مستنقع التعصب
صالح الفهيد
ثمة خلاف قديم حول أحقية عبد الرحمن بن سعيد بلقب شيخ الرياضيين الذي أطلقه عليه بعض الهلاليين، ولأن التسمية وجدت معارضة واسعة في الوسط الرياضي، فقد اكتفى ابن سعيد بما هو دون وهو (شيخ الهلاليين).
لكن الذي لا خلاف عليه مطلقا هو أن ابن سعيد يستحق وعن جداره لقب (شيخ المتعصبين) عقب الحوار (الفاجع) و(الصادم) الذي أجراه معه الزميل بدر الغانمي ونشر في عدد الجمعة، فلم نتوقع في يوم من الأيام أن يكون في وسطنا الرياضي رجل يتهدد ابنه بالذبح إن هو شجع الفريق المنافس، ولا أعتقد أن هناك من فعل مثل هذا في أي مكان من العالم.
ففي كل بيت سعودي هناك ميول مختلفة بين الأب والأبناء، وبين الأبناء أنفسهم، فتجد الهلالي والنصراوي في بيت واحد، والاتحادي والأهلاوي في بيت واحد، ولم يهدد الأب ابنه ولا الأخ أخيه بالذبح إذا اختلفت الميول.
وبدون مبالغة يجب أن لا يمر حديث الشيخ مرور الكرام، وعلى جهات كثيرة أن تتوقف عنده كثيرا، وأنا لا أعلم إن كان للشيخ ابن ذا ميول نصراوية أم لا، ولكن ينبغي في كل الأحوال أخذ الاحتياطات اللازمة.
أن رجلا يحمل كل هذا الكره للفريق المنافس ويعلن ذلك بشكل سافر، لا يمكن أن يوصف إلا بالمتعصب، ولأنه شيخ وفي أرذل العمر فانه يستحق لقب (شيخ المتعصبين) الذي أطلقه عليه أمس الزميل خلف الحربي دون أن يجد من ينازعه عليه.
وإذا كان كثيرون صدموا بحجم الكراهية التي يكنها هذا الرجل لنادي النصر، فإن آخرين ممن يعرفونه حق المعرفة لم يفاجأوا بموقفه، وهم يعرفون أن ما يقوله في جلساته الخاصة أشد سوءا مما عبر عنه في حواره، فقد كان لسانه رطبا بكل ما يسيء لنادي النصر ورجالاته ورموزه الأحياء منهم والأموات، وأول من كشف حقيقة ابن سعيد هو الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود الذي كان له رأي صريح ومعروف في هذا الرجل أثبتت الأيام صحته.
ثمة مثل إنجليزي يقول (تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت) وعبد الرحمن بن سعيد الذي خدع كثيرين طول السنوات الماضية، شاء الله أن يعرف الوسط الرياضي أن مستنقع التعصب في وسطنا الرياضي له جذور وله تاريخ، وله أناس تغذيه بكل ما يوجج التعصب، وله رموزه الذين يقودونه سرا وعلانية، فلا يخفى على الكثيرين أن ما ينعكس في الصحف من مظاهر للتعصب، يقف وراءه ويحرض عليه رموز التعصب الذين يجلسون في الظل ويديرون اللعبة عن بعد