عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2009   رقم المشاركة : ( 16 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التربية والتعليم السبت14/5

عكاظ : السبت 14-05-1430هـ العدد : 2883
الخطاب التربوي الجديد . . مرة أخرى
علي بن عيسى الشعبي
كنا توقفنا في المقال السابق عند مقومات الخطاب التربوي الجديد وتحدثنا عن العقيد الإسلامية ، واللغة العربية والوحدة الوطنية ونكمل اليوم هذه المقومات:-
رابعاً: التأكيد على التربية المستدامة فلم يعد الهدف من التعليم لدينا محو الأمية أو التمدرس ولا حتى العمل فقط وإنما يجب أن ينظر إليه على أنه تربية مستدامة تستمر مدى الحياة في إطار تحافظ فيه على هوية المجتمع وشخصية الفرد وتدعم حركة التغيير والتطوير للأفضل . إن التربية المستدامة تساعد الفرد على اكتشاف ذاته وقدراته وتنميتها ليكون أداة فاعلة في تطوير نفسه ومجتمعه من حوله .
خامساً: لم يعد التعليم خدمة تقدمها الدول لمواطنيها ولكن تجاوزها ليكون أيضاً استثماراً تستثمره الدولة وتتوقع له عائداً ينعكس على المجتمع وعلى استراتيجية التعليم أن تنطلق من هذا المبدأ وعلى المجتمع عند حكمه على نتائج التعليم ألا يغفل هذا البعد بالإضافة إلى الأبعاد الأخرى المعروفة وأن يوائم بين ما يصرف على التعليم ومستوى الجودة ونوعية المنتج بحيث لا يكون هناك هدر كبير وبالتالي نضمن الاستثمار الأمثل لما يصرف على التعليم .
سادسا: لقد أصبحت التربية الكونية ضرورة حتمية حيث لم يعد الفرد ابن بيئته إنما هو اليوم ابن بيئة العالم بأسره والخطاب التربوي الجديد يجب أن يؤكد على ضرورة إعداد المتعلم ليكون ابن بيئة العالم من حوله وهذا يتطلب توفير الحصانة الذاتية التي تجعله قادراً على التعامل مع كل معطيات العصر والمحافظة على هويته ليس هذا فحسب ولكن كما هي كثير من الأمم لم تقف عند المحافظة على هويتها بل تجاوزت إلى مرحلة تصدير ثقافتها وقيمها للآخرين ونحن أمة لدينا أفضل القيم وأنقاها ولدينا قاعدة قوية ننطلق منها وبالتالي يفترض أن نكون أكثر انفتاحاً على الآخرين لنؤثر فيهم لا أن نتأثر بهم . إن الخطاب التربوي الجديد يجب أن يربي الفرد على بناء شراكة بين الشعوب والأمم الآخرين وأن يؤثر فيها بقدر ما لديه من قوة تأثير وأن يتأثر بها بقدر ما تسمح له به قيمه ومبادئه .
سابعاً: فضاءات التربية في العصر الحاضر هي التقنية التي تشهد تطورات سريعة ساهمت في تطور وسائل الاتصال وانتقال المعرفة وانتشار المعلومات مما يتطلب في الخطاب التربوي الجديد تحديد علاقة التربية والتعليم بالتنقية والاكتشافات العلمية ووسائل الاتصال الحديثة وكيفية تعامل النشء مع هذه المعطيات التي غدت سمة العصر الذي أصبح بفضلها قرية كونية واحدة وتوظيفها لتطوير ذاته وقدراته وزيادة إنتاجيته .
ثامناً: ضرورة أن يحدد الخطاب التربوي الجديد كيفية ربط نظام التعليم بسوق العمل وبالتالي إعادة هيكلته وإعادة صياغة أهدافه وتطوير مناهجه على أساس إعداد الفرد القدر على العمل ولإنتاج والعطاء وفق متطلبات السوق التي غدت اليوم عالمية تتطلب مهارات تنافسية عالية وعلينا أن نكرس في نفوس النشء من الصغر مفاهيم وقيم واتجاهات إيجابية نحو العمل والعمل الجماعي والعمل ضمن الفريق الواحد والإنتاجية والكفاءة والتفوق والتميز وغيرها .
تاسعاً: لا يستطيع أن يتطور الإنسان إذا لم يتوفر له هامش من الحرية والحرية التي نعنيها هنا هي الحرية المسئولة وأهم مقومات هذه الحرية حرية الرأي والتي لا تتحقق إلا من خلال نشر ثقافة الحوار وهي تتطلب تكريس مفهوم الحوار في النشء ليس هذا فحسب بل أيضاً العمل على تنمية هذه المهارة أقصد مهارة الحوار في نفوس أبنائنا وبناتنا وتحديد علاقة التربية والتعليم في تطوير هذه المهارة وتعويدهم عليها من خلال ما يتلقاه الطالب أو الطالبة في المدرسة من خلال منهجها المعلن أو منهجها الخفي .
عاشراً: لم يعد الهدف من التعليم هو محو الأمية التقليدية وبالتالي لم يعد التوسع الكمي هو المطلوب كما لم يعد إعداد أفراد قادرين على القيام بدور هام في التنمية هو المتوقع من التعليم فحسب وحتى المحافظة على الحد الأدنى من الكيف لم تعد لوحدها المطلوب ولكن المطلوب اليوم من التعليم هو أن يقدم لنا منتجاً قادراً على القيام بدوره بكفاءة وأيضاً على مواكبة التغيرات ومواجهة التحديات ، وهذا يتطلب التركيز على الجودة في برامج التعليم التي لا تتحقق إلا في بيئة تعليمية تحتفظ بقدر كبير من النوعية والكيفية وهنا على الخطاب التربوي الجديد أن يحدد معايير تحقيق الجودة والمحافظة عليها في برامجه التعليمية المختلفة بشكل واضح ومحدد . . والله ولي التوفيق .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس