رد: الملف الصحفي للتربية والتعليم ليوم السبت 7/5
الاقتصادية:السبت 07 جمادى الأول 1430هـ العدد:5682
غياب التلاميذ . . غياب الانضباط
عبد الوهاب الفايز
وزارة التربية والتعليم . . نرجوها أن تقوم اليوم بإحصاء عدد الطلاب والمعلمين الذين تخلفوا عن بداية الدراسة, ثم تقوم بنشر هذه الإحصائية لنرى جميعا أننا (نفرط) في التعليم, فالغياب العادي والمتكرر عند بداية ونهاية الإجازات مؤشر عملي على هذا التفريط . قبل أن نضع وزارة التربية والتعليم في مقدمة المسؤولية عن تراجع الانضباط في التعليم وتحول الغياب إلى حق مكتسب ولا يلفت الانتباه, دعونا أيضا نقل إن هذا الوضع (مخجل) في حق مجتمعنا, نعم يجب أن نخجل من أنفسنا ونحن نتعامل مع التعليم بهذه الصورة التي تحوله إلى إحدى الكماليات في حياتنا!نحن جميعا نتحمل المسؤولية, فالعائلات تساهلت ولم تر غضاضة في غياب الأبناء لبضعة أيام قبل الإجازات وبعدها, تساهلوا في تحضير الأبناء للدراسة, وتساهلوا مع وزارة التربية والتعليم, التي هي الأخرى تساهلت مع المدارس في المتابعة والمحاسبة حتى تحول الأمر إلى الوضع الذي نراه الآن . الوزارة, إذا رغبت في أن تكون جادة ولديها الإرادة لإصلاح الخلل القائم فإنها يجب أن تبدأ بالمدارس الأهلية ثم المدارس الحكومية, وأقول مطمئنا ـ مع الأسف ـ إن ما يقارب 80 في المائة من هذه المدارس فاقدة الانضباط في حده الأدنى الذي يعطي التعليم حقه, والمدارس الأهلية اتبعت أسلوب (الدلال) مع الطلاب والأهالي, لذا تساهلت في جودة التعليم وكل ما يهمها هو أن (لا يزعل) الطلاب وأولياء أمورهم, فقد تساهلت المدارس في الإجازات وفي بداية الدروس . ما يهمنا ويقلقنا الأبعاد التربوية التي تتجلى من هذا الوضع المضطرب . المدرسة هي المكان الأمثل الذي يجب أن يتعلم فيه الطلاب القيم الإيجابية الضرورية للحياة, والوقت هو القيمة الكبرى المقدسة التي يفترض أن تغرس في النظام المعرفي والثقافي للطلاب, فإن لم تحترم البيئة التعليمية هذه القيمة, بل تشجع على عدم احترامها, فهنا يفقد التعليم أحد مقوماته في التربية . وعدم احترام المدرسة قيمة الوقت أوجد مشكلة للعائلات التي تحرص على تعليم أولادها القيم العظيمة مثل قيمتي الوقت والانضباط, ففي المدرسة يرى الطالب عكس ذلك, وهنا يكون الاضطراب والخلل, فالتلاميذ ربما يرون أن المدرسة على حق, والأهل على باطل, فالمدرسة بالنسبة لهم هي مكان التعليم, ومن مصلحتنا ومصلحتهم ألا يكون هناك تضاد وتصادم في الرأي عن المدرسة ودورها, فإذا شعر التلاميذ بأن ما يتلقونه في المدرسة أمر لا يرغبه الأهل, فربما يبدأون رحلة الاغتراب النفسي والعقلي عن المدرسة . السؤال: هل تطلب الوزارة إحصائية لترى نسبة الحضور والغياب قبل الإجازة وبعدها, لنبدأ رحلة حوار وتفاهم لحل مشكلة عدم الانضباط في المدارس؟
|