رد: التربية والتعليم السبت14/5
عكاظ : السبت 14-05-1430هـ العدد : 2883
بحكم الوجود الإنساني
عبدالله ابو السمح
يوم غد الأحد سيكون يوما مشرقا في تاريخ التعليم في المملكة أو يجب أن نجعله كذلك حيث سيعلن رسميا فيه افتتاح جامعة الأميرة عفت الأهلية (غير الربحية) وهي التطوير لكلية عفت للبنات المتولدة من مدرسة دار الحنان، واجب علينا أن نستنزل الرحمات على الأميرة عفت فقد أضاءت شموعا للتعليم الراقي ورعتها، مدرسة دار الحنان هي أول مدرسة حديثة للبنات بعد أن مهدت لها الطريق مدرسة الهزازية الأهلية في مكة المكرمة، وحين واجه تعليم البنات العقبات واللغط جاءت مدرسة دار الحنان بتوجهاتها الحديثة ومبانيها وطرق تدريسها وربما هي الأولى التي فرضت "المريول" لباسا موحدا وربطة الشعر بالشريط الأحمر . . كانت مدرسة دار الحنان هي الحل المؤسساتي الموازي، ولقد تعودنا هنا في السعودية بإيجاد حلول موازية حين تواجه مسيرتنا الحضارية عقبات وممانعات من التيار المحافظ، دائما في المجتمعات النامية تكون معارضة قوية للعمل التطوري، وكان الحل عندنا بتجنب الصدام وإيجاد حلول موازية إلى حين يصير الجديد مقبولا أو معتادا، وفيه تجاوب لمتطلبات العصر والمعاصرين . الآن ما نطالب به هو أن تكون جامعة الأميرة عفت للطالبات والطلبة عنصري الأمة وهما بحكم الوجود الإنساني لا ينفصلان، والمرأة إذا تعلمت ستعمل في نفس البيئة والمكان إذ تستحيل قسمة الوطن إلى مكانين، ولهذا لا بد أن نجد حلا حضاريا إنسانيا يتماشى وأخلاقنا الإسلامية بعيدا عن التزمت ووفق وسطية معتدلة، لقد أوجد المسلمون الأوائل حلا بجعل الرجال في الأمام والنساء بعدهم وليس في مكانين لاستحالة ذلك الفصل لأنهم نفس واحدة ونحن لابد أن نوجد حلولا معاصرة لأن الزمن يفرض شروطه ويفرض علينا أن نحياه ونتعايش معه .
|