إلى (برمجة الحاسب الآلي) ليُسهم في إحداث ثورة كاسحة في هذا المجال؛ ففي الستينات والسبعينات من القرن الماضي كانت أجهزة الحاسب الآلي باهظة التكاليف فلا يقدر على امتلاكها إلاّ الجامعات الكبيرة ومراكز البحوث القادرة والشركات الضخمة والجهات الحكومية ذات الموارد، وهي -لضخامة حجمها- تحتلّ غرفاً بأكملها يلجأ إليها البحاثة من مختلف الأطياف العلمية، وطالبو المعلومات بأنواعها؛ وأما الحلم الذي كان يداعب بيل جيتس فهو أن تتّسع تطبيقات هذا (الجهاز - المعجزة)، وتتيّسر برامجه، ليُصبح في حوزة الجميع فتستعمله ربة البيت العادية، ويوظّفه صاحب المتجر الصغير، ويستفيد منه الطالب الناشئ.بطبيعة الحال أصبح (الحاسب الشخصي) من بدهيات الحياة، وصار جزءاً أساساً من حركتنا وتفاعلاتنا اليومية، وأحدث ثورة معلوماتية واسعة النطاق، وفاقت تطبيقاته واستخداماته ما كان يحلم به ذلك الفتى الأمريكي الذي أمسى اليوم كهلاً احتلّ على مدى سنوات طويلة المركز الأوّل في قائمة أغنى أثرياء العالم، وما هو أهمّ من ذلك أن وجدت مجلة (التايم) الأمريكية أنه واحد من مائة شخصية كان لها الأثر الأكبر في تشكيل القرن العشرين. لم يقنع بيل جيتس بالثراء الفريد الذي حقّقه، ولم يرض بالنجاح العالمي الذي أنجزه، ولم يكتف بالشهرة الفائقة التي اكتسبها، فقرّر -مؤخّراً- أن يتفرّغ لمهام مؤسسته الخيرية التي خصّص لها مبالغ طائلة من ثروته، وجذب إليها هبات وعطايا من فاعلي الخير، وكأنه يقول إن حياة الإنسان هي رحلة من العطاء الذهني والعملي والمادي والخيري لا تنضب، ولعله يقول أيضاً إن تلك الرؤية هي شرط النجاح الأوّل، وضمان ديمومته في الرحلة الإنسانية، مع أنه يحذّرنا من مغبة التعوّد على النجاح حيث يقول: (إن النجاح معلّم رديء لأنه يُغري الأذكياء بالاعتقاد بأنهم لا يمكن أن يفشلوا).في رحلته المميّزة مع النجاح لا ينسى بيل جيتس، بين الفينة والفينة، أن يعرّج على طلاّب المدارس، لما يمثّلونه من روح المستقبل ووقوده، لينقل لهم شيئاً مما اكتسبه من دروس الحياة، وهو على قناعة تامة أنها دروس لا يتلقّاها، ولن يتلقّاها، أولئك الطلاّب في مدارسهم؛ فهو يرى أن (التعليم المنهجي)، بتطلعاته المثالية، يوجد حاجزاً بين الطلاب وبين حقائق الحياة وواقعها، وكأنه بذلك يُعيد صياغة ما قاله ذلك الفذّ الآخر ألبرت آينشتاين: (الشيء الوحيد الذي يُعكّر قدرتي على التعلّم هو ما سبق أن تعلّمته). في زيارة له -مؤخّراً- إلى أحدى المدارس الثانوية في أمريكا التقى بيل جيتس بطلاّبها ليضع أمامهم إحدى عشرة قاعدة للنجاح؛ ونُركّز هنا على أبرزها لضيق المساحة؛ فالقاعدة الأولى هي أن (الحياة ليست عادلة، وعليك أن تعتاد على ذلك)؛ وقد تكون تلك القاعدة صعبة القبول، وبالغة القسوة، في ثقافة جعلت الماديات ومعاييرها الدنيوية الهمّ الرئيس، ولكنها للإنسان المسلم بدهية ينبغي له أن يضعها نصب عينيه؛ فالحياة هي دار ابتلاء، وهي مكان مكابدة، ولن تتحقّق إنجازاتها بالأحلام والأوهام، ولكن (الأخذ بالأسباب) مدخل عملي وشرعي إلاّ أن النتائج غير مضمونة، وفي كلتا الحالتين فحال المؤمن كله خير لأنه بين (صابر) و(شاكر).أما القاعدة الثانية فهي أن (العالم لن يعبأ بمقدار رضاك عن نفسك، ولكنه يتوقّع منك أن تُنجز قبل الشعور بالرضا عن الذات)؛ وهذه قاعدة مهمة عندما توجّهها لطلاّب ما زالوا في مرحلة المراهقة الحالمة والتجلّيات النرجسية، ولكنها أهمّ -في رأيي- عند توجيهها إلى الواقع العربي فيدرك كهوله، قبل مراهقيه، أن الدنيا لا تهتمّ بصراخهم وشكواهم وتمجيدهم للذات وتكريسهم للأماني والأحلام، فالمعيار -في نهاية المطاف- هو: (هل تستطيع أن تفرض ذاتك على الآخرين قبل أن تنخرط في رحلة التمجيد الذاتي؟).أما القاعدة الثالثة فهي: (إذا كنت تعتقد أن معلّمك في المدرسة صعب، فعليك الانتظار حتى ترى حال رئيسك في العمل)؛ ومن هذا السياق يصوغ بيل جيتس قاعدة النجاح الأخرى وهي: (كن لطيفاً مع الأشخاص المزعجين، فالاحتمال كبير بأنك ستعمل لدى واحد منهم)؛ وهكذا يبُيّن بيل جيتس للطلاّب أنه لا يُمكن لك أن تختار من تضطّرك الظروف لأن تعمل معهم، وبالتالي ليكن سلاحك (حسن الخلق) و(الصبر على الناس).أما القاعدة الخامسة فهي: (إذا كنت تعتقد أن العمل في «تقليب قطعة الهمبرجر» في مطاعم الوجبات السريعة مُهين لكرامتك، فإن أجدادك كان لهم كلمة أخرى لوصف «تقليب الهمبرجر»؛ إنها كلمة «فرصة»)، وهو يكرّس هنا (مفهوم العمل) ضمن طموح وقّاد لتطوير الذات وتحيّن الفرص، ويبدو أن هذه الرؤية هي التي أراد وزيرنا الدكتور غازي القصيبي أن يُعمّقها في المجتمع وهو يرتدي زيّ النادل، ويطوف ملبّياً طلبات الزبائن. أما القاعدة السادسة فهي: (ليس التلفاز الحياة الواقعية، ففي الحياة الواقعية يضطرّ الناس إلى أن يغادروا المقهى ليذهبوا إلى أعمالهم)؛ وأما (المقهى) فهو معنى كبير يشمل جلسات المقاهي والاستراحات، وتجمّعات اللعب والسمر، وساحات الجدل العبثي والمبارزات اللفظية، وأضف إلى ذلك ما شئت مما هو مضيعة للوقت، ومفسدة للجهد، ولا يعود على الفكر والإنتاج والسلوك بفائدة بارزة للعيان.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس