رد: الملف الصحفي للتربية الجمعة 13/5
المدينة:الجمعه 13 جمادي الأولى 1430هـ
عقبات في تعلم مادة اللغة الإنجليزية
فاتن إبراهيم محمد حسين - مكة المكرمة
إن تعلم مادة اللغة الإنجليزية في التعليم العام يواجه الكثير من العقبات والصعوبات التي تحد من نجاح الطالب وتجعل مستوى التدني العام في المادة سنويا من أعلى النسب بين المواد الأخرى. فعلى الرغم من دراسة الطالب لهذه المادة ست سنوات في المرحلتين المتوسطة والثانوية ومؤخرا في الصف السادس الابتدائي إلاّ أن مستوى الطالب بعد التخرج لا يتناسب مع الجهد المبذول ولا يرقى للمستوى الذي يجعل الطالب يستخدم اللغة بالمهارات اللغوية الإنتاجية : محادثة وكتابة بها . مما يعني عدم تحقق الأهداف التربوية والتعليمية والوطنية المرجوة من تعلمها. وفي نظري هناك أبعاد متنوعة للمشكلة في مقدمتها البعد الذاتي : وهو عدم وجود الدافعية عند الطالب والطالبة لتعلم اللغة وعدم قناعته بأهميتها . وتلعب الأسرة دوراً مهماً في تكوين هذه القناعة حيث إن للمستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي للوالدين دوراً أساسياً في تكوين هذه القناعات : فكلما ارتفع المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي للوالدين كلما كان تعلم اللغة الإنجليزية أفضل . ومما عمق من هذه المشكلة جعل تعلم اللغة الإنجليزية من مواد الترفيع التي ينجح فيها الطالب إذا حصل على 70% من النهاية الصغرى، حيث يكتفي الكثير من الطلاب والطالبات بهذه الدرجة المتواضعة (30 من 100 في المرحلة الثانوية و28 من 100 في المرحلة المتوسطة )، مما يجعل الضعف في المادة تراكمياً.. بحيث لا يبذل الجهد المطلوب في الاستذكار للمادة وبالتالي عدم تحقيقه المستوى الدراسي المطلوب . ويأتي بعد ذلك بعد آخر وهو الخطة الزمنية للمادة حيث إن الزمن المخصص لتعلم المادة في أربع حصص أسبوعياً بـ 45 دقيقة لا يتناسب مع الكم الكبير من المحتوى العلمي وهو غير كافٍ لإكساب الطلاب والطالبات المهارات اللغوية المطلوبة من استماع ومحادثة وقراءة وكتابة . ثم إن هناك بعد التنظيم الإداري الذي يمثل العقبة الأخرى في تعلم اللغة الإنجليزية وتتمثل في تكدس الطلاب والطالبات في الفصول والذي يصل عددهم إلى أكثر من (40-45 ) طالبا/ طالبة في الفصل الواحد مما يحرم الكثير منهم فرص المشاركة والتفاعل ، هذا بالإضافة إلى ازدحام جدول معلم اللغة الإنجليزية (24 حصة) فلا يكاد يكون لديه الجهد والوقت الملائم للإبداع وإكساب الطلاب المهارات اللغوية المطلوبة. كما أن إعداد البنى التحتية للفصول الدراسية ما يزال قاصراً : فنقص التجهيزات المدرسية يمثل عائقاً حقيقا لعدم توفر البيئة التعليمية المحفزة على التعلم . ومع أن بعض المعلمين والمعلمات يبذلون جهوداً مشكورة في توفير الوسائل التعليمية الملائمة إلا أن فصولنا الدراسية تفتقر الى التجهيزات الفيزيقية من أجهزة عرض كمبيوتر ، إلى المختبرات اللغوية، والمكتبات السمعية والبصرية التي تتيح للطالب والطالبة فرصاً متنوعة للاستماع والتفاعل والمشاركة الشفوية والكتابية مما يساهم في تعلم اللغة الإنجليزية . فإذا أضفنا إلى ذلك ضعف المستوى العلمي والمهني لبعض معلمي ومعلمات اللغة الإنجليزية ممن هم دون المستوى المطلوب، وبالتالي فإن فاقد الشيء لا يعطيه فحتماً إن ذلك ينعكس على مستوى الطلاب والطالبات . ولجعل تعلم اللغة الإنجليزية أكثر نجاحاً لابد من ربط المقرر برغبات الطالب والطالبة واهتماماته وجعل المقررات أكثر وظيفية وممارسة في الحياة الواقعية بل وجعلها أداة تواصلية للتعبير عن الرغبات والآراء مما يزيد من تشوقه ودافعيته لتعلم المادة . ويمكن عن طريق الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في مناهج اللغة الإنجليزية، أن تطرح المقررات للمنافسة بين شركات متنوعة لوضع مقررات من خبراء في مناهج اللغة الإنجليزية تتماشى مع روح العصر وتتوافق مع قيمنا وعادتنا وتقاليدنا الإسلامية . كما أنه من خلال أنشطة وبرامج متنوعة تقوم بها المدرسة منذ بداية العام الدراسي -الأسبوع التمهيدي- لبث أهمية تعلم اللغة الإنجليزية كوسيلة اتصال عالمية فهي أداة الوسائط التقنية الحديثة ومنها الإنترنت وأنها وسيلة تساعد الطالب على الدراسة في الخارج -خاصة بعد فتح نظام الابتعاث للخارج . كما لابد من عمل مجالس للآباء والأمهات أيضاً منذ بداية العام الدراسي لتوعيتهم بأهمية تعلم أبنائهم اللغة الإنجليزية والتعاون مع المدرسة للارتقاء بمستوى أبنائهم وبناتهم التحصيلي . وأرى ضرورة استخدام معيار عالمي لقياس مستوى المعلم العلمي وليس فقط اجتيازه للمواد الدراسية ( بجيد أو مقبول) ، بل للحصول على شهادة اختبار التوفل مثلاً ، هذا بالإضافة إلى حصوله على دورات متقدمة في طرق وأساليب التدريس والتقويم الحديثة لتعليم اللغات والقائمة على استخدام مهارات التفكير وليس التلقين والحشو للأذهان فقط . كذلك إن ابتكار نظام للابتعاث للخارج ولو لفصل دراسي واحد للتدريب أثناء الخدمة أمر جدير بالدراسة، ليحصل معلم ومعلمة اللغة الإنجليزية على دورات متقدمة في اللغة الإنجليزية تساهم في رفع مستوى الطلاب والطالبات. نداء مخلص وملح ... نتوجه به لمعالي وزير التربية والتعليم سمو الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود لجعل هذه المعوقات والمقترحات في بؤرة اهتمام سموه، والمساهمة في وضع الخطط الإستراتيجية التي تعمل على تحسين مستوى الطالب في المادة ... حتى لا يظل تعلم مادة اللغة الإنجليزية مجرد جزء شكلي من الخطة الدراسية العامة فلا نحقق منه سوى الهدر الاقتصادي وتشتيت الجهود ... نسأل الله أن يوفقنا جميعا لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية والوطنية ... فوطننا الغالي لا يزال ينتظر منا المزيد .... فهل نوفيه حقه ؟؟؟؟
|