[الحاج سلام]

اسعد الله مساءكم .
اعجبني دعاء مجنونها (يامثبت القول ثبت عقلي) واظنه قصد العقول .
قلت :اللهم ثبته على القول الحق والفكر النير لان الثبات المطلق قد لا يكون مستحسنا .
وقد كنت علقت سابقا مخاطبا مجنونها (انت عاقل ولست كما تنعت نفسك )
واضيف اليوم ربما ان ما بك هوىولس بجنون .
والشاعر يقول :
قالوا جننت بمت تهوى فقلت لهم ** العشق اعظم مما بالمجانين .
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه ** وقد يصرع المجنون في الحين .
اما ما استشكل على مجنونها في موضوعنا الاسل والحلفاء
فهو تناقض ما قلته انا مع ما اورده الحارث بن همام بشأن الفروق بين الاسل والحلفاء في جانب الناعم منهما والخشن في الملمس .
وقد ذكرت اكثر من فرق واحد الا ان الاشكال هل النبات الذي يمكن ان يوصف بالانعم هو الاسل ام الحلفاء خاصة وان الحارث اسند في نعومة الاسل لابي حنيفة وقولي اسند لما نقل عنه مع انني لم اجد فيما كتبه ابو حنيفة اي قول بان الاسل ناعم او خشن .
كما ان ابا حنيفة لم يصف الحلفاء بالنعومة او الخشونة وانما قال انها غليظة ربما قطعت .. .
قلت : عفا الله عني وعنك اخي مجنونها .
لقد رجعت الى كتاب ابي حنيفة الدينوري ووجدت انه يقول عن الحلفاء (انها سلبة غليظة المس لا يكاد احد يقبض عليها مخافة ان تقطع يدة )
ويقول عن الاسل (يخرج قضبانا دقاقا ليس لها ورق ولا شوك )
و لقد رأيت الحلفاء وهي عينها التي وصفها ابو حنيفة ان حاولت ان تنزعها من الارض بيديك فسوف تدمي يداك .
وسمها غليظة او خشنة او حادة الاطراف .


وشاهدت الاسل وكنت اظنه البردى الى ان قيل لي انه الاسل وهو مرتفع قدر قامة الرجل قضبانا ناعمة ليس له ورق ولا شوك وخضرته قاتمة اذا رأيته من بعيد تظنه اسودا .
والاسل والحلفاء والبردى والثداء وعشرات من هذه الانواع متشابهة متقاربة وقد اورد الرويعي معلومات وافية عن تعدد الانواع واوصاف كل نوع .

فارجو ان يكون اللبس قد زال فيما ذكرته هنا .
كما اشكر لمجنونها لمسته التي تنم عن عقل لا عن جنون والسلام ...