عرض مشاركة واحدة
قديم 05-16-2009   رقم المشاركة : ( 14 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التعليم في الصحف السبت 21/5

المدينة : السبت 21-05-1430هـ العدد : 16824
بيئة التعليم .. والأنشطة اللاصفية
د.محمود إبراهيم الدوعان
هل يمارس طلاب مدارسنا الأنشطة اللامنهجية كما هو مأمول؟ هل وفرت الوزارة جميع الأنشطة الرياضية لجميع مدارسنا بمختلف مراحلها؟ هل هناك قصور في وفرة هذه الأنشطة؟ ولماذا تراجعت هذه الأنشطة بهذا الشكل الكبير عن ذي قبل؟
تقاس حضارات الأمم بما تحققه من إنجازات في مسيرتها التعليمية، ومحو أمية أفرادها، وزيادة الجرعات الثقافية لشبابها، لتحقق طموحات سكانها وتنمية مهارات مجتمعاتها والوصول بها إلى مصاف الدول الراقية والمتقدمة بما تحققه من مكاسب علمية وبحثية تعزز من مكانتها بين الدول. نعم: فالعلم القائم على التخطيط السليم المدروس؛ هو مفتاح التنمية الشاملة، ولا يمكن أن تحرز دولة أي تقدم، أو أن تأخذ مكانها بين الدول المتحضرة بدون أن تنال حظها الوافر من العلم، وذاك التخطيط، والسير وفق منهجية علمية وإستراتيجية وطنية تحقق طموحات الوطن.
ونحن نريد أن ننوه لوزارة التربية والتعليم، بأنه لا يمكن أن تبلغ المنظومة التعليمية أوج غايتها من دون إدراج الأنشطة ضمن برامجها ومناهجها, ونحن نعلم أيضا أن الوزارة مطلوب منها الشيء الكثير للرقي بالمسيرة التعليمية في بلادنا، ولكن كونها الوزارة الأهم، والركيزة الأساسية التي تقوم عليها نهضة الدولة وتقدمها نحو ركب الدول المتحضرة، وحيث نشعر إن هذه المطالب أساسية ويجب الاهتمام بها، نوجه إلى وزارتنا الكريمة بعضًا من الأسئلة التي تبحث عن إجابات في إطار بيئتنا التعليمية، وما يغذّي هذه البيئة من الأنشطة والبرامج الموضوعة ضمن الأهداف والسياسات العامة للتعليم، وهذه الأسئلة باختصار هي: هل بيئتنا التعليمية بدون تفعيل الأنشطة اللاصفية تعتبر بيئة طاردة؟!! هل يمارس طلاب مدارسنا الأنشطة اللامنهجية كما هو مأمول؟ هل وفرت الوزارة جميع الأنشطة الرياضية لجميع مدارسنا بمختلف مراحلها؟ هل هناك قصور في وفرة هذه الأنشطة؟ ولماذا تراجعت هذه الأنشطة بهذا الشكل الكبير عن ذي قبل؟
أذكر عندما كنا طلابا في المرحلة الابتدائية قبل عدة عقود من الزمن وقبل تغيرات الطفرة، وقبل حلول عوائد البترول الضخمة، وعندما كانت إمكانات وزارة المعارف آنذاك متواضعة جدا.. كانت البيئة المدرسية جاذبة بمعنى الكلمة، وكان يوجد بها معظم الأنشطة اللاصفية القائمة على عدد من الألعاب الرياضية التنافسية مثل: ملاعب كرة القدم، والطائرة، والسلة، والتنس، وألعاب القوى وأجهزتها التي يمارس عليها القفز، ومسابقات اختراق الضاحية، وغيرها. كنّا نستمتع بحصة الرياضة، ونقضي فيها أجمل أوقاتنا، وكانت حصص الرياضة موزعة على أيام الأسبوع، حتى ينعم الطالب فيها بشيء من الحركة والنشاط والمتعة، والبعد عن القراءة والكتابة ولو لفترة بسيطة من الزمن يسترد فيها أنفاسه ويعاود نشاطه. كان دوري المدارس له نكهة وطعم خاص، والأنشطة الرياضية كانت تبرز مواهب الطلاب الصغار وتقدم أفضل اللاعبين للأندية.معظم دول العالم تهتم بالناشئة وتقدم لهم كل ما يحتاجونه من ملاعب، وأدوات، ومستلزمات رياضية، وخلافه، من أجل إخراج الطالب من ضيق حجرة التعلم إلى فسحة النشاط، التي يجد فيها الطالب متنفساً من عناء يوم دراسي طويل. أما اليوم فكيف هو حال مدارسنا ؟!! أين هي الأنشطة اللاصفية؟ ما ذا حدث لها؟ لماذا هذا التراجع والقصور وعلى الأخص في الأنشطة الرياضية؟ لماذا تقلص النشاط الرياضي عندنا وحصرناه فقط في كرة القدم؟! هل يهتم أبناؤنا بغير هذه الرياضة، أو وجدوا غيره حتى يمارسوه؟ ثم إن كان الأمر كذلك, فهل هناك دوريّ قائم بين المدارس على مختلف فئاتها لتفعيل هذا النشاط؟ ما دور الإدارة المدرسية في هذا الصدد؟ وما دور إدارات التعليم في إنعاش هذا النشاط الرياضي الخامل وإحيائه من جديد؟ هل يعزّ على وزارة التربية والتعليم تفعيل هذا النشاط وإيجاد آلياته بالدعم المادي وهي التي تبذل الشيء الكثير للرقي بالعملية التعليمية في بلادنا؟
إن النهضة الرياضية في الدولة مؤشر ذو دلالة قوية على رقيها وحضارتها وحسن رعايتها لشبابها، انظروا إلى جميع دول العالم المتقدم اليوم في المناسبات الرياضية، كيف تتباهى الأمم وتتنافس في حصولها على ميداليات مختلفة في شتى أنواع الألعاب الرياضية؛ وهذه المشاركات – بطبيعة الحال - ترفع أسهم الدولة بين الدول الأخرى، وتعرّف بها على مختلف المستويات المحلية، والإقليمية، والدولية. وأجزم أن ذلك ناتج عن اهتمام حقيقي بالمدرسة وأنشطتها اللاصفية المختلفة.وحتى نضمن استمرارية هذا العطاء يجب الاهتمام بالبيئة المدرسية التي هي الأساس في تفريخ اللاعبين الماهرين في مختلف أنواع الأنشطة الرياضية. ففي اعتقادنا أن صورة النهضة الرياضية في بلادنا لن تكتمل دون الالتفات إلى البيئة المدرسية، ومخرجاتها من الطلاب الموهوبين علميًا، وسلوكيًا، ورياضيًا. هذه المحصلة النهائية أيضا لن تكتمل ما لم نهتم بالأنشطة اللاصفية في المدارس، وندعمها ماديا ومعنويا، لكي نصل إلى مفهوم البيئة التعليمية المتوازنة.. أعطوا أولادنا فرصة الكسب المعرفي المعزز بوسائل التعليم المختلفة، حتى نحقق التوازن المطلوب بين النظرية والترويح.









آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس