عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2009   رقم المشاركة : ( 5 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الثلاثاء 24/5

الرياض:الثلاثاء 24 جمادي الأولى 1430هـ العدد 14939
حديث الثلاثاءبهكذا تتحقق لنا النهضة المتألقة
محمد بن أحمد الرشيد
النهضة المتألقة التي ننشدها تتحقق حين يتوفر معلم الخير الذي يتولى مهمة التربية والتعليم - الذي جرى الحديث عنه في المقالات السابقة - إذ إن هذا المعلم سيدرك - بمشاركة القيادات التربوية - أسس الارتقاء بالتعليم العام، والتي لا بد من أن يوجه كل جهد من أجل تحقيقها: وحين سألني إخوة فضلاء قائلين: إنك وصفت المعلم الأمثل، لكن نريد منك وصفاً للتعليم الذي تريد عطاءه من هذا المعلم الأمثل.. فكان جوابي: إن تطوير التعليم الذي ناشدت به، وحثثت على تبنيه، وعملت مع مربين فضلاء على أن تكون له ملامح واضحة، ومعالم متميزة تتمثل في الآتي:-
1 - إنه تعليم عام، يهدف إلى إعداد الإنسان الصالح والمواطن المخلص، فأما الإنسان الصالح فهو المؤمن بربه، المطيع له، المؤدي لما كلفه به، المجتنب لما نهاه عنه، المدرك للمعاني الكبيرة لاستخلاف الله له في الأرض، والمستشعر لعظمة رسالة الإسلام، الذي تدين به مجتمعاتنا المسلمة وفي مقدمتها بلادنا السعودية.. بلاد الحرمين الشريفين.
وأما المواطن المخلص فهو الذي يعرف حق وطنه عليه، ويعتز بالانتماء إليه، يغار على وطنه، ويساهم في نمائه، واستقراره، وسلامته، ويدرك أن وطنه بقدر ما يسعه يسع المواطنين والمقيمين، وأن للجميع حقوقاً أقواها حق القرابة القريبة، وحق أولي الأرحام، ثم هي تندرج حتى تصل إلى حقوق الوافدين والمقيمين بيننا، وبين أعلى درجاتها وأدناها درجات متعددة للجيران، والزملاء، والأصدقاء، وغيرهم من الناس.
***
2 - تعليم يركز على المتعلمين، لأنهم المقصد الأول والأخير في العملية التربوية، فالطلاب والطالبات هم الشريحة المستهدفة، وهم محل الاستثمار الأمثل.
***
3 - تعليم يحرص على انتقاء المربين الأكفياء، المتميزين في أخلاقهم، وعقولهم، وعلمهم، وسلوكهم، وتدريبهم على استيعاب المعطيات العلمية المستجدة في مجالات تخصصهم، لأن المعلم هو أهم عناصر العملية التربوية التعليمية.
***
4 - تعليم يرتكز على اللغة العربية لغة القرآن المجيد خاتم الكتب المرسلة - وأداة التخاطب بين العرب ولسان حضارتهم - بحيث لا تنتهي مرحلة التعليم العام إلا ويكون الطالب قادراً على أن يعبر عما يريد في عفوية، وسلامة، وصحة، ويسر باللغة العربية الفصحى، بصفتها أداة اتصال فعالة في أمور حياته، وجسراً يعبره إلى تراث أمته وحضارتها.
***
5 - تعليم مفتوح القنوات، موجه للمواطنين كافة دون تمييز، يمكّن المتعلمين - وفق استعداداتهم وإمكاناتهم - من خلال صيغه وأشكاله المتعددة من التهيؤ للالتحاق بعالم العمل والمهنة، أو مواصلة الدراسة لمراحل تالية إذا رغبوا، ويعدهم أيضاً للمشاركة في أوجه نشاط مجتمعهم ومسؤولياته.
***
6 - تعليم يدرب على مهارات التفكير، وينمي ملكته لدى الدارس، ويبيّن مزالق التفكير التي تحيد به عن الصواب لاجتنابها، وليكون قادراً على التحليل والاستنباط.
كما يعلم (طريقة البحث) عن المعلومة الصحيحة، ليتمكن الدارس من الاعتماد على نفسه ويكون قادراً على البحث عن المعلومة من مصادرها الموثوقة.
***
7 - تعليم يعلّم أصول الحوار، وأدب الاختلاف، وقواعد الائتلاف، وروح البحث عن الحقيقة، والتسليم بالخطأ، والرجوع إلى الصواب.
***
8 - تعليم يربي على الأخلاق الإسلامية الفاضلة، والسلوك المستقيم، ويغرس في النفوس الاعتدال، والرفق، والمحبة، والتواضع، واحترام الآخرين، ونبذ التعصب، والعنف، والكراهية، والاستعلاء.
***
9 - تعليم يستقي مضمونه وهياكله وطرائفه من مجموعة الحاجات الإنسانية الأساسية اللازمة للفرد، بما يكفل تفتح شخصيته، وتنمية طاقاته وإمكاناته، واكتسابه الكفايات اللازمة لمواصلة تعلمه الذاتي، والإسهام الإيجابي الفعَّال في أوجه النشاط الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي في مجتمعه: وهو بذلك برنامج تعليمي متكامل في حد ذاته، وليس مجرد حلقة تعليمية تستقي أهدافها من متطلبات حلقات تعليمية تليها.
***
10 - تعليم يقوم على مبدأ التربية المستديمة، ويسعى لتنمية المجتمع الدائم التعلم: فهو يرسي البدايات الأساسية لتعليم يمتد مدى حياة الفرد، وينسق لهذا الغرض جهوده مع أوجه النشاط التعليمية النظامية وغير النظامية في مجتمعه، سعياً إلى إيجاد فرص اكتساب القدر الأساسي من التعليم الذي يلبي الحاجات الإنسانية التعليمية الأساسية اللازمة للفرد، على النحو الذي يمكّنه من الانتفاع بها. وذلك في إطار شبكة متكاملة تنتظم هذه الجهود والبرامج، بحيث تسمح بالتعليم والعمل المتناوب، أو التعليم المعاود (لمن تركوا التعليم ويودّون العودة إليه)، واستخدام إمكانات المجتمع ومؤسساته في التعليم والتدريب وجعلها أجنحة ممتدة للتعليم الأساسي، مع تحقيق القنوات، والتشريعات، والنظم التي تكفل ذلك وتيسِّره.
***
11 - تعليم وظيفي منفتح على بيئته أخذاً وعطاء، يوثق العلاقة بين ما يدرسه الطالب وما يحيط به في بيئته لتكون البيئة - بمصادر إنتاجها، وثرواتها، وأساليب حفظها، وحمايتها، وما يتوافر فيها من خبرات، وأوجه نشاط - مصدراً أساسياً للمعرفة، ومجالاً للبحث، والدرس، والعمل، والتطبيق.
***
12 - تعليم يؤكد في مناهجه وطرائقه على الجوانب العملية، ويعنى بالتطبيق، ويسعى - ما استطاع من خلال الخبرة المباشرة والتفاعل مع الواقع - لتكون الأسس النظرية والمبادئ العامة مرتبطة في خبرة المتعلم بجزئياتها وتطبيقاتها، وليست مجرد صيغ تردد، أو مقولات تحفظ، وهو بذلك يشجع على التجريب، ويمنح الأولوية للعمل والممارسة.
***
13 - تعليم قد خُطّطت هياكله، ووضعت نظمه، بحيث يكون التقويم النهائي منصباً على جهود الدارسين فيه. وما تعلموه بالفعل، وما اكتسبوه من مفاهيم، وأتقنوه من مهارات، مهما تعددت القنوات والأساليب التي تم ذلك من خلالها سواء في المدرسة أو خارجها.
***
14 - تعليم يؤكد في أهدافه، وأوجه نشاطه، وأساليب تقويمه على تعزيز الاتجاهات الإيجابية التي تحاصر معوقات التنمية في المجتمع؛ فهو يؤكد أمر الربط بين التعليم والعمل المنتج، وينمي القدرة على اتخاذ القرار، وتحمل مسؤولياته، والتحلي بروح المبادرة، والاستعداد لبذل الجهد، والإصرار على الإتقان، وتوجيه المجتمع المدرسي بما ينمي مبدأ الشورى، ومهارات العمل الجماعي، ويوجد المناخ الذي يترجم العلم إلى نهج فكري في ممارسات الحياة اليومية، ومواجهة المشكلات والتخطيط للتغلب عليها.
***
15 - تعليم يرسي - من خلال أسلوب بناء مناهجه، والمسلك والقدرة التي يمثلها معلموه، والمناخ العام الذي يوجه النشاط والعلاقات في مؤسساته - دعائم التوازن الذي يعمّق لدى الناشئة الثقة والتفهم، والإيمان العميق بالذاتية الثقافية لبلادهم في قيمها وحضارتها الإسلامية العربية، والإصرار في الوقت نفسه على إعمال الفكر، وبذل الجهد، واكتساب المهارات اللازمة للحاضر والمستقبل، لمتابعة التقدم التقني الهائل المتمثل في وسائط الاتصال. وتقنية المعلومات، وغيرها مما هو قائم حولهم، والمشاركة في صنعه، لأن من يملك المعلومة ويحسن استخدامها يملك واحداً من أهم أسباب القوة.
***
16 - تعليم يشارك المستفيدون منه والمعنيون به في التقويم المستمر لبرامجه، لضمان تجدده المستمر في تلبية حاجاتهم واهتمامهم، ومتابعة مطالب سوق العمل وأولوياته.
***
17 - تعليم يعنى بذوي الحاجات الخاصة، ويتوجه إلى دمجهم مع العاديين: ليعيشوا حياة واقعية عملية، ويعدهم ليكونوا عناصر فعالة في مجتمعهم.
***
18 - تعليم يعنى عناية خاصة بالموهوبين: باكتشافهم أولاً، ثم برعاية مواهبهم، وتوجييها، وإتاحة الفرصة أمامهم لتنميتها، والاستفادة منها، وتوظيفها في خدمة المجتمع خاصة والإنسانية عامة.
***
19 - تعليم يعطي التقنية ووسائل الاتصال حقها من الاهتمام بها، وتعليمها، وإتقانها، ثم المشاركة في صنعها، لأنها تمثل أهم عناصر المدنية الحديثة، وامتلاكها امتلاك لناصية القوة.
***
20 - تعليم يتطور باستمرار في: مناهجه، وأساليبه، وطرائق تقويمه، وتجهيزاته، وإدارته، في إطار الثوابت والأخلاق الإسلامية.
***
إن سعينا الدائم لتطوير التعليم لا بد وأن يبنى على هذه الأسس والمحاور، وأن يعمل المسؤولون عن المسيرة التربوية على ضوئها لكي يتحقق التطور المنشود في برامج التعليم، ومناهجه، وإدارته، وتكون مؤسساته القادرة على السبق لمؤسسات المجتمع الأخرى والمؤثرة في تطويرها.
***
ولأنه كان هذا إيماني بضرورة تحققه منذ اختياري ميدان التربية مجالاً لتخصصي، فقد سعيت في كل الوظائف التي تشرفت بشغلها أن أحقق هذه اللوازم التي بها تتحقق النهضة.
وقد وفقني الله إلى تحقيق بعض منها، لكن الذين لهم تفسيرات خاصة حاولوا تحريف مقاصدي، وتشويه نقاء مفاهيمي عن هذه الأعمال.
وإني على يقين من أن قيادة مؤسساتنا التربوية اليوم لن تجابه - بإذن الله - ما جابهه قبلها من معوقين.
***
كما أني على يقين أن قيادتنا الرشيدة - كما عودتنا - تعمل جادة في أن تتربع بلادنا على قمة المجد عن استحقاق وجدارة، وأن يتحقق لنا نهضة متألقة بفضل العناية بالإنسان وإعداده إعداداً جيداً يقوم عليه معلم الخير، وأستاذ الإبداع.
***
وفقنا الله جميعاً إلى الخير والصواب، والأخذ بأسباب القوة مهما غلا ثمنها، اللهم اجعل صدورنا سليمة معافاة، وأمدنا يا ربنا بتأييد من عندك وتسديد
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس