لترسيخ القيم والسياحة وأضرار المخدرات
فريــق الــدراجـات يقود حملة لتغيير نظـــرة المجــتمــع
حسن النجراني ـ المدينة المنورة
شكل شباب المدينة المنورة فريقاً للدراجات النارية بهدف تنظيم الهواية وتصحيح نظرة المجتمع تجاه الدراجين، من مجرد أشخاص يزعجون المارة بهدير دراجاتهم العالية وركوبهم لها بطريقة تعرضهم ومستخدمي الطريق للخطر، إلى مساهمين في مجال التوعية العامة لترسيخ جملة من القيم الأخلاقية والروحية، والتعريف بأضرار المخدرات والتعريف بأبرز المواقع السياحية في المملكة.
تعرض مجموعة من أعضاء الفريق أهدافهم والأنشطة التي يمارسونها من أجل تحسين الصورة المشوهة عنهم.
تغيير نظرة المجتمع
يوضح صبري سمان (رئيس الفريق) أنهم بدأوا تشكيل فريقهم الجديد في شهر المحرم 1430هـ، بأسلوب جديد عن الفرق السابقة والأخرى، يعمل أفراده وفقا للتقيد بالأنظمة المرورية وقواعد السلامة والبعد عن المشاكل، مشيراً إلى أن رياضة الدراجات النارية ليست رياضة مستحدثة بل قديمة كغيرها من الرياضات الأخرى، ولكن عرفت بمفهومها الخاطئ لما يشاهد من سلوكيات متهورة لآخرين، مؤكداً عزمهم على تغيير نظرة المجتمع لراكبي الدراجات النارية للمشاركة في أسابيع التوعية، والتأكيد على أن رياضة الدبابات ليست شغباً أو انتحاراً، ولكنها رياضة تحمل في داخلها رسالة للمجتمع تتمثل في تثقيف الشباب دينيا واجتماعيا، منوها بزيارة الفريق في بداية تأسيسه إلى دار رعاية المعوقين في أملج، وأخرى إلى ينبع، وتوزيع مطويات خلالها للتعريف بالأماكن السياحية هناك، إضافة إلى حملة (أقم صلاتك تصفو حياتك) التي ستنطلق من المدينة إلى منطقة القصيم، وتهدف إلى توعية الشباب بأهمية الصلاة، بتصريح من رعاية الشباب ممثلة في اتحاد الدراجات النارية برئاسة مشعل السديري، معربا عن أمله في أن يتبنى القطاع الخاص ورجال الأعمال مثل هذه الأفكار وترجمتها على أرض الواقع، علما أن لدى الفريق معرضا متحركا لتوعية الشباب بأضرار المخدرات والوباء الكبدي، مبديا إستعدادهم للقيام بجولات دعائية للقطاعين الحكومي والخاص.
التقيد بقواعد السلامة
من جانبه قال هارون خالد العباسي (مساعد رئيس الفريق) إنهم يواجهون مشاكل من المجتمع بسبب عدم تقبلهم لهم كدراجين، حيث تم قذفهم ذات مرة بقوارير المياه، وأحياناً مضايقة البعض لهم بالسيارات، إضافة إلى مضايقة المرور والشرطة، علما أنهم يحملون رخصا من الرئاسة العامة لرعاية الشباب تخولهم قيادة الدراجات النارية، فيما هم يتقيدون بأنظمة السلامة وقواعد المرور، من خلال لبس «الجاكت» والقبعة والحذاء الخاص، مشيرا إلى أن جدول الفريق ضمن باكورة رحلاتهم السنوية يتضمن زيارة لثماني مدن داخلية ودولتين في الخارج، بداية بمدينة ينبع، واضعين في عين الاعتبار أنهم يمثلون شباب المملكة، معربين عن أملهم في دعم هيئة الآثار والسياحة والرئاسة العامة لرعاية الشباب لأنشطتهم.
ويؤكد عبد الله القمزي (مسؤول السلامة وقائد الرحلات) أن الفريق تمكن من قطع أكثر من خمسة آلاف كيلو متر في 25 يوماً في جولة حول الخليج، حيث بدأ خط الرحلة من المدينة المنورة عبر القصيم إلى الكويت، ثم المنطقة الشرقية والبحرين وقطر.
ويصنف القمزي الدراجات التي يقودونها إلى ثلاثة أقسام هي؛ الدباب الرحال، وهو مجهز للرحلات، الدباب كروز (الهبز)، والدباب الريس (الننجا)، وأثناء المسيرة يكون في المقدمة الرحال ثم الكروز ثم الريس، ولديهم حركات خاصة بهم لأجل السلامة المرورية ويتطلب من المشارك في السير أن تكون لديه رخصة لقيادة الدراجة النارية وأن يتقيد بأنظمة المرور من خلال الزي الرسمي لقيادة الدراجات النارية، واستخدام إشارات تعتمد على حركة اليد اليسرى، حيث يمنحهم القائد تعليمات قبل كل رحلة، حول المسار والسرعة بحيث لا تتعدى المائة والعشرين كيلو مترا في الطرق السريعة.
مطالبا المجتمع بتغيير نظرته تجاه بعض الدراجين، خصوصاً أنهم يحملون أهدافاً اجتماعية، «فليس كل قائد دراجة نارية مستهترا أو طائشا مثلما نسمع من البعض».