[صقر قريش]

الوطن:الخميس 5 جمادى الأولى 1430 ـ العدد 3135 ـ السنة التاسعة
عبارات تشجيعية تحفز على الإبداع
المدينة المنورة: خالد الجهني
كلمات وكتابات تشجيعية يوجهها بعض المعلمين إلى طلبتهم تدفع بهم إلى الجهد والمثابرة، وذلك في سبيل تحصيل علمي أكبر، وعادة ما تجد الطلبة الذين يجدون مثل ذلك التشجيع من معلميهم ينطلقون فرحين عند عودتهم من المدرسة، لينقلوا مشاعر الفرح إلى أولياء أمورهم حين يخبرونهم أن المعلم وضع نجمة أو كتب عبارة " ممتاز أشكرك على اجتهادك" على دفاتر واجباتهم اليومية والتي تؤثر بشكل إيجابي على متابعتهم لدروسهم حتى يحصلوا على نفس الكلمات اليوم التالي.وبحسب الأخصائيين فإن تلك الجمل التي يدونها المعلم في دفاتر الطلاب والتي لا تكلفهم شيئا تترك في نفسيات الطلاب أثراً تحفيزياً كبيراً، حيث ينشأ لديهم نوع من الافتخار النفسي، وتعطيهم كذلك دافعا قويا لمواصلة الدراسة وسط بيئة نفسية محفزة. خصوصا في المرحلة الابتدائية، والتي عادة ما يكون الطالب فيها قريباً من معلمه ربما بشكل أكبر من والده في المنزل.يقول المعلم بمدرسة زيد بن الحارثة الابتدائية طلال الجهني إن كتابة كلمات على دفتر الطالب مثل: أنت بطل وممتاز وبارك الله فيك وحماك الله تنعكس على ملامح الطالب مباشرة، حيث غالبا ما تجد البسمة ترتسم على محيا الطالب، حيث تجده في نفس اليوم يميل للهدوء، ودائما ما تجده منصتا للمعلم، حيث يعقب ذلك اهتمام بالواجبات المنزلية بشكل ملفت.ويذهب الجهني إلى أنه طبق بعض الطرق التربوية التي حققت أهدافاً كثيرة للطالب منها وضع لوحة إعلانات في مقدمة الفصل والتي: تشمل فارس الأسبوع، والطالب المثالي، والمتميز. مع صورة الطالب والتي يتسابق طلاب الفصل إلى الفوز بها، حيث تمكن الطالب من وضع صورته باللوحة.ويقول الجهني إنه في سبيل تحفيز طلابه جاء بكأس صغيرة للمسابقة عليها وقت الدوام المدرسي، حيث يفوز بها من يجيب إجابة متميزة على السؤال المطروح أو يجسد من خلال تعامله مع زملائه حسن السيرة والسلوك أو يكون من الطلاب الذين يبدون تعاونا كبيرا مع زملائهم الطلاب.ويشير المعلم الجهني إلى أن الطالب الفائز عادة ما يحمل الكأس أمام الطلاب بالفصل، ويحظى بالتشجيع من قبل الطلاب الآخرين، مشيرا إلى أنه لاحظ أن الطالب الذي يحصل على الكأس يكون حريصا على ألا يخسرها، ويحافظ عليها بالمثابرة ومتابعة دروسه بشكل جيد، وتكتمل فرحة الطالب والطالبة بالمنزل حيث يجدان الدعم والتشجيع من قبل الوالدين.تقول أم عثمان (ربة منزل) "لدي أربعة من الأبناء بالمدرسة، وأن الصغرى من البنات كلما حصلت على كلمات ممتازة من قبل معلماتها تكون في سعادة غامرة، وتطلب مني مشاهدة الدفاتر".وتضيف أم عثمان "عندما شاهدت تلك الفرحة على ابنتي، قررت أن أعطيها خمسة ريالات يوميا على كل دفتر تكتب لها المعلمة فيه كلمات تشجعية، وخلال أسبوع جمعت مبلغا جيدا بالنسبة لها، لتنطلق المنافسة بين الأبناء الباقين، وخلال شهر لاحظت تحسنا كبيرا في حل الواجبات والاهتمام بالمدرسة من قبلهم، ليتبرع والدهم بعدها بجهاز كمبيوتر محمول في نهاية السنة. على أن تجمع الدفاتر، وتعرض على عمهم ليقرر من الفائز بالجهاز، وذلك تجنبا لعامل المحاباة من قبلنا".وتأكيدا على أهمية تلك العبارات التحفيزية التي تكتب على دفاتر الطلاب يقول فهد باعبيد إن ابنه بمجرد أن يركب معه بالسيارة بعد نهاية الدوام المدرسي يطلب منه مشاهدة الدفتر، وأن المعلم وضع له نجمة وكلمة بطل، حيث أجده يطلب مني الذهاب للمنزل بسرعة لحل الواجب، وأنه لن يلعب بالشارع اليوم، ولن يشاهد التلفزيون حتى يكتب له المعلم غدا نفس الكلمات.إلى ذلك قالت الأخصائية النفسية بالطب النفسي الدكتورة أمل كفراوي إن تلك الكلمات التشجيعية التي يدونها المعلمون والمعلمات على دفاتر الطلاب يكون مفعولها كبيراً نفسيا واجتماعيا على الطالب معتبرة تلك الطرق من المفيدة نفسيا وسلوكيا للتشجيع والتي عادة ما يكون مفعولها كبيرا. خصوصا وأنها تأتي من معلمهم الذي التصقوا به ويثقون به ثقة كبيرة، وعادة ما يتقبلها الطالب بكل رحابة صدر وتزرع بين الطلاب روح المنافسة الشريفة.