عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-2009   رقم المشاركة : ( 7 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية ليوم الجمعة 6/5

الرياض:الجمعة 6 جمادي الأولى 1430هـ -- العدد 14921
تربية الموهوبين
د. أحمد عبدالقادر المهندس
تسعى جميع المجتمعات إلى تربية أبنائها وبناتها بطريقة تجعلهم أكثر انتماءً وإنتاجاً وتأثيراً في تلك المجتمعات. والتربية السليمة للأطفال والناشئين تؤدي إلى الهدف الأساسي من التربية وهو أن يكون هناك مجتمع سليم ومتعاون من أجل مستقبل أفضل للجميع. وعند التأمل في بعض المجتمعات من حيث تحقيق أهداف التربية للأطفال نجد أن التربية في اليابان استطاعت أن تنشئ مجتمعاً قوياً من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، بالرغم مما حدث خلال الحرب العالمية الثانية. وتستخدم اليابان التربية الحديثة في مناهجها في تربية أبنائها منذ النشأة الأولى. وترتكز هذه التربية على نظرية تقول إن جميع الأطفال المولودين في اليابان موهوبون ومتفوقون في مجال ما. ويجب أن يركز التربويون والأهل على هذا المجال من أجل تنميته وتدعيمه بأسلوب علمي جيد. وعندما يتم ذلك فإن الطفل يمكن أن يكون عالماً أو خبيراً في المجال الذي كان متفوقاً فيه منذ الصغر. وإذا أراد المجتمع أن يزخر بالعلماء والقادة والخبراء ويكون بالمستوى الحضاري المنشود، فعليه أن يهتم بالموهوبين والمتفوقين. وطبقاً للنظرية الخاصة بالموارد البشرية والتي تقول بأن التفوق في جانب معين سواء كان علمياً أو أدبياً أو فنياً ... الخ، فإنه يجب صقل هذا الجانب منذ المراحل الأولى من العمر.... إن الاهتمام بتربية الموهوبين والمتفوقين يتطلب الاهتمام بالبنية التحتية لهذه التربية من خلال توعية المجتمع أولاً وتشجيع بوادر الإبداع لدى الأبناء والبنات وتفعيلها بمختلف أساليب الطرق العلمية الصحيحة. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه من المفضل أن تتم دراسة المناهج الدراسية في كافة مراحل التعليم من أجل أن تكون مناسبة وقادرة على اكتشاف الموهوبين والمتفوقين. كما يجب إيجاد الجهات العلمية المتخصصة في تنشيط وصقل المواهب عند الأطفال والشباب. إن صقل مواهب الأطفال والشباب يتطلب تضافراً من جميع أفراد المجتمع لمزيد من التقدم والنجاح. وينبغي أن نعّلم شبابنا وأطفالنا أهمية العمل والإخلاص عندما نصقل مواهبهم، وأن نعلمهم دائماً الاعتزاز بدينهم ووطنهم وتراثهم الإسلامي العريق. إن العودة إلى سيرة السلف الصالح تدل على أنهم كانوا متفوقين في كثير مما قاموا به من أعمال .. فالإسلام هو دين التفوق، دين العمل والإخلاص والرغبة في تقدم الوطن في جميع المجالات ....
الوطن:الجمعة 6 جمادى الأولى 1430 ـ السنة التاسعة
عبد الرحمن الوابلي
التربية والتعليم: الغرس والدرس
دوماً ما يرد اسم التربية مقروناً بالتعليم وكأنهما متلازمان لا ينفصلان، مع كون كل منهما له أسسه وقواعده ومناهجه وطرقه وبالتالي أهدافه المختلفة عن الآخر. وهذا التلازم بينهما، مع عدم وعينا الكافي بكل منهما؛ أفقدنا القدرة على التفريق بينهما، أو في الأصح، دمج التربية بالتعليم وجعلها جزءاً منه لا قرين له. وهذا الدمج أتى على حساب التربية إن لم أقل أقصاها من عملية التعليم لدينا، مع أهميتها الواضحة وذلك بورود اسمها دوماً سابقاً على التعليم، وقد يكون هذا بالنسبة لنا، ليس وعياً بأهميتها بقدر ما هو لسهولة نطق الثانية بعد الأولى.والكارثة التي حصلت وتحصل عندنا جراء عملية إقصاء التربية عن التعليم، خلق ازدواجية خطيرة في الشخصية لدينا، حيث تسمعنا نردد وبحماس أهمية القيم الإنسانية مثل الصدق والعدل والوفاء وغيرها، ونمارس عكسها، من حيث لا نعي. وهذا ناتج لخلل منهجي تلقيناه أثناء دراستنا الطويلة، حيث تم تحفيظنا هذه القيم عن طريق الدرس ولم نتلقاها عن طريق الغرس والذي هو منهج التربية. والكارثة حلت بنا، عندما تلقينا عن طريق الغرس عكس ما حفظناه عن طريق الدرس، وفي المدرسة نفسها. فالأخلاق والقيم النبيلة والسلوك القويم تأتي عن طريق الممارسة فقط. كما أن العلوم المعرفية تأتي عن طريق المدارسة.والدراسة في مراحلها الأولى هي أخطر مرحلة في تشكيل الإنسان سلوكياً وأخلاقياً. وأنا أفهم الحكمة القائلة "العلم في الصغر كالنقش في الحجر". على أن العلم بدون تربية في الصغر تخلق حجر نقش عليه علم، أي لا روح فيه. ولذا أقول بدلاً منه "التربية في الصغر تحيل الحجر لبشر." ولذلك قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه..." أي إن الدين وحده، دون خلق ليس شفيعاً بكمال الإنسانية؛ فما بالنا بالعلم، دون خلق.فالعلم يأتي عن طريق الدرس أما التربية فتأتي عن طريق الغرس، أي غرس السلوك الحسن والإنساني عن طريق الممارسة وتكرارها ولا تحتاج لمنهج صفي وإنما لمنهج لا صفي، ولنهج سلوكي ومتابعة دقيقة من العاملين في المدرسة من الناظر حتى الناطر (البواب).وسأستعرض خسارة واحدة ولكنها كبيرة وفادحة جداً، تكبدناها وما زلنا نتكبدها وسنظل نتكبدها دون غيرنا؛ وحصدت منا الغالي قبل الرخيص وأرهقتنا نفسياً وجسدياً ومادياً. وشوهت مناظر شوارعنا وطرقنا؛ بسبب تخلي المدرسة عن دورها في غرس التربية في طلبتها الصغار. وهي مشكلة حوادث المرور وزحمتها وكيف كنا سنتحاشاها لو أن المدرسة قامت بدورها التربوي المطلوب تجاهنا. فنحن قد تصدرنا العالم لأكثر من ربع قرن في حوادث المرور. ولكي يحرسنا المرور من طيشنا؛ أوجد لنا مطبات صناعية تحد من سرعتنا وتهورنا في القيادة، ولذلك وحسب تقرير الاتحاد الأمريكي للسيارات (AAA): عدد المطبات الصناعية في السعودية يفوق مطبات دول العالم مجتمعة...!وبرغم أن حوادث المرور قد كلفتنا وتكلفنا المليارات سنوياً ناهيك عن عشرات الآلاف من الأرواح والمقعدين، إلا أن حلها كان لن يكلف وزارة التربية والتعليم قرشاً واحداً، لا ريالاً واحداً، زيادة عما كانت تصرفه سنوياً على ميزانية كل مدرسة. وذلك بغرس النظام والمسؤولية في حركة الطلبة والطالبات داخل المدرسة. فالذي يحدث أن الطلبة والطالبات يدخلون الفصول متزاحمين ويخرجون منها متزاحمين وينطلقون متزاحمين للمقصف، كل يريد أن يصل الأول ومن يصل متأخراً لا ييأس بل يزاحم ويناكب؛ حتى لو أدى الأمر لأن يدوس من أمامه، ليكون الثاني إن لم يكن الأول، ناهيك عن الصريخ والزعيق الذي يتم إصداره أثناء هذه السباقات الفوضوية القصيرة والمتكررة عدة مرات في اليوم الدراسي الواحد. فكم من مرة كل منا دخل هذه السباقات الهمجية القصيرة في اليوم، ثم في الأسبوع، ثم في الشهر، ثم في الفصل الدراسي، ثم في السنة الدراسية، ثم في العمر الدراسي؟ لو حسبناها لوجدناها عشرات الآلاف من السباقات الهمجية المتوحشة القصيرة والطويلة، التي خضناها برعاية ومباركة من المدرسة. وهذه تعتبر وبحق، أطول دورة مكثفة لبرمجة عصبية وذهنية وعضلية تعرض أو يمكن أن يتعرض لها إنسان في حياته في العالم. أي لقد برمجتنا المدرسة، ليس فقط على عدم الإيمان بالنظام ولكن على كرهه ومحاولة التخلص والتملص منه؛ حيث هو عائق أمام وصولنا للمكان الذي نقصده قبل الآخرين. ولذلك فلا عجب عندما يقال إن السعودي: لا يشعر بأهمية الوقت إلا عندما يقود سيارته. وليس بالمستغرب أن الواحد منا عندما يقود سيارته يريد أن يكون الأول وخلفه الآخرون في الشارع أو في الطريق السريع حتى لو تجاوز عن طريق المسار الخاطئ أو كتف الطريق. كما يحاول جاهداً، دفع السيارة التي أمامه دفعاً لفتح الطريق له؛ حتى ولو كانت تسير بمستوى السرعة القصوى المسموح بها. كما يزاحم السيارات التي تقف أمامه سواء في حالة حوادث أو ربكة السير أو واقفة في حالة إشارة مرور حمراء، ليقف الأول أمامها، حيث يريد أن ينطلق الأول من عندها كذلك(تذكر حالة الازدحام أمام المقصف المدرسي). ولذلك فيجب على المرور ممثلاً بوزارة الداخلية مطالبة وزارة التربية والتعليم والضغط والتأكيد عليها، بضبط حركة طلبتها من الروضة حتى الثانوية داخل مدارسها؛ لينعكس ذلك على ضبط حركة المرور في شوارعنا وطرقنا السريعة والبطيئة مستقبلاً. وهذا لن يكلفها قرشاً واحداً من ميزانية تطوير التعليم المقدرة بــ(تسعة مليارات ريال). وذلك فقط بالطلب من المعلمين والمعلمات بعدم الخروج من الفصل الدراسي لاستراحتهم، حتى يتأكدوا أن طلبة الفصل وطالباته يخرجون منه بنظام، الواحد خلف الآخر. ثم عندما ينتهي خروج فصل يتم إخراج الفصل الذي يليه وهكذا. ويتم فعل ذلك عند الخروج للمقصف ومن المدرسة.ومن خلال تكرار هذا السلوك الإنساني الحضاري، سيؤمن كل واحد منهم، بأهمية النظام والالتزام به، ليس بالنسبة لخدمة المجموعة ككل، ولكن أيضاً، لخدمة نفسه أولاً وأخيراً، حيث يسهل له الوصول لما يريد الوصول له بيسر وسلامة. وهكذا سيتبرمجون من غير أن يعوا، على هذا الخلق والسلوك القويم، ولن يعرفوا خلقاً أو سلوكاً غيره. وهكذا سوف ينعكس هذا السلوك طبيعياً على سلوكياتهم في قيادة سياراتهم في المستقبل. فمن شب على شيء شاب عليه. وقس على ذلك باقي السلوكيات الحميدة مثل الأمانة وحب التعاون والعطاء والنظافة وسلامة الحديث ونقاء المفردات وغيرها من سلوكيات حميدة ومتحضرة يمكن أن تغرسها المدرسة في طالباتها وطلبتها، تربوياً وعن طريق الغرس لا الدرس. ولن يتسنى للمدرسة فعل ذلك إلا من خلال اليوم الدراسي الكامل، أي من الساعة السابعة صباحاً حتى الثالثة مساء، يتخللها فترة وجبة غداء كاملة في المدرسة.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس