عرض مشاركة واحدة
قديم 04-29-2009   رقم المشاركة : ( 6 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية 4/5

الرياض : الأربعاء 04-05-1430هـ العدد : 14919
النشاط (المبرمج) للرحلات
د. تنيضب الفايدي
من أهداف المدرسة توفير بيئة تساعد الطلاب والطالبات على النمو السوي جسميا وعقليا واجتماعيا وعاطفيا حتى يصبحوا مواطنين مسئولين عن أنفسهم ووطنهم ويعد النشاط المدرسي جزءاً من منهج المدرسة سواء النشاط المستقل أو المصاحب للمنهج، إن الأنشطة المدرسية والواقع الميداني يثبت أن النشاط جزء مهم من المنهج الدراسي بمفهومه الحديث الذي يترادف فيه مفهوم المنهج والحياة المدرسية. والمتخصصون في المناهج يعلمون أن هناك منهجا للنشاط فقط ومدارس تقتصر الدراسة فيها على البيئة فقط، أيضا فالنشاط أحد العناصر المهمة في بناء شخصية الطلاب والطالبات وصقلها والمواد النظرية أو حتى تطبيق ذلك في المختبرات لا يحقق النمو للطلاب والطالبات حيث لا يتم بصورة تحقق النمو كاملا داخل الفصول الدراسية لأن الإمكانات الزمنية والمادية لا تسمح بذلك ولأن التربية المتكاملة تتطلب مناخا عاما يسود المدرسة ويهيئ الظروف لممارسة النشاط. إذن يتحقق ذلك بالنشاط المدرسي حيث يحتاج الطلاب والطالبات إلى خبرات حسية مباشرة عند تدريس المعارف والمعلومات، والنشاط المدرسي يساعد على توفير هذه الخبرات حتى يزداد وضوح المعارف وحتى يتوفر لدى الطلاب والطالبات رصيد كاف لفهمها. والرحلات تحقق سلوكيا ذلك والرحلة أو الرحلات كنشاط ليست غاية في حد ذاتها وإنما تهدف ولا سيما الرحلات الطويلة للطلاب خاصة إلى توجيه الطلاب ومساعدتهم على كشف قدراتهم وميولهم والعمل على تنميتها وتحسينها، وتوسيع خبرات الطلاب في عدة مجالات لبناء شخصيتهم وتنميتها، وتنمية الاتجاهات السلوكية للطلاب من خلال الحرية المنظمة التي تتاح لممارستهم للأنشطة المختلفة، وإتاحة الفرصة للطلبة للاتصال بالبيئة والتعامل معها لجعلهم أكثر اندماجا بمجتمعهم وأمتهم وأكثر حبا للوطن وقدرتهم على وصفه، وإكسابهم القدرة على الملاحظة والمقارنة والعمل والمثابرة والأناة والدقة من خلال وصفهم لما شاهدوه ومارسوه خلال الرحلة أو الرحلات. إنها - أي الرحلات - ومشاهدة الجبال والأودية والسهوب ومواقع الأمم السابقة وكلها متوفرة في الوطن الغالي تؤدي إلى توظيف الفكر والنظر لأن سلامة الفكر مرهونة بالتطبيق السليم، وفي ممارسة النشاط مصدر تعاون بين الطلاب وتوسيعا لمجال التفاعل بينهم ومعلميهم، وإطلاقا لطاقات المبدعين وغرسا للثقة في نفوس الطلاب وتأكيدا لأهمية الجدية في العمل وأداء الواجبات والإقبال على العمل وربط ذلك بالبيئة المحلية بدءاً بالمنزل وتعزيز العلاقة بين المنزل والمدرسة. وعند تطبيق الرحلة إعطاء فكرة عنها سواء كان ذلك داخل الفصل أو خارجه أو اللقاء الصباحي (الطابور) أو حتى أثناء الرحلة وتحديد المطلوب أثناءها وبعدها من كل طالب شارك فيها وللكاتب تجارب متعددة سواء لطلاب المدارس ولا سيما الثانوية أو طلاب المراكز الصيفية وكان يعطيهم أمثلة متعددة عن الرحالة وعن كتبهم ولا سيما ما يسمى بأدب الرحلات وخاصة رحلات الحج وزيارة المدينة المنورة حيث إن هناك عشرات الرحلات بل المئات. وفي إحدى الزيارات ضرب للطلاب مثلا لهذه الكتب مثل: (ملء العَيْبة بما جمع بطول الغَيْبة) وتعجب الطلاب باسم الكتاب لوجود السجع في اسمه وقد بادرهم بالسؤال عن معنى العيبة فلم يجيبوا بل إن احدهم قال (العورة)! ثم شرح الكاتب لهم العيبة وهي الوعاء ولا سيما الوعاء الذي يحتفظ فيه بالأشياء الثمينة، وقد تعجب الطلاب باسم الكتاب علما بأنه لم يكتمل لأن اسمه كاملا (ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة) وقد تعود الرحالة إلى وضع أسماء لمؤلفاتهم لها (جرس) خاص ليثبت ذلك في ذهن القارئ وقد يطول العنوان مثل: (أنس الساري والسارب من أقطار المغارب إلى منتهى الآمال والمآرب سيد الأعاجم والاعارب) وهي من الرحلات التي تمت إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة للصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم والتشرف بالسلام عليه صلى الله عليه وسلم. ومن مثبتات حب الوطن: التعرف إليه في الواقع الميداني وليس معلومة تعطى وتنسى وهذا ما تحققه الرحلات وتختلف مسافة الرحلات أو مداها حسب المرحلة فالابتدائية تقتصر على المدينة أو القرية وما يحيط بها، والمرحلة المتوسطة تمتد مسافة أبعد، وكذا المرحلة الثانوية، وينطبق ذلك على الأشبال والكشافة والجوالة وقبل الرحلة إلى أي موقع يجب التعرف على ما يحيط بمدرسة الطلاب والطالبات، وما تشمل مدينته من مصانع أو مآثر أو جبال وأودية ثم القيام بالرحلة، لأن الموقع الذي يراه الطالب ويأخذ المعلومة عنه سيبقى لدى الطالب ثابتا ويستطيع الكتابة عنه ووصفه بل إن بعضهم كتب شعرا عن وادي العقيق بعد زيارة له وبعضهم كتب بحثا عن الجمَّاوات (جبال بالمدينة المنورة)وعن مواقع بعض غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وشاهد الكاتب انفعال الطلاب بين تلك المواقع. والأمثلة كثيرة جدا، إن رؤية المكان تعزز المعلومة، وتولد غيرها، وتحبب المكان إلى زائره.
وصدق أبو الطيب المتنبي:
خذ ما رأيت ودع شيئا سمعت به
في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل
الوطن :الأربعاء 4 جمادى الأولى 1430 العدد 3134
ماذا لو رفض الأب تعليم أولاده؟
عبدالله المطيري
حدثنا ذات مساء أحد أساتذتنا في الماجستير حديثا لم يفارق بعد ذاكرتي ووعيي.يحكي الأستاذ أنه إبّان دراسته للدكتوراه في أمريكا وجد وزوجته صعوبة كبيرة في الالتزام بإيصال ابنهم يوميا للمدرسة مما دعاهم إلى إبقائه في البيت حتى يزول هذا الظرف على أن يتعهّدوا بتعليمه بأنفسهم.إلا أنهم تفاجأوا بعد ثلاثة أيام من انقطاع ابنهم عن المدرسة بوفد من المدرسة جاء ليتفقد الطفل ويسأل عن سرّ غيابه. يقول الأستاذ : شرحنا للوفد الظروف التي منعتنا من إحضار ابننا للمدرسة وأن هذا الإجراء إجراء مؤقت... ولكن موقف الوفد كان واضحا ولا جدال فيه فمسألة تعليم الابن وذهابه للمدرسة ليست مسألة يقررها الوالدان بل هي حق أساسي للطفل لا يحق لأي كان سلبه إياه مهما كانت الظروف، والدولة مسؤولة مسؤولية كاملة عن تعليم الأطفال في حال عجز الأهل عن هذه المهمة. قال الوفد: ما دام هذا الطفل يعيش على الأراضي الأمريكية فنحن نتحمل مسؤولية تعليمه وأي تهاون في هذه المسؤولية يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون. وبعد حوار طويل طلب الوفد من الأستاذ وزوجته مراجعة الإدارة المسؤولة غدا. شرح الأستاذ وزوجته للإدارة ظروفهم التي لن تطول وعجزهم عن متابعة دراسة ابنهم في المدرسة، تفهّمت الإدارة الطلب بشرط أن يقدّم الأستاذ وزوجته خطة كاملة لما سيتعلمه طفلهم في فترة انقطاعه ومن ثمّ يخضع الطفل لاختبارات متقاربة في الإدارة للتأكد من وفاء الوالدين بواجباتهم تجاه ابنهم.على أن يعود الطفل في أقرب وقت ممكن.
خلف هذه الحكاية كلها قانون صارم ويطبق بجدية يحمي حقوق الأطفال بشكل عام وحقّهم في التعليم بشكل خاص. ينصّ هذا القانون ،الذي أصبح قانونا عالميا ، على حق الطفل في التعليم بالمجان في بلده، أو أي بلد يقيم به. وعلى الدول أن تلتزم بتوفير هذا الحق للبشر الذين يعيشون على أرضها. التعليم في المرحلة الابتدائية خصوصا إلزامي على كل فرد ، بمعنى أن على كل دولة أن تتأكد من أن كل الأطفال الذين يعيشون على أراضيها يتمتعون بحق التعليم وبالمجان. وعليها أيضا ، أي الدول ، أن توجد خطة تفقدية وعقابية تحقق مع الوقت أعلى نسبة تطبيق ممكنة.خلف هذا القانون فلسفة تعتبر الطفل كينونة مستقلة حرّة لا يحق لأحد حرمانها من فرصتها الكاملة في العيش الطبيعي.
نحن في السعودية وقعنا على هذه الاتفاقية وسننّا قانوناً يعتبر التعليم إلزاميا من سن السادسة إلى الخامسة عشرة، أي المرحلة الابتدائية والمتوسطة وأعتقد أن نسبة التزام الأسر بتعليم أبنائها في المدارس مرتفعة جدا حتى بدون العلم بإلزامية التعليم. لكننا نعرف بين فترة وأخرى عن وجود حالات لأطفال لا يذهبون للمدارس وهم في سن المدرسة الابتدائية والمتوسطة. هذه الحالات تجعلنا نطرح وبقوّة هذه القضية باعتبار أنها تمسّ أعز وأغلى مقدرات الوطن ولو كانت القضية قضية طفل واحد فقط لاستحقت الطرح والاستشكال فما بالك أننا أمام حالات ليست بالقليلة ومخفية وتحتاج منا للكثير من الإجراءات لكشفها والتعامل معها بسرعة وحزم، يمكن لنا ملاحظة هذه الحالات ولو عند إشارة المرور.
لماذا لا يذهب الأطفال للمدارس ؟ يمكننا هنا التفكير في أكثر من سبب منها تفكك الأسرة أو تشرّد الطفل أو ظروف الأسرة المالية الصعبة أو بعد السكن عن المدرسة أو أن الوالدين أو الأب خصوصا لديه موقف من المدارس لأسباب فكرية أو نفسية أو غيرها من الأسباب.المشكلة لدينا أن قانون الإلزام بالتعليم لا يترافق مع إجراءات صارمة للتأكد من تطبيق هذا القانون و عقوبات على من لا يلتزم به وهنا يصبح الإلزام لا معنى له. بمعنى أنه لو أن أسرة ما حرمت ابنها أو بنتها من الدراسة فإن الجهات الرسمية لن تمارس ضدهم أي إجراء لحل هذه الأزمة وأعتقد أن إلزامية التعليم تنتفي إذا لم ترافقها إجراءات تحقيق هذا الإلزام.
السؤال هنا ماذا لو وجدنا أباً يرى عدم ذهاب أبنائه للمدارس فما العمل؟أعتقد أن هذا السؤال هو الأكثر إشكالية باعتبار أن الحالات الأخرى بمجرد أن تكتشف وتحل الظروف المالية أو الأسرية فإن المشكلة تنتهي أي أن الإجراءات كفيلة بحل الموضوع ، المشكلة هنا هي لو أن هناك موقفاً ضد التعليم في المدارس أساسا؟ لا بد قبل محاولة الإجابة التذكير بأن نظام إلزامية التعليم لا يلزم بتدريس الطفل في مدرسة محددة بل يكفل الحق للأب والأم في اختيار أي شكل من أشكال التعليم بشرط أن يكون نظامياً ورسمياً ويمنح شهادة رسمية.بمعنى أن الوالدين في السعودية في الخيار بين مدارس التعليم العام الحكومية أو تحفيظ القرآن أو المعاهد العلمية أو المدارس الخاصة.لهم الحق في الاختيار من بينها. ولكن ماذا لو رفض الأب كل هذه الخيارات وأصرّ على حرمان أولاده من الدراسة؟
في رأيي أننا هنا أمام قضية حقوقية مهمة وأساسية من الخطأ اعتبارها مسألة شخصية تخص الطفل وأسرته فقط ، لا.. هذه قضية مجتمعية أساسية فهذا الطفل ليس مملوكا لأحد ومهما كانت ولاية أبيه عليه فإنها لا تعطيه الحق في حرمانه من حقه الأساسي بسبب موقف أيديولوجي أو فكري معين ، ما يفعله الأب هنا لا يقل قسوة عن الضرب والتعذيب فهو يتحكم مسبقا في مستقبل أولاده ويحرمهم من مشاركة أسنانهم الحياة الطبيعية ويمارس ضدهم أحد أقسى أنواع العزل الاجتماعي كما أنه يغلق في وجوههم بابا كبيرا للحياة فنحن نعلم أن الشهادة الرسمية مفتاح كل العمل الرسمي والخاص عالي الجودة وبدون تعليم أساسي موثق سيفقد الشاب الحظ الأكبر في المشاركة في المستقبل.
في مثل هذه الحالة على الدولة أن تحمي مواطنيها الصغار من تسلط آبائهم وتلزم هؤلاء الآباء بتعليم أطفالهم ما يشاءون من تعليم ولكن بشرط أن يكون في مدرسة معترف بها. وعلينا ألا نخاف مواجهة القضايا فما الحياة سوى قضايا نواجهها.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس