[صقر قريش]

عكاظ : الأربعاء 18-05-1430هـ العدد : 2887
بعد تفوقها على أوباما وساركوزي
نورة الفايز تعيد لتاء التأنيث ونون النسوة محلهما من الإعراب
نون النسوة، وتاء التأنيث حرفان من أهم حروف النساء، ولعل من أجمل الصدف أن كان من هذين الحرفين أول حروف (نورة) وأخرهما، وكأن المصادفة في قدر الحروف هي الأخرى تخدم السيدة الأعلى منصبا في تاريخ المرأة السعودية، وتجعل جميع النساء قابهما أو أدنى، فالمرأة، التي تقود وتدير أكثر من مليونين ونصف المليون من بنات جنسها، يتطلع إليها أن تحتوي (بنونها وتائها) كل ما هو أنثوي، كما تحتوي الأم وليدها بين يديها . نورة الفايز أول نائبة وزير سعودية، وهي الحادية عشرة في الأكثر تأثيرا ونفوذا في العالم من بين مائة شخصية بارزة حسب ما اختارتها مجلة التايمز اللندنية، فقد تفوقت حتى على أوباما رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم، وعلى ساركوزي رئيس دولة المشروع الأوروبي وأعرق دول أوروبا، التي أسست للعصر الحديث بثورتها التليدة . والنساء السعوديات ينظرن لمعالي السيدة نورة كحاملة للوائهن، وممثلة لطموحاتهن وتوجهاتهن، وليست مجرد مسؤولة في الدولة تقوم بعمل محدد، فالكثيرات، حتى من لسن في قطاع التعليم، يحملنها الكثير من آلامهن وآمالهن، ويتطلعن أن تكون سفيرا على غير العادة إلى القيادة، ومفوضا أعلى للدفاع عن حقوقهن وإرادتهن لدى صناع القرار . أخيرا، وعودا إلى السياق، لم تعد تاء التأنيث، ونون النسوة حرفين زائدين لا محل لهما من الأعراب، بعد صدور التوجيهات الوزارية في التعليم بتأنيث خمس من الإدارات التعليمية في المناطق، ونسونة إداراتها، وإخلائها من «واو» الجماعة وسلطة الرجل، لتبتدئ حقبة الإدارة الناعمة .
غانم محمد الحمر