[صقر قريش]

الجزيرة :الخميس 12 جمادى الأول 1430 العدد 13370
تعقيباً على ما نشر حول ثانوية بنات القريات هل كان موقف المديرة مسوِّغاً للتشهير والإعفاء؟
سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك - الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبعد:
فقد قرأت ما نشر في العدد 13344 السبت 15-4-1430هـ وفي الصفحة الأخيرة بعنوان بارز وفيه خبر قرار مدير التربية والتعليم بالقريات بتحويل مديرة مدرسة ثانوية إلى معلمة كعقاب على ما ذكر في الخبر من أنها قصَّت شعر عشرين طالبة من طالبات المدرسة، واستغربت حينها أنا وغيري بعض أمور لعل منها أمران:
1- أن الصحافة سارعت إلى نشر الخبر وإبرازه على عجالة من الأمر ويغلب على الظن أننا لا نعلم بعد عن الخبر وملابساته على وجه بيِّن واضح، ولا عن سلوك الطالبات الذي جعل المديرة تجتهد بما اجتهدت به، وقد أبرزته صحف أخرى وعدت هذا حسب وصفها سوء فهم لمكارم الأخلاق، ولا أستغرب اليوم هذا كثيرا عليهم كما استغربه على الجزيرة صاحبة التميز في الطرح والوعي.
2- أن هذه الطريقة في إبراز الخبر والاستعجال به على فرض صحته وثبوت خطأ ما لهي تهويل وتشهير وتعنيف على فرد من أفراد التعليم، صاحبة دور ورسالة ينبغي لنا معها التعاون والتشجيع وستر الخطأ وإقالة العثرة وعدم تصيَّد المعائب.
وان تعجب فعجب هي التعليقات التي سطرها بعض القراء هداهم الله على الصفحات الإلكترونية للصحف والتي نددت بالأستاذة المديرة وطالبت بفرض عقوبات أشد واعتبرت تصرفها أمراً مهولاً يشكل خطراً على بنات هذا الزمن الناعم ولا ندري مع احترامنا وحسن ظننا بالجميع إن كن هؤلاء الطالبات قد وقعن في عقاب هن السبب فيه وقد لا يُعد كبيرا عليهن ومن تفكر في سلوك الجيل أنصف، لما نراه ونشاهده ويشكو منه أولياء الأمور من الأخلاق والأعمال النشاز التي تحدث من الذكور والإناث.
وأنا هنا لا أزال آسى أن يكون تناول الأحداث في مجتمعنا سطحيا تحت وطأة الانفعالات وردود الأفعال، متناسين بذلك قضايا مهمة وواجبات هادفة مُلحة.
ولا يفوتني في هذا الحديث أن أعبر عن شيء في النفس لرجلين كان لتعيينهما في التشكيل الوزاري الجديد دافع أمل وبشرى خير ننتظره على أيديهما سدد الله خطاهما وهما سمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم، والذي نسمع عن تميزه ونجاحه الإداري، ومعالي وزير الثقافة والإعلام الأديب المحبوب الدكتور عبدالعزيز خوجة، والذي أرجو أن يكون من إصلاحهما حماية جناب المعلم وأهل التعليم، وعدم التعدي على دورهم وأشخاصهم في وسائل الإعلام، والإشادة بما يجب أن يشاد به من أعمالهم وجهودهم والتي هي إحياء لضمير المجتمع والجيل وتنوير يعينه على أخذ مكانته اللائقة بين الشعوب في زمن لا حياة فيه إلا بسلطان الإيمان والعلم.
أما الأستاذة المديرة وفقها الله فأرجو أن تواصل دورها في عالم الحق والعلم، فليست الأولى في هذا وحسبنا وحسبك الله ونعم الوكيل.
راشد بن عبدالله القحطاني