كلمة الأمير خالد الفيصل
جئت اليوم متحفزا للحديث إليكم، بما يجول في خاطري، وبعد هذه الكلمات، وهذه الأناشيد ساورني أمر جميل، وهو أن مهمتي ربما تكون قد انتهت قبل أن تبدأ، فقد أسعدني هذا المستوى من التمكن في اللغة والبلاغة والكلمات التي قدمتها هذه البراعم، وهذه الزهور السعودية التي تتألق حسنا، وجمالا، وروعة، وبلاغة، وعلما، على هذه الأرض الخصبة بالإبداع والمبدعين، وأسعدني كذلك ما سمعته من أمل، وتفاؤل، وعزيمة من خلال تلك الكلمات والأناشيد.
وكنت أفكر البارحة وصباح اليوم، إن كنت أتحدث إليكم اليوم عن التنمية أو عن استراتيجية المنطقة، أوعن ثقافة الأمل والتفاؤل والثقة بالنفس في مواجهة الإحباط، أوعن منهج الاعتدال السعودي، ولكنني بعد أن دخلت هذه الصالة ورأيت هذه الوجوه المفعمة بالأمل والتفاؤل والمثيرة للفخر والاعتزاز لنا -نحن معشر الآباء ومعشر المسؤولين- آثرت أن أتحدث عنكم أنتم، نعم عنكم أنتم، لأن الرجل الذي شرفني بمسؤولية خدمتكم في هذه المنطقة، الملك الفذّ، عبد الله بن عبد العزيز، يجعل دائما منكم أنتم أولى اهتماماته، ليس في هذه المنطقة فقط، ولكن في المملكة ككل، فالشباب عدة المستقبل والقيادة تعول كثيرا على منتج التعليم، ومنتج التعليم هو أنتم أيها الأبناء، والبنات.
إن مستقبل هذه البلاد رهن أيديكم، وهي الأمانة التي يتركها لكم الآباء والأمهات الذين جاهدوا في الماضي للإرتقاء بمستوى التعليم وتجهيز وإعداد جميع الإمكانات لكم أنتم، كي تكون مهمة تحصيل العلم لكم أسهل بكثير مما كانت لهم في حياتهم الدراسية، ولستم في حاجة لكي أعدد عليكم الفوارق بين ما كان عليه التعليم عندما كنا نحن في المدارس، وما أصبح عليه التعليم في هذا الزمان، فالإمكانات -ولله الحمد-، متوفرة لكم كما هي متوفرة في كثير من الدول والمجتمعات المتقدمة.
وأنتم محسودون على ما أنتم عليه من نعمة أسبغها الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد، ومجتمع هذه البلاد، بفضل الله، وبالتمسك بالعقيدة الإسلامية وديننا الحنيف، ثم بهذا الأمن والاستقرار في هذا البلد الأبي، الذي قام منذ البداية على كلمة التوحيد، وسار على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى العدل والأمن والأمان كأساس لهذه الدولة.
آباؤكم وأمهاتكم يرون فيكم الأمل لتحقيق ما يصبون إليه وما يأملون فيه، أن تكون عليه هذه البلاد، التي تضم أشرف بقاع العالم على وجه الأرض، وخرج منها أشرف الخلق محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، هذه البلاد التي أشرق منها نور الإسلام على العالم أجمع، وانطلقت منها الرسالة التي وصلت إلى الصين شرقا وأوروبا غربا، هذه البلاد التي شرفنا الله سبحانه وتعالى بأن نحيا عليها ونتشرف بخدمة ضيوف الرحمن الذين يتوافدون في كل عام على ترابها الطاهر، لذلك نحن نتحمل المسؤولية الكبرى في أن نكون على مستوى هذا التشريف من الخالق عزوجل، وعلى مستوى تطلعات إخواننا المسلمين في جميع أنحاء الأرض، وعلى مستوى طموحات قادتنا، وعلى رأسهم الملك عبد الله بن عبد العزيز.
أنتم الوجه المشرق لمستقبل هذه الأمة، وأنتم أملنا بعد الله سبحانه وتعالى بأن يتحقق على أيديكم ما نسعى الآن للوصول إليه، فالفرص كلها متاحة، والأسباب كلها ميسرة ولله الحمد، وليس علينا إلا العمل الجاد للوصول إلى الغايات المطلوبة، أنتم قديرون على ذلك إن شاء الله، فموعدنا معكم، ومع التاريخ في العالم الأول.