عرض مشاركة واحدة
قديم 05-18-2009   رقم المشاركة : ( 44 )
مخبر سري
ثمالي نشيط


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2772
تـاريخ التسجيـل : 13-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 9,166
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 271
قوة التـرشيــــح : مخبر سري تميز فوق العادةمخبر سري تميز فوق العادةمخبر سري تميز فوق العادة


مخبر سري غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اهم الأخبارالمحلية والعالمية ليوم الاثنين 23/05/1430هــ الموافق 18/05/2009م

مسترجلات داخل أسوار المدارس والجامعات



مكة المكرمة: زين العلوي

برزت على السطح في الآونة الأخيرة ما بات يعرف بظاهرة "البويات" أو الفتيات المسترجلات واللواتي يطلقن على أنفسهن أسماء ذكورية مثل: راكان، وبيشو، بالإضافة إلى تقليدهن للذكور في كل شيء سواء من ناحية الملبس أو أسلوب الكلام وطريقة المشي.
وبحسب مصادر طبية فإن الفتيات اللواتي ينجرفن إلى مثل هذا السلوك يقمن باختيار فتيات أخريات ضعيفات الشخصية وسلبيات وغير قادرات على الدفاع عن أنفسهن ليفرضن عليهن نوعا معينا من السلوك وليمارسن عليهن التسلط الذكوري.
وأوضحت المصادر الطبية أن مرد بروز مثل هذه الظواهر السلبية في المجتمع السعودي يرجع إلى عوامل أسرية واجتماعية وأخرى بيولوجية تحتاج إلى علاج نفسي وتقويمي بإشراف طبي متخصص وبمتابعة حثيثة من الأهل.
ومن أجل تسليط الضوء على هذه الظاهرة الغريبة والمستقبحة استطلعت "الوطن" من خلال هذا التحقيق آراء عدد من الفتيات اللواتي انغمسن بهذا السلوك، حيث أظهرت إجاباتهن بأنهن مقتنعات بأفعالهن، وأن وسطهن الخاص يجعل كل شيء مباحا ومسموحا على حد اعتقادهن. وقد أظهر التحقيق كذلك أن الفتاة التي تمارس سلوك الاسترجال تتمتع بشخصيتين متناقضتين، واحدة تظهر بها أمام العلن وأخرى خفية تظهرها فقط بين أوساط فئة "البويات" وعند غياب من تعتقد أنه يشكل خطرا يفضح سرها.
وقد أظهر التحقيق أن هيئة من يمارسن هذا الفعل ليست بهيئة الفتاة العادية الطبيعية، وإن كانت الملامح تشير إلى عكس ذلك فـ "البويات" كما يفضلن أن تناديهن الأخريات يردن التخلص من سمات شخصيتهن التقليدية والتحرر منها. كما أنهن في الخفاء وفي مجتمعهن الخاص ووسط قريناتهن الفتيات سواء داخل أسوار المدارس أو الكليات والجامعات أو حتى في المجمعات التجارية يلاحظ عليهن ممارسة عاداتهن وبشكل واضح وظاهر للعيان.
وتشير الإجابات التي استخلصت من اللقاءات المتعددة مع هذه الفئة إلى أنه ليس هناك سن معينة لمن ينخرطن في هذا السلوك الغريب، وأن مثل هذا الأمر قد يبدأ منذ أن تكون الفتاة في المدرسة. فقد سجلت حالات مشابهة في صفوف الطالبات في مدارس مكة المكرمة خصوصاً لمن تزيد أعمارهن عن 15 عاماً.
وأظهر التحقيق أن سلوكيات هذه الفئة تظهر في الخفاء عند اللقاءات فيما بينهن، مما ساهم في اتساع دائرتها وانتشارها وتقبلها من قبل الأخريات على أنها حرية شخصية، حيث يبدين استحسانا لإظهار وإبراز كل ما يشير إلى عالم الرجولة في سلوكياتهن وتقمصهن لأنماط بعيدة كل البعد عن عالم الأنثى، مثل التزين بملابس رجالية والامتناع عن استخدام كل ما يخص الأنثى مثل أدوات التجميل والزينة حتى إنهن يتخلين عن شعورهن الطويلة لدرجة تجعلهن يشبهن الرجال في هيئتهن. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه إلى حد التنازل التام عن ارتداء الملابس النسائية وارتداء أخرى ذات طابع رجولي. كما أنهن يقبلن على شراء كماليات وعطور ومستحضرات عناية بالجسم رجالية.
وتتخذ "البويات" بحسب ما أظهر التحقيق، نظاماً معيناً لممارسة الغزل والمبادرة بالتعرف على الفتيات الأخريات ومحاولة استمالتهن بالرسائل والهدايا والعبارات الجذابة من أجل إيقاعهن في مستنقع الرذيلة والشذوذ.
وقد التقت "الوطن" ببعض الفتيات المسترجلات "البويات" ممن أطلقن على أنفسهن اسم بيشو، راكان. وقد أكدن أنهن لا يجدن في أفعالهن أي شيء غريب أو خاطئ. كما أشرن إلى أنهن تقمصن الخصائص الذكورية بشكل كبير، بحيث باتت أشكالهن وسلوكياتهن لا تتناسب مع خصائصهن الأنثوية. والأمر من ذلك – حسب أقوالهن – أنهن نجحن في إقناع بعض النسوة المتزوجات إلى الانخراط في مجموعاتهن والسير على خطاهن.
تقول رانيا ابنة الثانية والعشرين ربيعاً، والتي فضلت أن تطلق على نفسها اسم "ريان" إنها بدأت ومنذ الصغر تظهر معالم الرجولة في مشيتها وحديثها وتعاملاتها وسلوكياتها تجاه الآخرين ولا سيما الفتيات معها في المدرسة.
وبررت ذلك بأنها كانت على الدوام تشاهد الخلافات الشديدة بين والديها اللذين انفصلا عن بعضها في النهاية. حيث كانت تشاهد والدتها وهي تتعرض لصنوف متنوعة من الأذى والعنف الجسدي من قبل والدها، مما جعلها على حد قولها تكره حقيقة كونها أنثى. وأنها فضلت أن تتقمص السلوك الذكوري في محاولة منها لأن تكون قوية وقادرة على صد الأذى عن نفسها.
وأضافت: تأثرت أيضاً بالظروف الاقتصادية الصعبة التي عشتها في الطفولة، والتي جعلت العائلة تعتمد علي في كسب الرزق، حيث كنت أمارس أعمالاً كثيرة جعلتني أشعر بقوة الشخصية والقدرة في الاعتماد على الذات، وهذا حفز لدي الشعور بكراهية الأنثى أو أن أكون امرأة يغلب عليها الضعف والإذلال، وجعلني أسعى بقوة لتقمص دور الرجل أو الذكر المسيطر. وقد وجدت بالفعل ما أريده في شخصيتي هذه، وأنا مرتاح لذلك، حتى لو قال عنها الآخرون بأنها صفات شاذة وغير سوية، لكن من وجهة نظري أنا أعتبر ذلك حرية شخصية.
أما سميرة، وهي الأخرى فتاة تطلق على نفسها اسم "راكان" وعمرها 19 عاماً، فقد بالغت في حديثها عن ذاتها وأصرت على سلامة موقفها. بل إنها طالبت بمنحها الحرية للتعبير عن مشاعرها وحقيقة ميولها. وقالت: أشعر بالرضا والسعادة كما أنني أشعر بأنني رجل في كل شيء وليس أنثى، وأنا لا أرغب في مناداتي باسمي المتعارف عليه في المنزل فهو يشعرني بالضيق. وقد اشتهرت في المدرسة وبين قريناتي باسم "راكان" وهو الاسم الذي اختارته لي إحدى المعجبات بي في المدرسة.
وأضافت: أنا لا أملك الشجاعة الكافية للإفصاح عن الهوية الأخرى لشخصيتي الغامضة في المنزل فوالدي لن يقبل بهذا أبداً وإن انكشف لهم أمري، فأول ما سأقوم به هو الانتحار لأن ردة فعل أهلي لن تكون عادية أبداً.
وقد رصدت "الوطن" كذلك ما هو أغرب من ذلك، حيث التقت بفتاة عمرها 25 عاماً تتقمص دور زوج، حيث اتخذت لنفسها اسم "أيمن" بدلاً من اسمها الأصلي. تقول بثقة" أريد من الجميع احترام خصوصيتي وغيرتي على من أحب، كما أنه يتوجب على من يقع عليها اختياري وإعجابي بها أن تنفذ طلباتي بدون جدال وأن تمتثل لرغباتي مهما كانت.
وعن كيفية ذلك تقول: إن اختياري للفتاة يعتمد على مدى قدرتها على إثارتي فهي بذلك تشعرني بأني رجل، وذلك بإعلانها عن تقبل شخصيتي الذكورية. وهذه الفتاة لا بدّ وأن تكون من النوع ضعيف الشخصية لأستطيع امتلاكها والسيطرة عليها.
وتضيف: أنا في الحقيقة لا أرغب أبداً في إطلاع والديّ على خصوصياتي، فهذه مسألة شخصية لا يفهمها الآخرون.
أما نوف ابنة الثانية والعشرين عاماً، والتي اختارت لنفسها اسم "حامد" فهي لا تخفي في عباراتها الشعور بالخجل مما تصنع. وتقول: أعرف خطورة ما أقوم به، فوالدتي تحاربني دوماً وتراقب تصرفاتي كما أنها أصبحت تشك في أفعالي وأجدها تفتش في محتويات حقيبتي وغرفتي، كما أنها لا تكتفي بذلك، بل أصرت على اصطحابي إلى طبيبة نفسية، والتي أوضحت بدورها لوالدتي بأنني أعاني من اضطرابات هرمونية مفرطة ساهمت في جعلي أقلد إخوتي الذكور كوني الوحيدة بينهم. وقد أشارت الطبيبة على والدتي بضرورة الاستمرار على العلاج دون انقطاع وعلى مراحل. إن والدتي امرأة متفهمة ومتعلمة لكنها لم تقتنع بتصرفاتي على الرغم من أنها لم تعرها أي اهتمام وأنا صغيرة، إلا أنها شعرت بخطورتها عندما بلغت وأصبحت فتاة ناضجة على مقاعد الدراسة الجامعية، حيث اشتد خوفها عليّ، لكن الوضع الآن تغير فقد رجعت إلى الفتيات اللواتي كنت على صداقة بهن في المدرسة.
أما بشاير، ابنة الـ 17 عاماً، فتقول: إنني لا أجد حرجا في علاقتي مع "البويات" إلا أن الأمر لا يتجاوز أكثر من تبادل للكلمات التي تشعرني بالأنوثة، وأنا لا أرغب بالتمادي في العلاقة أكثر من ذلك فأنا من عائلة محافظة ترفض مبدأ الصداقات والأصحاب وأي علاقة من أي نوع، وأنا أدرك المخاطر الكثيرة التي تترتب على مثل هذه العلاقات، كما أنني لا أرغب في خوض مغامرات تكلفني الكثير.
من جهتها أكدت المشرفة التربوية والمتخصصة في علم النفس بإدارة التربية والتعليم لتعليم البنات في منطقة مكة المكرمة فاطمة الهاجري انتشار الظاهرة في مدارس المنطقة. وقالت: إنه تم ضبط حالات من هذا النوع على جميع المستويات كما أكدت وجود سلوكيات رجولية كالمضاربات بين الطالبات يقمن بها "البويات" أو المسترجلات.
وأوضحت الهاجري: أن الظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ جداً داخل المدارس كالمشاجرات والخلوات وتم اتخاذ الإجراءات النظامية حيالها والمتمثلة في استدعاء أولياء أمورهن ومواجهتهم بما هو حاصل وتوعية الأم أيضاً، كما تم استدعاء المعلمات والتربويات بالمدارس التي تحدث فيها ظاهرة "البويات" لعقد ندوات توعوية وإرشادية لأجل توعية الطالبات بخطورة هذه التصرفات والحد منها عن طريق البرامج التوعوية والتدريبية سواء كانت تطبيقاً عملياً أو نظرياً على كيفية معالجة الأسرة للظاهرة والتغلب على المشكلة في مهدها والتعريف بالأساليب الإيجابية لحل المشكلات النفسية على الصعيد الشخصي.
وبينت الهاجري أنه من الضروري مخاطبة مشاعر الطالبات وعقولهن على السواء بشكل غير مباشر عن طريق الأساليب التثقيفية فالابتعاد عن التصريح والمواجهة ينقذ بعض المسترجلات من الإصرار والعناد.
وفي السياق ذاته، أشار المحلل النفسي والمستشار في العلاقات الأسرية والاجتماعية عميد كلية البترجي الطبية سابقاً الدكتور هاني عبدالله الغامدي إلى أن جود هذه الفئة "البويات " بين الفتيات يشير إلى دوافعهن لأنهن يعانين من الحرمان العاطفي وهو الدافع الأبرز لظهور مثل هذه الحالات.
وقال إن أفراد هذه الفئة يلجأن لمثل هذه السلوكيات من أجل إشباع احتياجاتهن حتى لو سلكن طرقاً غير سوية وشاذة، فالهدف الأول هو إرواء العاطفة حسب ما تفرضه عليهن الظروف المحيطة بهن، وأما الطابع الخارجي الذي يظهرهن بهذه الهيئة فهو مجرد تصرفات يقصد بها لفت الانتباه.
وحول وسيلة العلاج قال ينبغي على أولياء أمورهن الالتفات لهن والاهتمام بمعالجتهن مع ضرورة عرضهن على الاختصاصيين، فقد يكون وراء هذه التصرفات إفراط هرموني، وقد يكون وراءها ظروف أسرية دفعت بهن لسلوك هذا المسلك، والعلاج هنا يختلف تبعاً لدواعي ومسببات الحالة.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس