[مخبر سري]

سفارتا فرنسا والمانيا تودعان طوابير السعوديين
زيادة إقبال السعوديين على فرنسا والمانيا بنسبة 10% سنوياً

فهد العتيبي من الرياض: مشهد يتكرر قبل بداية كل صيف أمام السفارات الأوروبية في العاصمة السعودية الرياض, يرسم تفاصيله سعوديون يصطفون في طوابير انتظار ممتدة أمام مباني قسم التأشيرات للحصول على تأشيرة الشنغن. وفي صيف هذا العام قررت سفارتا فرنسا والمانيا الحكم على هذا المشهد بأن يكون شيئاً من الماضي بعد أن أوكلتا بعضاً من إجراءات التأشيرات لشركة خاصة تعمل داخل مركز فرنسي الماني مشترك بعيداً عن كلتا السفارتين.


المركز والذي سيعمل فيه 22 موظفاً سيقومون بخدمات تتمثل في: قبول طلبات التأشيرة, القيام بإجراءاتها, جدولة المقابلات الشخصية وكذلك تسليم معاملات التأشيرات الجاهزة. ورغم أن هذا الخطوة الجديدة قد تساهم في تقليل مدة إجراءات طلب التأشيرة, والتخفيف من الازدحام, وعدم اضطرار طالبي التأشيرة إلى الحضور إلى السفارة, إلا أن الوثائق والأوراق المطلوبة من طالبي تأشيرة الشنغن من السعوديين لم تتغير, وستستغرق مدة الإجراءات الاستشارية لطلب تأشيرة شنغن من مواطني السعودية عشرة أيام عمل, حيث أن كل أعضاء دول الشنغن وعدد من السلطات الوطنية المختصة يستشارون عند صدور تأشيرة الشنغن لكل طلب تأشيرة حسب ما ذكر مسؤولون في السفارتين,الذين أوضحوا أنه هناك حالات استثنائية من إجراءات الشنغن المعتادة و ذلك في الحالات الإنسانية التي تتطلب السفر الفوري مثل إجراء عملية طبية مستعجلة, أو في حالات المصالح الوطنية الألمانية و الفرنسية.

وأوضح المسؤولون الدبلوماسيون أن عدد الزوار السعوديين لفرنسا والمانيا يزداد سنوياً بنسبة 10%.

وفي عام 2008 عملت السفارة الألمانية في الرياض على أكثر من خمسة عشر الف طلب تأشيرة , 11,005 منها لمواطنين سعوديين. 4,533 تأشيرة كانت لغرض السياحة.
في حين أصدرت سفارة فرنسا في الرياض وقنصليتها في جدّة ما يزيد على 50 ألف تأشيرة عام 2008 بزيادة نسبتها 17 % عن عام 2007.

وفي حديث سابق لإيلاف، نفى برتران بزانسنو السفير الفرنسي بالرياض، من مكتبه في مبنى السفارة بعض تلك الإتهامات الصحافية وخاصة المتعلقة بممارسة سفارته للعنصرية ضد السعوديين في إصدار التأشيرات لهم، معتبرًا إستخدام لفظ "عنصري" في الكتابة الصحافية للتأثير على الرأي العام أمر خطر وغير مقبول، في وقت تعتبر فيه فرنسا هي بلد حقوق الإنسان حسب قوله.

وأوضح السفير الفرنسي أن أحد الأسباب التي جعلت إجراءات منح السعوديين لتأشيرة شنغين الأوروبية أمرًا أكثر تعقيدًا من بقية جيرانهم في دول الخليج المجاورة هو الأحداث الإرهابية التي شهدتها السعودية في عامي 2003 و2004 حيث أن الكثير من هذه القوانين سنّت من قبل السلطات الأوروبية في تلك الفترة.

وكانت أجواء من التوتر قد ظهرت في العلاقات بين السفارة الفرنسية والصحافة السعودية بعد أن أشعل فتيلها الكاتب الصحافي في جريدة الحياة داوود الشريان، الذي إنتقد في مقالات متتالية له الإجراءات والشروط التي تطبقها السفارة على أبناء جلدته من السعوديين الراغبين في الحصول على تأشيرة سفر لبلاد الشانزليزيه.
ولا يخفي بعض المراقبين الذين تحدثت " إيلاف" معهم استغرابهم من اقتصار المؤتمر الصحافي على عدد محدود من الصحافيين، دون دعوة بقية الإعلاميين، خصوصا ممن كانت لهم اراء حول الطريقة التي تتعامل فيها السفارة الفرنسية والألمانية مع السعوديين الراغبين في الحصول على تأشيرة شينغن.

أما موضوع توكيل استخراج التأشيرات لشركة متخصصة، خارج الحي الدبلوماسي، فهو أمر مطروح منذ عام كما يقول أحد المراقبين لإيلاف، بسبب الاجراءات الامنية المشددة والزحام الذي يعانيه زوار حي السفارات، وجاء الاعلان عنه في هذا التوقيت من أجل احتواء الاستياء السعودي الذي عبرت عنه وزارة الخارجية، وعدد من كتاب الأعمدة ووسائل الإعلام السعودية.