[صقر قريش]

صحيفة اليوم:الثلاثاء 17 جمادى الأول 1430هـ العدد:13115
معاملة غير إنســانية
فاطمة القحطاني
لم تعانِ شريحة من الشرائح التعليمية قدر ما تعانيه شريحة معلمات محو الأمية، ورغم كل الحلول المقترحة والجهود المبذولة لتحسين وضع هذه الفئة، إلا أن كلها للأسف ورغم تعاقب الوزارات والوزراء باءت بالفشل.من أبجديات أي وظيفة (خاصة الحكومية) الشعور بالأمان الوظيفي، والحصول على الحقوق المترتبة على هذه الوظيفة بعد أداء واجباتها بالتأكيد، لكن وضع معلمات محو الأمية واللاتي اشتهرن بمعلمات البند 108 سيىء الذكر لا يسر عدواً ولا حبيباً، ولولا الحاجة التي دفعت هؤلاء المعلمات للحصول على وظيفة، لكان هناك رفض كامل لعمل بمثل هذه الظروف.خريجات بنفس المؤهل، بعضهن محظوظات فتم ترسيمهن، وأخريات غير محظوظات دفعتهن ظروف الحاجة المادية أو عدم الركون لجدران أربعة لقبول أي وظيفة، ولو براتب متدنٍ ولا يكفي حد الكفاف، ومع ذلك، لا أمان وظيفي، لا حوافز، ولا مستوى، والوضع مهدد بالاستغناء في أي لحظة.والمصيبة أن معاملة محو الأمية لا تعتبر انسانة حتى عند اجازة الأمومة، خاصة أن هناك من يعتبر مطالبتها بحقوقها في طلب اجازة امومة بعد الإجازة الاعتيادية التي لا تلبي احتياجات المولود والنفساء ضرباً من الخيال.راتب من غير علاوات وكأنهن يحرثن في البحر، ولا تعطى المعلمة رواتب للإجازات مثل نظيرتها على الأقل، الكثير من البرقيات رفعت، والشكاوى التي نشرت، والصرخات التي لم يسمعها أحد، وكأنهن يعملن في بلد آخر غير بلدنا، أو يطلبن المستحيل، رغم أن هناك حاجة ماسة ووظائف شاغرة بالآلاف كما تعلن الصحف وكما يعلن المسؤولون بوزارة التربية والتعليم.معلمة محو الأمية لا تطالب إلا بالتثبيت والحوافز وأن تحسب لها سنوات الخدمة لتشفع لها في الحوافز والمميزات عند التثبيت الموعود، الذي قد ينهي معاناة استمرت سنوات، كلنا نراها، ومسؤولونا يسمعون عنها، ومديرو التعليم لا ينكرونها .. ومع ذلك فإنها مستمرة يبدو حتى إشعار آخر.. متى؟ الله أعلم !