عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-2009   رقم المشاركة : ( 16 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الجمعة 13/5

المدينة:الجمعه 13 جمادي الأولى 1430هـ
تعليمنا ... إلى أين ؟!!
د. سلطان عبدالعزيز العنقري
اعتدنا منذ سنوات أن تبقى الأوضاع التعليمية في وزارة التربية والتعليم على ما هي عليه، حتى لو تغيّر المسؤولون فيها، أي أن الوضع يراوح في مكانه. فهناك سر غامض وراء ذلك الجمود وعدم الحراك والتقدم إلى الإمام في عمليتنا التعليمية على الرغم من أن الدولة أيدها الله تصرف بسخاء على قطاع التعليم كونه القطاع الذي يؤسس لإعداد جيل المستقبل.
تعليمنا العام ارتبط منذ بدايته ومازال إلى الآن بالرابط الديني البحت إلى درجة أن الطلاب على مدى سنوات التعليم العام يأخذون المواد الدينية مناصفة مع المواد العلمية وكأنهم سوف يتخرجون علماء في الشريعة مما أدى إلى هيمنة المواد الدينية على المواد العلمية على الرغم من وجود مدارس متخصصة لتحفيظ القرآن ومعاهد دينية وغيرها. طريقة التلقين في التعليم العام أصبحت هي السائدة وأدت إلى وجود مخرجات تعليمية ضعيفة جدا في المواد العلمية جعلت الجامعات تبنى على تعليم ضعيف لا يرتقي إلى طموحات المجتمع ومتطلبات سوق العمل وأدى ذلك إلى انتشار البطالة وارتفاع أعداد العمالة الوافدة، لكي يملأوا هذا الفراغ الكبير الذي أحدثته مخرجات التعليم الضعيفة والتي لا تحقق متطلبات سوق العمل لدينا، إلى رقم فلكي مخيف جدا يهدد الأمن الوطني واستنزافا لمكتسبات ومقدرات المجتمع.
يقول احد الأساتذة والباحثين في مؤتمر «الإرهاب وتأثيره على التنمية الاجتماعية»، الذي عقد قبل عدة سنوات في شرم الشيخ في مصر، أن السبب الرئيس للتطرف يعود إلى طريقة التعليم المتمثلة بالتلقين وحفظ النصوص (Texts)، ولكن كيف أن النصوص تؤدي إلى التطرف وإقصاء الآخر وعدم تقبل الحوار والآراء ووجهات النظر الأخرى ؟ الإجابة تتمثل في أن الطالب صغير السن عندما تعطيه نصا واحدا وتطلب منه حفظه وعدم الخروج عن ما يحتويه النص فإنه يبرمج في دماغه أن هذا النص هو فقط الصحيح ودون سواه من النصوص غير صحيحة وهذا ما يطلق عليه أحادية الفكر.
لنعد إلى السر الغامض وراء جمود العملية التعليمية الذي يعود إلى أن التعليم في بدايته جوبه بمعارضة قوية من قبل بعض المتنفذين من المنتسبين للمؤسسة الدينية وبخاصة تعليم البنات فغلف بطابع ديني بحت من اجل السماح بالتعليم في مجتمعنا ، تلك النظرة القاصرة بالطبع مازالت موجودة إلى الآن مع اختلاف بسيط جدا بل إن احد أئمة المساجد، في احد الأحياء، قال بعد إحدى الصلوات ، عندما تم ضم تعليم البنات إلى وزارة التربية والتعليم، لاتستغربوا بعد الآن إذا حصلت مفاسد!! وكأن موظفي تعليم البنات مقدسون وموظفي وزارة التربية مخلوقات غريبة أتت من الفضاء الخارجي!!. جميعنا سمعنا عن تجاوزات إدارية بين بعض من موظفي الرئاسة لتعليم البنات سابقاً، وأخذهم مبالغ لتعيين المعلمات قريباً من منازلهن!!
فقد كان البعض يتناقلون في المجالس أن من يريد أن يعين ابنته فإن المراسلين وصبابي القهوة في تعليم البنات هم من سوف يخدمونك وينقلون ابنتك أو قريبتك إلى المكان المناسب ولكن عليك أن تدفع لهم مبالغ وصلت إلى عشرة وخمس عشرة ألف ريال وأكثر. طبعا المضحك أن أولئك المراسلين وصبابي القهوة لاحول لهم ولاقوة ولكن كانوا وسطاء لجمع تلك المبالغ فقط لمن بيده صلاحية النقل. في حين أن تعليم البنين في نقل المعلمين لايأخذون مبالغ ولكن كانت الواسطة والمحسوبية منتشرة بشكل افسد العملية التعليمية.
وزارة التربية والتعليم بوزيرها الجديد سمو الأمير فيصل بن عبدالله هذا الرجل النشط والذي ليس فحسب يتمتع بقوة الشخصية وهذا ما تحتاجه وزارة التربية بل وقدرته على التطوير وإصلاح الوضع القائم الذي لا يسر. وكذلك معالي نائبه الأستاذ فيصل المعمر الذي اعرفه جيدا بتفانيه بعمله في مركز الحوار الوطني ونزعته للتطوير ونطالبهما، كأفراد مجتمع يستفيد أولادنا من التعليم، بأن يغربلوا (Reshuffling) وزارة التربية والتعليم بشقيها البنين والبنات وتغيير القدماء التقليديين أو ما يسمون «بالحرس القديم» في هذه الوزارة، القائمين على إدارات التطوير للمناهج وطرق التدريس، والمعلمين، والمدارس، الأضلاع الثلاثة الرئيسة للعملية التعليمية، الكوابيس الجاثمين على تعليمنا وعلى تلك المخرجات الضعيفة للمجتمع، فنحن في عصر الإصلاح والانفتاح الذي تبناه ملكنا وحبيبنا أبو متعب ويجب عدم الرجوع أو التقهقر عنه. المناهج تحتاج إلى تغيير لكي تتواكب مع المستجدات العلمية الحديثة ، وتكثيف تدريس اللغة الانجليزية كلغة دولية لا تستغني عنها الشعوب في التواصل فيما بينها ، ودمج المواد الدينية بمادة واحدة تحت مسمى ثقافة إسلامية تركز على أركان الإسلام الخمسة وكيفية فهمها وتطبيقها التطبيق الصحيح ، والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على مكارم الأخلاق والأمانة والنزاهة والإخلاص في العمل والانتماء للوطن وحبه والحفاظ على أراضيه ووحدته وطاعة ولاة الأمر فيه واحترام الأديان والمذاهب والطوائف الإسلامية ، وغرس مفهوم أن الوطن للجميع دون استثناء أو تفضيل البعض على الآخر، واحترام الوقت ومساعدة المحتاج والتعامل الذي يحترم الآخرين ويتقبلهم ويتحاور معهم.
الاطلاع على تجارب الدول المتقدمة ممن سبقونا في هذا المجال واخذ المفيد منها والبدء من حيث انتهى الآخرون، والاستعانة بالخبراء في الداخل والخارج في تصميم المناهج وطرق التدريس وتطوير قدرات المعلمين بإلحاقهم بدورات متقدمة وإعطائهم الحوافز والبدلات والتقييم الدوري لهم من اجل مساعدتهم على إيصال رسالتهم التعليمية على أكمل وجه.
إدخال التقنيات الحديثة جدا والتخصصات الفنية والمهنية في التعليم العام وربطه بحاجة البلد والسوق الوظيفي. واستغلال ميزانية التعليم الضخمة بإنشاء المدارس والمعامل والصالات الرياضية والاستغناء عن المدارس المستأجرة الضيقة التي لا تتوفر فيها الشروط الصحية أو السلامة.
الجداول الدراسية يجب أن تتماشى مع أجواء المملكة في الصيف والشتاء وإعادة النظر بإجازة المعلمين والمعلمات في الصيف، وإلغاء القرار الارتجالي غير المدروس المتمثل بإبقاء المعلمين والمعلمات أربعة أسابيع للدور الثاني بعد انتهاء الامتحانات والعمل بالقديم وهو إعطاء امتحانات الدور الثاني قبل بداية العام الدراسي أو مع بداية أول أسبوع في الدراسة، فالطالب المكمل يجب أن لا يكافأ بإعطائه الاختبار بعد أسبوعين، على حساب عشرات الآلاف من المدرسين والمدرسات الذين يريدون اخذ قسط من الراحة ولم شملهم مع أسرهم وبخاصة أن رمضان يكون على الأبواب ويقتطع جزءا كبيرا من الإجازة.
هذا ما نتمناه من وزير ونائب نشيطين متفانين في خدمة هذا الوطن.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس