قزم يكافح من أجل العيش ويحلم بالزواج
عبد الرحمن القرني ـ عسير
ياسر أحمد الهاشمي (35 عاماً)، لا يتجاوز طوله نصف متر، ويزن 20 كلجم، ينتمي إلى أسرة يمنية فقيرة، يقتات رزقه أمام الأسواق والمطاعم، بعد أن صعب عليه العثور على عمل مناسب، وسط إصراره بأنه سيجد عملا ويدخل موسوعة غنيس للأرقام القياسية.
يتحلق الشبان والأطفال وحتى كبار السن حول ياسر ليستمعوا إلى خفة ظله وابتسامته الدائمة، والمعلومات التي يحفظها.
وعلى الرغم من النظرات الغريبة التي يسددها الكثيرون إليه بسبب قصر قامته، إلا أنه يواجه ذلك قائلا: «أحبائي كثر والناس تعرفني، ويداعبونني كثيراً، ولكن البعض يفهم تقبلي للمزاح بطريقة لا أحبها ويتمادى إلى درجة الإهانة».
يتحدث ياسر بإسهاب عن المعوقين في الدول الغربية: «أمثالي يجدون الاهتمام الكبير والرعاية الصحية والمعنوية من المؤسسات الحكومية والخاص، حتى لا يشعروا بأنهم أقل شأناً من بقية أفراد المجتمع، أما في المجتمعات العربية، فيشعرونك بأنك كائن غريب».
أربعة أحلام يرسمها كل يوم ياسر، ويتذكرها حتى في نومه: «أتمنى أن أتعلم أكثر، وأعمل وأتزوج وأدخل موسوعة غينس للأرقام القياسية لأن طولي نصف متر».
يتألم ويعترف الهاشمي بأنه دخل بتأشيرة عمرة وبقي في المملكة: «أتيت مع أحد أقاربي واكتشفت أنه يستغلني للتسول وجمع أموال كبيرة بحجة علاجي وهرب، وأكبر ألم يلاحقني في حياتي هذا الموضوع».