رد: الملف الصحفي للتربيةالخميس 12/5
الجزيرة :الخميس 12 جمادى الأول 1430 العدد 13370
معلم يرد على د. البشري: لسنا (مادة) لمن لم يجد مادة يكتب عنها..!
سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة - سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
نُشر على أديم صحيفتكم التي تمثل ميداناً للغة الحوار الهادف وبالتحديد في عددها 13366 المؤرخ في 8-5- 1430هـ مقال كتبه الدكتور محمد بن شديد البشري تحت عنوان: (المعلمون والمرض النفسي) بدأ بأسلوب استفهام وصف من خلاله تحول مهنة التعليم إلى كل من هبّ ودبّ.. بل جعلها وظيفة من لا وظيفة له، ثم وصفها بالضمان الاجتماعي الذي يترتب على المستفيدين منه مبلغ مالي يكون وسيلة لتوفير احتياجات الحياة ليورد فيه أمثلة لمعلمين أُصيب بعضهم بالأمراض النفسية مع بقاء مزاولتهم لمهنة التعليم فأقول.. وبالله التوفيق ومنه أستمد العون والتسديد:
طغى على المقال سمة المبالغة من خلال وصف التعليم بأنه يكتظ بالتناقضات والعجائب المتوالية، وأدل على ذلك تشبيه العجائب بالطحالب التي أخذت في النمو بسبب عدم وجود اختبار الكفاءات وفقدان التقويم المعياري الدقيق لأداء المعلم الذي أفضى بدوره إلى ظهور مصطلح المرض النفسي!! يبدو أن الدكتور محمد لن يصل إلى علمه بعد البرامج التي تقيمها وزارة التربية والتعليم للمتقدمين للوظائف التعليمية من خلال برنامج القدرات والكفاءات وكذلك برنامج التطبيق العملي في المدارس قبل التخرج من قبل الجامعة أو الكلية.. وأخيراً برنامج التقويم الشامل الذي يتم كل عام من قبل اللجان المتخصصة التي تزور المدارس وترفع تقريراً إلى الجهات المعنية بمدى صلاحية المعلمين وكل ما له صلة بالبيئة المدرسية وكذلك زيارات المشرفين التربويين للمدارس والوقوف على أداء المعلمين كل حسب تخصصه.. وكذلك تقرير الأداء الوظيفي للمعلم الذي يحرره مدير المدرسة من خلال متابعة أداء معلميه وزيارتهم في قاعات الدرس، وأخيراً الدورات التدريبية على مدار الفصل الرامية إلى تطوير أداء المعلم في تخصصه أو اكتساب المعرفة والمهارة في تخصص آخر، كل ذلك فكيف يكون التعليم وظيفة ما لا وظيفة له إذن؟ مهنة التعليم مهنة سامية ولا يمكن أن يزاولها إلا من تم إعداده بشكل جيد وتأهيل بمستوى يجعله جديراً بمزاولة مهامه داخل الميدان بكل اقتدار.
ثم جاء ضمن فقرات المقال الآنف الذكر عبارة (أفاد بعض المسؤولين عن التعليم بأن ظاهرة المرض النفسي تكاد أن تتحول إلى ظاهرة في بعض المدارس) وسؤالي هنا: هل يمكن أن تتحول الظاهرة إلى ظاهرة؟ أليس هذا من التناقض العجيب وعضده كلمة بعض المدارس.. فالظاهرة تكون شاملة فكيف تكون في بعض دون البعض الآخر؟! ولعل ما أورده من وقائع لا تعدو كونها حالات فردية لم تصل إلى حد الظاهرة، مغفلاً في الوقت نفسه جهود المعلمين والمعلمات في بناء شخصيات الأجيال وتحصينهم بالعلم والخُلق.. كل ذلك من منطلق قيامهم بمسؤولياتهم على أكمل وجه، بالإضافة ما ذكره من ألفاظ (المطنشة) و(المبزوط).. وهي ألفاظ موغلة في العامية غير المستساغة حتى تكاد أن تكون من ألفاظ لغة المجتمع الأمي لا يستحسن أن تخرج من شخص بسيط فكيف برجل أكاديمي.
وأختم أسطري باستفسار كما بدأ الكاتب مقاله به: هل أصبح المعلم والمعلمة مادة لمن لا يملك مادة يتناولها في أطروحاته؟.. والله من وراء القصد.
عبد العزيز بن سليمان بن محمد الحسن
معلم بمجمع ملهم التعليمي للبنين
|