[صقر قريش]

عكاظ : الثلاثاء 10 جمادى الأول 1430هـ العدد: 2879
بكاء طللي
عبده خال
بالرغم من الإعلان شبه اليومي لوزارة التربية والتعليم عن تحسين مستويات معلميها ومعلماتها إلا أن الشكوى لا تزال مستمرة، مما يعني أن عشرات الآلاف من المعلمين عالقون في قضايا إدارية تعطل تفرغهم للجانب المهني بصورة أو أخرى.وقضايا المعلمين والمعلمات الذين يرون أنهم سلبوا حقوقهم تحول إلى مسلسل مكسيكي بدأت حلقاته منذ 12 عاما، وتحديدا في عام 1417 هـ عندما تم استحداث وظائف للمعلمين والمعلمات على بند 105 بدلا من مستوياتهم المستحقة نظاما. حدث ذلك بالتعاون مع وزارتي الخدمة المدنية والمالية وهو الخطأ الذي لم تتنبه له الثلاث الوزارات في حينها (عندما أرادت أن تحل مشكلة طارئة بتصريف الأعداد المهولة الباحثة عن عمل بشهاداتهم التعليمية فإذا بالوزارات الثلاث يضعون مشكلة ضخمة في طريق عشرات الآلاف من المعلمين والمعلمات الآن نضرس حصرومها) ويبدو أن المسلسل لازال مستمرا، فالقرار الأخير القاضي بتحسين وضع المعلمين والمعلمات لأقرب سلم من المرتبة الخامسة هو استمرار لتجاهل شكوى عشرات الآلاف من المعلمين والمعلمات الذين يحملون أسبابا وجيهة في شعورهم بالإجحاف، ويرتكز هذا الشعور على عدة أسباب يمكن اختصارها فيما يلي:
إن إعطاء المعلمين المستوى الخامس اقترن بأقرب راتب في هذا المستوى حيث زاد بعض المعلمين 10 ريالات فقط ولم يعطوا الدرجات المستحقة على حسب سنوات الخدمة تطبيقا للنظام ومساواة بموظفي الدولة. كما لم يتم إرجاع حقوق المعلمين والمتمثلة في فروقات الرواتب المنقوصة منهم منذ عام بواقع 2000 ريال شهريا بل تم إنكار هذا الأمر وعدم التطرق لهذا الموضوع من قبل اللجنة الوزارية معتبرة أن هذه ليست حقوقا.وثمة نقطة أخرى ليس لها مساواة (المساواة الوظيفية على الأقل) فدفعات المعلمين من سنة 1416هـ تسلموا حقوقهم من أول يوم في التعليم سواء كان المستوى أو الدرجة المستحقة أو الراتب الممتاز وهذا الأمر سيطبق أيضا على المعلمين الذين سوف يتعينون ابتداء من هذا العام 1430هـ.. إذاً لماذا لا تطبق هذه المساواة على المعلمين المعينين بين الأعوام 1417هـ ـ 1429هـ؟
وثمة نقطة أخيرة متعلقة بهؤلاء المعينين في تلك الأعوام متمثلة في اختلاف المستويات والدرجات الوظيفية لهم اختلافا متباينا. وإذا عزمت الوزارة على التنبه للمعلم الذي يحقق أهداف الوزارة في الميدان فأعتقد أن عليها أن تنظر بعينين وليس بعين واحدة. هذا الإرث المتعب على معالي وزير التربية والتعليم بأن يفك اشتباكا استمر لسنوات طويلة، وهو قادر على ذلك.