[مخبر سري]

الأسهم الخليجية تختتم أسبوعها بجني أرباح لم يفقدها كثيرا من المكاسب
عبد الرحمن إسماعيل من دبي
أنهت أسواق الأسهم الخليجية تعاملات الأسبوع الجاري أمس كما بدأته بموجة من جني الأرباح قلصت جزءا طفيفا من المكاسب القوية التي سجلتها منتصف الأسبوع وطيلة الفترة الماضية، واعتبر جميع المحللين أن جني الأرباح "صحي وطبيعي" يعطي للأسواق فرصة لـ "التقاط الأنفاس" وفي الوقت ذاته فرصة للمستثمرين الذين لم يمكنهم "ماراثون الصعود" من اللحاق بالسوق إلى العودة من جديد.

وعلى الرغم من أن سوق الدوحة كانت الأكثر انخفاضا في تعاملات الأمس تحت وطأة جني الأرباح التي طالت جميع الأسهم القيادية بانخفاض 2.5 في المائة إلا أن السوق تمكنت من إنهاء أسبوعها على ارتفاع بنسبة 3.5 في المائة لتكون مع سوق البحرين الوحيدتين اللتين اختتمتا الأسبوع على ارتفاع، وكانت السوق البحرينية الوحيدة المرتفعة أمس بنسبة 0.15 في المائة وعلى مدار الأسبوع 2.6 في المائة.

وتفاعلت بورصة الكويت سلبا مع الأجواء السياسية التي تشهدها البلاد مع بدء انتخابات مجلس الأمة السبت المقبل، حيث تعرضت لموجة قوية من البيع أجبرت المؤشر على البقاء على نسبة هبوطه منذ بداية العام 1.4 في المائة حيث كانت السوق تقف قبل بدء جلسة الأمس على أعتاب التحول من المنطقة الحمراء التي لازمتها إلى المنطقة الخضراء، وعلى مدار الأسبوع انخفضت السوق بنسبة 1.6 في المائة.

كما انخفضت سوق أبو ظبي بنسبة 1.2 في المائة وعلى مدار الأسبوع 1.1 في المائة وسوق دبي 1 في المائة وعلى مدار الأسبوع أقل من نصف في المائة غير أن السوق بنهاية الأسبوع عادت من جديد إلى هبوطها منذ مطلع العام ولكن بميل طفيف نحو الانخفاض 0.06 في المائة في حين جاء الانخفاض طفيفا في سوق مسقط التي عكست مسارها من الارتفاع إلى الهبوط بنسبة 0.60 في المائة وعلى مدار الأسبوع 1.7 في المائة، وعلى غرار سوق دبي عادت السوق العمانية إلى هبوطها منذ مطلع العام بنسبة 1.2 في المائة، وكان السوقان قد استردتا كامل الخسائر منذ بداية العام وتحولتا إلى الارتفاع.

والملاحظ أن الأسواق لم تخسر كثيرا هذا الأسبوع ويبدو أنها بالفعل تتماسك أمام موجات جني الأرباح التي تعد طبيعية بعدما كسرت غالبية المؤشرات نقاط دعم قوية خصوصا السوق القطرية الأكثر ارتفاعا منذ شهرين بأكثر من 50 في المائة.

واستمرت موجة جني الأرباح في سوق دبي تطول جميع الأسهم حيث انخفضت أسعار 18 شركة مقابل ارتفاع أسعار أربع شركات فقط، وتراجعت بشكل ملحوظ أحجام التداولات إلى 367.7 مليون درهم منها 142 مليونا لسهم أرابتك الأكثر نشاطا وانخفض سعره بنسبة 1.2 في المائة إلى 2.49 درهم و"إعمار" 2 في المائة إلى 2.54 درهم و"الإمارات دبي الوطني" الأثقل في المؤشر 0.70 في المائة إلى 2.78 درهم و"العربية للطيران" 1 في المائة إلى 94 فلساً و"دبي للاستثمار" 1.7 في المائة إلى 1.16 درهم و"دبي المالي" 2.1 في المائة إلى 1.34 درهم.

وجاء التراجع أقوى في سوق العاصمة أبو ظبي بضغط من أسهم البنوك والعقارات والطاقة ووسط تداولات ضعيفة بقيمة 290 مليون درهم منها 91.8 مليون لسهم "بنك الخليج الأول" الذي تراجع إلى 11.80 درهم.

وتراجعت أرباح شركة طاقة للربع الأول بنسبة 90 في المائة إلى 40 مليون درهم وانخفض سهمها بنسبة 6.2 في المائة إلى 1.64 درهم في حين منيت شركة الهلال الأخضر للتأمين بخسائر بقيمة 2.5 مليون درهم ومع ذلك ارتفع سهمها 2.7 في المائة إلى 3.50 درهم، كما انخفض سهم "الدار العقارية" الأنشط من حيث الحجم بتداول 21.7 مليون سهم بنسبة 4.5 في المائة إلى 3.77 درهم متخليا عن سعر الدراهم الأربعة التي سجلها أول أمس، كما انخفض سهم "صروح" بنسبة 2.7 في المائة إلى 2.80 درهم.

وقاد سهم "صناعات قطر" الأثقل في المؤشر موجة جني الأرباح لسوق الدوحة كما كان قائدا لموجة الصعود القوية أمس الأول، وتعرض السهم لموجة من البيع المكثف أفقدته 4 في المائة من سعره عند 106 ريالات وأثر بدوره في بقية الأسهم المتداولة في السوق حيث تراجعت أسعار 30 شركة مقابل ارتفاع أسعار ست شركات فقط.

ولوحظ أن أحجام وقيم التداولات تراجعت بشكل ملحوظ إلى 520.2 مليون ريال من تداول 21.1 مليون سهم وهو ما اعتبره الوسطاء في السوق القطرية علامة صحية على عدم الانجراف نحو البيع العشوائي، واستحوذت ست أسهم على ثلثي إجمالي عدد الأسهم المتداولة في السوق وهي أسهم "الريان"، "ناقلات"، "الخليجي"، "الخليج الدولية"، "بروة وقطر"، و"عمان" وانخفضت أسعارها مجتمعة باستثناء سهمي "الخليجي" الذي ارتفع بنسبة 0.56 في المائة إلى 8.95 ريال و"قطر وعمان" الأكثر صعودا بنسبة 6.3 في المائة إلى 9.45 ريال.

ومن الطبيعي أن تقلل السوق القطرية من سرعة صعودها الذي يستمر منذ بداية الربع الثاني من العام وبنسب قياسية بدعم من الإجراءات الحكومية التي اتخذت لمواجهة الأزمة والتي أعطت الثقة للمتعاملين المحليين والأجانب بالعودة إلى السوق .

وكما هو متوقع تفاعلت البورصة الكويتية سلبا مع أجواء انتخابات مجلس الأمة المقرر عقدها السبت المقبل في الوقت الذي تلقت السوق ضربة من تدفق النتائج السلبية لشركات الاستمرار عن الربع الأول حيث أعلنت غالبيتها إما تراجعا قويا في أرباحها أو تكبدها خسائر، وتتهدد نحو 48 شركة بالتوقف عن التداول قبل بدء جلسة الأحد المقبل بسبب انتهاء الفترة المحددة بـ 45 يوما لإعلان النتائج الربعية.

وكما تراجعت السوق بأكثر من 100 نقطة تراجعت أحجام وقيم التداولات بنحو الثلث إلى أقل من 100 مليون دينار من تداول 659 مليون سهم، وضغطت جميع القطاعات المدرجة خصوصا البنوك والخدمات على المؤشر، وسجلت جميع الأسهم القيادية نسب هبوط قياسية.

وتراجع سهم "بنك الكويت الوطني" 3.3 في المائة إلى 1.140 دينار و"بيتك" 3.4 في المائة إلى 1.120 دينار و"جلوبل" 3.4 في المائة إلى 104 فلسات و"الصناعات الوطنية" 5.3 في المائة إلى 0.355 دينار و"أجيلتي" 2.2 في المائة إلى 0.870 دينار في حين استقر سهم "زين" دون تغير عند 0.780 دينار.

وتراجعت أرباح شركة كمفيك للربع الأول 97 في المائة إلى 120.9 ألف دينار من 3.7 مليون دينار وأرباح "كامكو" 95 في المائة إلى 252 ألف دينار من 5.2 مليون دينار ومنيت الخطوط الوطنية الكويتية بخسائر بقيمة 2.7 مليون دينار كما خسرت الصناعات المتحدة 200 ألف دينار من أرباح بقيمة 256.8 ألف دينار وبلغت خسارة المجموعة الدولية للاستثمار ثمانية ملايين دينار من أرباح بقيمة ستة ملايين دينار والمنتجعات 132 ألف دينار من أرباح بقيمة 7.1 مليون دينار وتراجعت أرباح بنك الخليج 95 في المائة إلى 1.5 مليون دينار من 32.2 مليون دينار .

وعكست سوق مسقط مسارها من الارتفاع إلى الهبوط مع نشاط جني الأرباح الذي ساير بقية أسواق الخليج ولكن بقيت السوق على نشاطها بتداولات قيمتها 16 مليون ريال من تداول 52.2 مليون سهم منها تعاملات بقيمة 8.3 مليون ريال لأربعة أسهم هي "جلفار"، "عمانتل"، "الجزيرة للخدمات"، و"بنك مسقط".

وباستنثاء ارتفاع سهم "عمانتل" بنسبة 2.3 في المائة إلى 1.310 ريال انخفضت الأسهم الثلاثة بنسب قياسية أعلاها لسهم "جلفار" بنسبة 7.6 في المائة إلى 0.262 ريال متأثرا بإعلان الشركة عن تراجع أرباحها الفصلية بنسبة 36 في المائة إلى 4.6 مليون ريال من 7.2 مليون ريال.

وانخفض سهم "بنك مسقط" الأثقل في المؤشر بنسبة 3 في المائة إلى 0.721 ريال وأعلن البنك عن تراجع طفيف في أرباح الربع الأول بنسبة 1 في المائة إلى 38 مليون ريال، لكن في المقابل حافظت بقية أسهم البنوك على صعودها القوي حيث سجل سهم "بنك صحار" أعلى نسبة صعود بين 16 شركة مرتفعة بنسبة 7.4 في المائة إلى 0.159 ريال وسهم "بنك ظفار" 2.3 في المائة إلى 0.401 ريال كما ارتفع سهم "الجزيرة للخدمات" بنسبة 1.9 في المائة إلى 0.106 ريال حيث حافظ السهم على صدارة الأسهم النشطة من حيث الحجم بتداول نحو 15 مليون سهم.

ومنيت شركة أونك بخسارة فصلية بقيمة 42.1 مليون ريال مقارنة بأرباح بقيمة 26.8 مليون ريال في حين انخفضت أرباح شركة أومنيفست بنسبة 31.6 في المائة إلى 5.3 مليون ريال من 7.7 مليون ريال.

ودعمت ارتفاعات أسهم الاستثمار والخدمات والفنادق سوق البحرين لتكون السوق الخليجية الوحيدة الرابحة في تعاملات الأمس وسط تداولات نشطة بقيمة 612 مليون دينار من تداول ثلاثة ملايين سهم منها 1.8 مليون لأربعة أسهم هي "ناس"، "الخليجية المتحدة للاستثمار"، "الخليجي"، و"بيت التمويل الخليجي" الذي انخفض بالحد الأقصى 10 في المائة إلى 1.090 دولار.

وسجلت أربعة أسهم ارتفاعات قياسية تجاوزت 9 في المائة وهي البنادر 9.8 في المائة إلى 0.590 دينار و"ناس" 9.7 في المائة إلى 0.180 دينار والمؤسسة العربية المصرفية 9.2 في المائة إلى 0.590 دولار و"الخليجية المتحدة للاستثمار" 9 في المائة إلى 0.120 دينار في حين انخفض سهم "أنوفست" 4.2 في المائة إلى 0.900 دينار و"الإثمار" 3.8 في المائة إلى 0.250 دولار و"البحرين الإسلامي" 3.3 في المائة إلى 0.290 دينار.