رد: التربية والتعليم الاحد 15/5
عكاظ : الأحد 15-05-1430هـ العدد : 2884
إدراج التربية الأمنية في المنظومة التعليمية
هذه البلاد ليست كغيرها، فاستقرارها وأمنها خدمة تقدم لكل مسلم يفد إليها. فهي ليست حصراً على فئة أمنية معينة، بل واجب على كل مسلم خدمة إخوانه المسلمين، ومن أفضل ما تقدمه لهم الإسهام في أمنهم. ويزداد الأمر وجوباً على كل مواطن، وهنا تتجلى المواطنة الحقة. وعلى كل مقيم يعيش على أرضها وينعم من خيراتها.الأمن من ضروريات الحياة، بل من أولوياتها فليس هنالك استقرار نفسي ولا اجتماعي بدونه، فترسيخ القيم الدينية والأخلاقية في النفس البشرية من أساسيات الأمن، بل هي اللبنة الأولى، قال تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)، وقال سبحانه: (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، وقال:(ضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان)، أما عندما يكفر به سبحانه: (فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون). وعلينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى على هذا الفضل العظيم، بل ونستشعره، قال النبي عليه الصلاة السلام: (من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا).كما أن حب الوطن والولاء له أمر فطري، فنبينا محمد عليه الصلاة والسلام عندما أخرجه قومه من مكة المكرمة التفت إليها وقال: (ما أطيبك من بلد وما أحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني ما سكنت غيرك).ولما استقر صلى الله عليه وسلم المدينة دعا الله أن يرزقه حبها، فقال: (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد)، فعندما يأتي الحب يأتي الولاء والاستقرار والبناء والمحافظة على أمنها، وهذا ما يجب تأصيله في نفوس الطلاب. الأجيال هم واجهة الحاضر ورجال الغد، فمن يرسخ في نفوسهم هذه القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية والوعي الأمني، الذي يهمه ويهم أسرته ووطنه منذ صغره؟
وعلينا أن نتساءل ما هو التوجيه الأمني الذي يحظى به الطالب، وما هي الجهة المسؤولة عن ذلك؟
عندما يكون هنالك ترسيخ للتربية الأمنية وأهميتها لدى النشء منذ الصغر، فإن الحال سيتغير وسنصل بإذن الله إلى جيل يسهم في بناء حضارته وثقافته وأمن وطنه. ننا نتطلع في ظل التوجه الوزاري الجديد للتربية والتعليم ــ ونحن على ثقة بذلك ــ أن تمتزج المنظومة التعليمية بالحس الأمني لتنشئة جيل يعي دوره الأمني، مما يرسخ أهمية الأمن في نفوس الطلاب بكافة المراحل التعليمية، فكيف يعي الطالب أهمية الأمن؟
ناهيك عن أن يكون رجل أمن يهمه حفظ أمن وطنه، بل إن من العجيب أن يكون مصدرا للإخلال مع الأسف بالأمن، وهذا يتضح جلياً أيام الإجازات والعطل الأسبوعية، فنرى تكثيف الدوريات الأمنية في هذه الأوقات، فمن هي الجهة المسؤولة عن هذا النقص في بناء هذه الشخصية؟
دخيل عبد الله السعدي
وكيل ثانوية مؤتة ـ مكة المكرمة
|