رد: الملف الصحفي للتربية الاحد 22/5
المدينة : الأحد 22-05-1430هـ العدد : 2891
أربعُ وزارات وراء بطالة المُعلِّمين
م . طلال القشقري
بيتي قريبٌ جدًّا من كُـلّية جدّة لإعداد المُعلّمين، وعندما أغدو منه في الصباح لأسترزق العليم الفتّاح، أرى مِئاتٍ من طلبتها يدخلونها أسرابًا وأفواجًا!هذه هي الصورة الأولى، أمّا الصورة الثانية، فهي المنشورة في جرائدنا مؤخرًا لمئاتٍ من خريجي كُلّيات إعداد المُعلّمين في المملكة -العاطلين- وهم يقفون بثيابهم البيضاء، وأشمغتهم الحمراء، وعُقُلهم السوداء، أمام مقرّ وزارة التربية والتعليم مُلتمسين توظيفهم!وبسبب هاتين الصورتيْن المُختزنتيْن في ذاكرتي . . حزنتُ وتساءلتُ: هل أحتاجُ لأن أكون عبقريًّا لأكتشف أنّ عدد الطلبة المقبولين للدراسة في هذه الكُـلّيات أكبر بكثير من عدد الوظائف المتوفّرة لهم في قطاع التعليم بعد تخرّجهم منها؟؟طبعًا وحتمًا لا أحتاج!وأنا هنا لا ألوم وزارة التربية والتعليم وحدها، بل ألوم معها وزارة الخدمة المدنية؛ لأنها المشرفة على التوظيف الحكومي، وكذلك وزارة العمل؛ لأنها المشرفة على التوظيف الأهلي، فالتنسيق بين الوزارات الثلاث . . أراه (مُشْ ولا بُدْ)، ولو كان كذلك، لحدّدت وزارة الخدمة المدنية عدد الوظائف التعليمية المطلوبة للقطاع الحكومي كلّ عام، ولحدّدت وزارة العمل نظير هذا العدد المطلوب للقطاع الأهلي، ولحدّدت وزارة التربية والتعليم، بناءً عليهما، عدد الطلبة المفترض قبولهم في الكُلّيات دون زيادة تجعل الطلبة الزائدين بعد تخرّجهم رقمًا من أرقام البطالة الكئيبة، وما يحصل حاليًّا من قبولٍ عشوائي للطلبة في هذه الكُـلّيات هو أيضًا إهدارٌ للمال العام، وللجُهْد، وللوقت، وضياعٌ للغاية بعد تيْه الوسيلة!
قد تسألونني: وماذا نفعل بالطلبة الزائدين؟ بسيطة، فأين وزارة التخطيط التي يُفترض أن تُساهم في التخطيط العام لاستيعابهم الدراسي في تخصّصات غير تعليمية تحتاجها قطاعاتُنا الأخرى ممّا لا زالت تعجُّ -للأسف- بوافدين من كُلّ جنسٍ، ولُغةٍ، ولوْن!
قِيل قديمًا:
(قُمْ للمُعلِّم وفّه التبجيلا
كاد المُعلِّمُ يكون رسُولا)
وأخشى مع ضعف تنسيق هذه الوزارات أن يُقال الآن: (اجلس للمُعلِّم بلا تبجيلا . . . إنّ المُعلِّمَ سيكون عطُولا)!
|