عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2009   رقم المشاركة : ( 9 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الثلاثاء 24/5

صحيفة اليوم:الثلاثاء 24 جمادى الأول 1430هـ العدد:13122
من يتحمل عبء رعاية الموهوبين؟
د. محمد عبد الرحمن المدني
قرأت مؤخرا بحثا عن الطرق المتعددة لرعاية الموهوبين، والذي ركز على دور المدرسة في ذلك، وان كنت أرى وجود خلل كبير في وضع التدريس والمدرسة بصفة عامة فهو من سوء إلى أسوأ، وأعتقد أن أمامنا الطريق طويل جدا لنرقى بمستوى التدريس والمدرسة هنا في المملكة العربية السعودية واصلاح الخلل الموجود فيه، وبخاصة أركانه المعروفة وهي المناهج التعليمية وطرق التدريس والبيئة التدريسية والقائمون على الرسالة التدريسية من مدراء مدارس ومدرسين ومشرفين تربويين.فمن ناحية المناهج التعليمية، من الضروري إعادة النظر في منظومة التعليم وإزالة الحشو من المناهج التعليمية وإعادة صياغتها بشكل كامل، بدلا من الاكتفاء بضم المواد الدينية في كتاب واحد دون جدوى. أما العنصر الآخر الهام في الرسالة التعليمية وهو المدرس، فهو بحاجة إلى إعادة تأهيل لتغيير طريقة التدريس الحالية التي تعتمد في المقام الأول على سياسة التلقين، الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في شل فكر الطالب تماما منذ اليوم الأول لدخوله المدرسة في سن السادسة وحتى تخرجه منها في سن الثامنة عشرة ، وجعل الطالب عاجزا تمام حتى عن كتابة موضوع انشاء بمفرده، والتي أصبحت هي الاخرى تعتمد على التلقين. تصوروا مواضيع انشاء تعطى للطلاب يحفظونها لأن الاختبار سيكون في واحد منها.هذا الواقع المرير أفرز كارثة الدروس الخصوصية والتي تمثل فضيحة في حق التعليم هنا في المملكة العربية السعودية التي تفشت بشكل مخيف، وسببت مشاكل كثيرة لاحقة للطلاب بعد تخرجهم، وما الدروس الخصوصية في وجهة نظري الا مجرد رشوة يدفعها الطلاب «من ذوي الطبقة المخملية» للمدرسين وأغلبهم من الوافدين، للحصول على العلامات التي تؤمن لهم الدخول الى الكلية التي يرغبونها قبل أن يجبر على الالتحاق بكلية وتخصص لا يتناسب مع رغبته. وقد سبق أن كتبت مقالة بهذا الخصوص في هذه الزاوية بعنوان «احصل على الثانوية العامة بثمانين ألف ريال»، وكنت أعني ما أقول ولدي الدليل.والعنصر الثالث هو توفر البيئة التدريسية التي تفتقد الى أبسط الوسائل التي تساعد الطالب ليس على الابداع فحسب بل على الفهم، فأغلب الفصول الدراسية تكتظ بأعداد كبيرة جدا من الطلاب أو الطالبات تفوق احيانا أعدادهم خمسة وأربعين طالبا أو طالبة، وليست مهيأة أبدا للتدريس باعتبار أن جميعها يحتوى على أجهزة تكييف أغلبها خارج الخدمة، وما زالت الكثير من المدارس تتبع سياسة «الشحاذة» أو «الطرارة» من الطلاب للصرف على المدارس لتحسين البيئة التدريسية رغم الميزانية الضخمة المرصودة لقطاع التعليم في الأعوام الماضية.أما العنصر الرابع والأهم فهو مدير المدرسة والمرشد الطلابي، فأغلب هؤلاء لا يحتاجون الى تأهيل فقط بل يحتاجون الى عملية زراعة مخ جديد، اذ أنهم ما زالوا يتعاملون مع الطلاب بفوقية وينظرون الى الطلاب نظرة دونية الا اذا كان من جماعتهم او قبيلتهم أو «مبسوط ماديا».في رأيكم أعزائي وحال التعليم هكذا، هل يمكن لنا أن نثق في المدرسة لرعاية الموهوبين؟ أترك الإجابة لكم. ولكني شخصيا أرى نسيان موضوع المدرسة في الوقت الحالي تماما إلى أن يستقيم وضعها، والتركيز على الأسرة لرعايتهم، فهي لها دور كبير جدا لاكتشاف المواهب لأبنائهم داخل منازلهم، باعتبار أن الأسرة هي البيئة الطبيعية التي يمارس فيها الفرد حياته. إن الموهوبين سيسهمون بالتأكيد في تقدم مجتمعنا متى ما شعروا بأهميتهم وتلمس حاجاتهم وتوفير البيئة المناسبة لتفجير طاقاتهم وإبداعاتهم.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس