رد: الملف الصحفي للتربية الجمعة 13/5
الرياض:الجمعه 13 جمادي الأولى 1430هـ العدد 14928
شيء للوطن لدينا تعليم بدون تربية ؟؟
عبدالرحمن ال الشيخ
هؤلاء النشءء من جيل شبابنا صغاراً وكباراً الذين نراهم في مدرجات الملاعب الرياضية ، وفي الأسواق وعند الإشارات وفي الشوارع وفي فصول الدراسة وفي ساحات المدارس وفي الجامعات وفي المتنزهات وعلى الشواطئ وفي المقاهي .
هذا الجيل هل هو على درجة من التربية في السلوك التي نطمح إليها اونسعى إليها من منطلق الوعي المفترض ومن مبدأ سلوك إسلامي مثالي ؟
هل هذا الجيل من صغار ومن شباب المجتمع يماثل في سلوكه وفي تصرفاته وفي وعيه الحالي المستقبلي شباب المجتمعات الأخرى ؟!
لكن السؤال هنا من الذي يتحمل مسؤولية تربية هذا النشء ؟!
هل هي الأسرة ..
أم المدرسة ..
أم هو المجتمع المحيط الذي يملك القدرة على التأثير بكل قوة في صياغة سلوكيات هذا الابن وهذه الابنة ؟!
حقيقة قضية مهمة . وقضية تحتاج إلى بحث كبير واهتمام بأعلى الدرجات للتمعن في كافة سلوكيات وتصرفات هؤلاء النشء الذين نراهم كل يوم في تلك المواقع !!
قضية تحتاج إلى دراسة عاجلة لإبراز حقائق علمية وعملية وميدانية تقيس درجات سلوك وتصرفات ومراحل تربية هذا النشء في كل تلك الأماكن وتلك المواقع على المستوى الداخلي وحتى على المستوى الخارجي عندما تسافر الأسر السعودية للخارج للسياحة .
وذلك لكي نقف على حقيقة مستويات تربية أجيالنا الحالية والقادمة وهل هي تربية مثلى ونابعة قبل كل شيء من النهج الإسلامي في التربية والسلوك والتصرفات وهل هي تربية تتلاءم مع مكانة المجتمع السعودي عالمياً من كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والمالية ؟؟
إذن السؤال العاجل والوحيد الذي يتردد في ظل طرح هذه القضية هل قام التعليم العام لدينا ممثلاً في وزارة التربية والتعليم بدوره " التربوي " على أكمل وجه وذلك من منطلق مسؤوليته كجهاز حمل اسمه وعنوانه أول ونصف المهمة الكبرى التي انيطت به !!
هل طغت مسؤولية التعليم كلياً على مسؤولية التربية في مهام وزارة التربية والتعليم ومهام منسوبيها ؟!
ان " التربية " وخاصة لمن هم دون سن الثامنة عشرة " للجنسين " مهمة أعطت كل الدول لها كل اهتماماتها وعنايتها وبدرجة اكبر من مسؤولية التعليم وسخرت تلك الدول لجانب التربية إمكانات بالغة في كل المجالات وذلك لإدراكها أن التربية عنصر لا يتجزأ من مسؤولية التعليم أن لم تكن أهم بكثير .. فالتعليم بدون تربية يصبح تعليما قاصرا ومعوقا ولا يحقق طموحات المجتمع ولا يخدم الأمة في حاضرها ولا في مستقبلها !!
إن المتابع بدقة لطريقة وأسلوب تلقين التعليم وتربية النشء اللذين تتبعهما وزارة التربية والتعليم في السنوات الأخيرة من خلال إعداد من يتولى مسؤولية تعليم وتربية هؤلاء الناشئة - وهم المعلمون والمعلمات - يدرك أنهما طريقتان أضرتا كثيراً بمخرجات التربية هذه المخرجات هي مانراه في كثير من هؤلاء النشء .. ولهذا أفرزت هذه الطريقة التعليمية إشكالات كثيرة أبرزها أن فئة كبيرة من المعلمين لم يكونوا قادرين على تأدية مسؤولية التربية ولم يكونوا مؤهلين إطلاقاً للقيام بهذه المسؤولية خاصة في ظل انعدام وقلة الحوافز والمغريات المعنوية والمادية والتدريبية والإعدادية من كافة الجوانب التي تؤهلهم كلياً للقيام بهذه المسئولية التي تمثل بحق أكبر وأعظم مسؤولية
القضية تحتاج إلى إعادة نظر شاملة وصارمة وحاسمة وعاجلة لتدارك أمور كثيرة وتلافي ما مضى من سلبيات أكثر !
|