إنفلونزا المزامير
يكتبها: فهد عافت
لا تقل إنفلونزا المزامير خطرا، عن إنفلونزا الخنازير، كلاهما معد، و مميت، فساد الذوق، هو فساد للعقل و القلب، خراب للفكر و العاطفة، و انطفاء لكل ما هو متقد في الروح، و ما فائدة الشوارع المضاءة، و الدروب المرصوفة، و ورود الحدائق، إن صارت فوانيس الروح مطفأة، و زهرة القلب ذابلة، هي الأغنية، و لا سبيل لوصف رداءتها، أكثر من تسيد شعبان عبد الرحيم، لقضايا الأمة، ذهب زمن محمد عبد الوهاب، و ذهبت أيام (وطني الأكبر)، حيث شادية، و وردة الجزائرية، أرقام صغيرة، في أوبريت كبير، و انتهت فيروز إلى ( شو بدي بالبلاد ... الله يخلي الاولاد ... كيفك انت)، و جاء زمن شعبان عبد الرحيم، زمن شعبلة، الذي اكتشف فجأة قدرة إسرائيل على نقل إنسان بسيط و جاهل، من مكوجي إلى مطرب، تتسابق المحطات على إذاعة أغنياته، و تتابع الصحافة أخباره بشغف، و كانت ( أنا بكره إسرائيل )بيضة الديك الذهبية، أو (حمار طروادة)، مع الاعتذار لكل الخيول المسرجة، و الحرة في براريها، صوت يذكرك بمنفضة سجائر ممتلئة بالأعقاب و الرماد و نهايات سجائر تم عركها في المنفضة بغضب لكنها لم تطفأ تماما، و ظلت تبعث بخيط دخان خانق مختنق، يكتشف صاحبه فجأة أنه الهدف المرغوب و المطلوب، و تكتشف إسرائيل أن كره مطرب كهذا لها لا يعد إساءة حقيقية، و تتكتم على الموضوع ضاحكة في( عبّها )، و تستبدل الأغنية العربية العرش بالكرش، و يتهدل الكرش أكثر و أكثر، يبحث شعبلة عن أي مشكلة، أو مصيبة، ليركب موجتها، و ليس أكثر من المياه العكرة في عالمنا شيء، فيسهل الاصطياد:( ح ابطل السجاير و أكون إنسان جديد .. و من أول ياناير خلاص ح أشيل حديد )، و بدل أن تصير الأغنية قضية، تصير القضية أغنية، و يسترزق شعبله، العراق أغنية، و دارفور أغنية، و الإرهاب أغنية، و إنفلونزا الخنازير أغنية، قضايا غنية، و أغنيات رخيصة، و الحسابة بتحّب، هاكم آخر إبداعات شعبلة :
كوارثنا زادت كارثة
والوضع شكله خطير
قال يعني كانت ناقصة إنفلونزا الخنازير
مرض خطير على البشر وبقولك وبوعيك
فى دولتين انتشر.. أمريكا والمكسيك
الإنفلونزا كترت وبقى مرض خطير
مبقتش طيور وبس.. بقت كمان خنازير
لو شفت يوم خنزيرة ولو شفت يوم خنزير
لازم تلحق وبسرعة تاخد بعضك وتطير
إيييييييه........
صندوق بريد: 375225
الرياض الرمز البريدي: 11335
Fahadaafet@hotmail.com