مكة وجدة تتفوقان على دبي وأبو ظبي في إيرادات الفنادق
أوضاع الفنادق في المملكة ولبنان كانت الأفضل في المنطقة
جدة: وائل مهدي
على الرغم من تراجع إيرادات الغرف الفندقية على مستوى الشرق الأوسط بسبب الأزمة المالية والأوضاع الاقتصادية العالمية، إلا أن أوضاع الفنادق في المملكة ولبنان كانت الأفضل في المنطقة.
وأفاد تقرير ربع سنوي تصدره شركة "ديلويت" للمراجعة والاستشارات عن تقدم مكة المكرمة وجدة على مدينتي أبو ظبي ودبي من ناحية إيرادات الغرف الفندقية في الربع الأول من العام الجاري.
واحتلت مكة المكرمة المرتبة الثانية خلف العاصمة اللبنانية بيروت فيما جاءت عروس البحر الأحمر في المرتبة الثالثة متقدمة على أبو ظبي صاحبة المركز الرابع والمنامة التي جاءت خامساً، فيما سجلت دبي نمواً سلبياً لتعكس الوضع المتدهور لقطاع الفنادق هناك.
وتفوقت جدة على مكة المكرمة من ناحية إشغال الغرف الفندقية حيث حققت مكة المكرمة معدل إشغال للغرف بلغ 45.2% فيما حققت فنادق جدة نسبة 67%. وتعليقاً على نتائج تقرير "ديلويت" قال لـ"الوطن" المدير التنفيذي للهيئة العليا للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة محمد العمري إن التقرير يؤكد متانة الوضع الاقتصادي في المملكة والأهمية التجارية والاقتصادية لمدينة جدة في الشرق الأوسط وهذا ما يؤكده مستوى الإشغال المرتفع نسبياً في فنادقها.
واعتبر العمري نسبة إشغال الغرف في فنادق جدة نسبة عالية في هذا الوقت بالتحديد خاصة أن الربع الأول صادف إجازة الربيع.
وأوضح أن الهيئة تحاول رفع مستوى السياحة والإشغال في الفنادق في منطقة مكة المكرمة من خلال برامج مختلفة من أهمها نشر مواصفات التصنيف للفنادق بدءاً من الخمسة نجوم وحتى النجمتين وكذلك الدرجات المختلفة للشقق المفروشة ونشرها على الموقع الإلكتروني للهيئة.
وأفاد تقرير "ديلويت" أن إيرادات الغرفة الفندقية المتوافرة في الشرق الأوسط تراجعت بنسبة 12.9% وبلغت 142 دولاراً أمريكي للغرفة الواحدة خلال الربع الأول من عام 2009، بسبب تراجع وصل إلى 9% في نسب الإشغال، إلا أن هذا التراجع ليس بحدة التراجع الذي عرفته مناطق أخرى من العالم.
أما أبوظبي فقد احتلّت المرتبة الرابعة بعد بيروت ومكة المكرمة وجدة لجهة نمو إيرادات الغرفة الفندقية المتوافرة، التي ارتفعت 16.8% بدفع من نمو متوسط سعر الغرفة بنسبة 24.3%.
وساهمت دبي بشدة في تراجع المعدل الإقليمي، إذ عرفت الانخفاض الأسرع وتيرةً في الشرق الأوسط لجهة إيرادات الغرفة الفندقية المتوافرة، إذ هوت هذه الأخيرة بنسبة 36% وبلغت 203 دولارات. كما تشهد الإمارة ارتفاعاً في العرض في حين تراجع الطلب على الغرف الفندقية.
وعلق المسؤول العالمي عن قطاع السياحة والضيافة والترفيه في "ديلويت" ألكس كيرياكيدس، على التقرير في تصريحات صحفية: "من الواضح أن الوضع الاقتصادي تدهور وقد أدى إلى تراجع في إنفاق المستهلك الفرد والشركات، وإلى تراجع في الإنفاق للسفر. ونتيجةً لذلك، من المتوقع أن يتقلص إسهام السياحة في إجمالي الناتج المحلي بنسبة 3.6% في العام الجاري بحسب مجلس السياحة والسفر العالمي. فالاقتصاد المتردّي في المنطقة هنا وفي سائر مناطق العالم يطال الآن الفنادق".
وأضاف الشريك المسؤول عن قطاع السياحة والضيافة والترفيه في "ديلويت الشرق الأوسط" روب اوهانلون في تصريحات "ثمة عناصر عدة من شأنها ضمان مستقبل أفضل على الأمد الطويل في الشرق الأوسط منها الموقع الجغرافي، واختلاف مصادر الطلب لخدمات الفنادق، وحجم الاستثمارات وأهمية المنطقة المتزايدة كمركز وصل للمسافرين بين مناطق العالم".