عرض مشاركة واحدة
قديم 05-24-2009   رقم المشاركة : ( 8 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الاحد 29/5

الوطن :الأحد 29 جمادى الأولى 1430 هـ العدد 3159
وفد خبراء التعليم (1)
أحمد فتحي عامر
مما يدل على اهتمام المملكة العربية السعودية بالتعليم منذ بدايات مبكرة، أنها تعاقدت مع خبراء أجانب لتفقد الواقع الفعلي له من حيث المباني، والتجهيزات، والطرق والوسائل . رافقت هذا الوفد القادم لإنجاز مهمته في منطقة عسير وكان يضم أربعة من الخبراء الأمريكيين وخبيرا إنجليزيا واحداً، وضمن الأمريكيين كان البروفسور برزنسكي من جامعة أوكلاهوما، وقد طلب مني أن يزور والوفد د . مزيد المزيد الذي كان عميدا لكلية التربية في مبناها على طريق خميس مشيط قبل أن يصبح مستشارا ثقافيا للمملكة في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان قد حصل على دراساته العليا في أوكلاهوما، وكم كان هذا اللقاء بين الأستاذ والطالب الذي أصبح عميداً ثرياً بالحميمية واسترجاع الذكريات بشغف وحب على الجانبين . والزيارة الثانية التي طلبها البروفسور الأمريكي خارج نطاق المهمة، هي أن يصور منزل الأستاذ عبد السلام جنبي – يرحمه الله- في حي الخالدية بأبها، والذي كان لايزال في دراسته للماجستير في جامعة البروفسور حتى يعرضها عليه بعد عودته من المهمة ليدلل له أنه وصل إلى أبها بل إنه رأى منزله وسجله على كاميرته، وكم يهتم هؤلاء الأمريكيون بمثل هذه المشاعر! وليتهم بمثل هذه المشاعر الإنسانية يقفون مع أصحاب الأرض والحق في فلسطين وفي قضايا العرب والمسلمين !هذا ويشار إلى أن الأستاذ عبد السلام جنبي عاد من بعثته وعمل لفترة مساعدا لمدير التعليم للشؤون الفنية في أبها ومعه الأستاذ سياف عامر الخشيل من الجامعة ذاتها مساعدا لمدير التعليم للشؤون الإدارية قبل أن ينتقل مديرا للتعليم في بيشة، ثم أصبح مديرا عاما للتعليم في كل عسير . في صلب مهمة الوفد قام بزيارة بعض المدارس المختارة في المدن والقرى أذكر منها مدرسة الحديبية في آل سرحان، ومدرسة الفوز في الفطيحة التي كانت آخر مدارسنا على الحدود مع جيزان والتي وصلنا إليها في نحو العاشرة مساء ومر الوفد على الفصول وتفقدوا المبنى بما فيه على ضوء القمر حيناً وعلى ضوء "الأتريك" داخل الغرف فلم تكن الكهرباء وصلت بعد إلى الفطيحة ولا إلى غالبية الأنحاء في عسير . وأرسل لنا أمير الفطيحة وقتها الأستاذ عبد العزيز بن عسكر (أبو ناصر)، عشاء عبارة عن طلي لباني صغير، أتينا عليه حتى العظام فلم نكن نفرق في الظلام بين العظم واللحم لصغر عمر الطلي وطريقة الطبخ وقبل هذا وبعده ذلك الجوع الذي اعترانا نظرا لطول المسافة الزمنية منذ خرجنا من أبها على عقبة جرداء خطيرة لا تحتمل السرعة، وطريق بعدها أيضا أجرد لم يعرف اللون الأسود للأسفلت بعد، وأكثر ما استغرق وقتنا تلك الوصلة الترابية (أيضا) التي تربط بين طريق الدرب جازان العام وبين الفطيحة، وأذكر أننا ضعنا فيها مرارا حتى وصلنا والجوع يقطع الأحشاء لطول الوقت منذ أفطرنا، و"رجرجة" الطريق التي زادت من كفاءة الهضم . ثم واصلنا السير إلى جازان حتى وصلناها بليل متأخر أو تباشير صباح، ولم يكن فيها غير فندق واحد غاية في التواضع، ودرجة الحرارة المرتفعة جدا جعلتنا نقضي نصف وقتنا تحت "الدش" والنصف الآخر في القلق انتظاراً للصباح . نزلنا صباحا طال انتظاره لتناول الإفطار حتى يلقانا الأستاذ العطاس مدير التعليم في جازان آنذاك، فلم نجد أيضاً سوى مطعم شعبي للغاية، وجلسنا إلى طاولة على الرصيف نذب الذباب عن فطورنا فيأبى إلا أن يؤكد لنا هويته وأصل تسميته فكان كلما ذبَّ آب ومن هنا سمي بالذباب . . . وأي من كان مكاني سوف يشعر بالحرج أمام هؤلاء الضيوف لكن ما باليد حيلة فقد كان هذا هو الواقع ! وكانت المسافات الزمنية الطويلة التي نقضيها معاً كفيلة بأن تدور نقاشات في النطاق وخارجه، من ذلك ما كان يتحدث عنه خبير طرق التدريس الإنجليزي حول ضرورة أن يرافق تعليم اللغة الإنجليزية للصغار وسائل تعليم بسيطة تعين الطالب على استيعاب الدرس، وكان يضرب المثل بكوب فارغ مع ساعة يد (الأستاذ) لتعليم الطلبة حروف الجر بموقع الساعة في الكوب وخارجه وإلى جانبه . . وهكذا وأما الأحاديث خارج نطاق المهمة فكانت غالبا عن الرئيس الأمريكي المغدور جون كندي ولما رأوا أني أقدر له محاولة انحيازه لعدالة القضية الفلسطينية أهدوني دولارا ذهبيا عليه صورته، وطبعا احتفظت به أم العيال كعادة النساء في اقتناء الذهب وهي لا تدرك أن هذا الدولار له شأن آخر . بطبيعة الحال لم أطلع على تقرير الوفد فربما لم يكونوا قد أنجزوه بعد، لكني أدركت نتيجته فيما بعد من تطويرات كبيرة وسريعة خاصة في المباني المدرسية، فقد تخلصت معظم المدارس من المباني المستأجرة – والتي كانت هي الغالبية في المنطقة - ولم تكن مؤهلة ومصممة كمدرسة، حتى كان على الزائر لبعضها أن يدخل إليها منحنية قامته لصغر بابها !اعتمدت المباني الحكومية المدرسية الجديدة على ثلاثة أنماط: النمط التقليدي المسلح ( مدرسة شمسان مثالا) والمباني سابقة التجهيز ( المتوسطة الأولى مثالا) والنموذج الثالث المدارس القروية البسيطة كما كان في مدرسة عضاضة على طريق الفرعاء .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس