[صقر قريش]

الجزيرة:الأحد 29 جمادى الأول 1430هـ العدد:13387
تعليم21
ساعدوهم
د . عبدالعزيز العمر
في جامعة هارفارد أشارت نتائج 50 دراسة شملت خمسين ألف طالب إلى أن درجات الطلاب تبدأ غالباً في التراجع مع بدء المرحلة المتوسطة، كما أن ضعف اهتماماتهم بالمدرسة والدراسة يبدأ غالباً في تلك المرحلة . وتؤكّد هذه الدراسة أن الطالب في هذه المرحلة لا يحتاج من والديه إلى مساعدة في تأدية واجباته المدرسية ولا إلى تواصلهم مع المدرسة بقدر ما يحتاج إلى تعريفه بإستراتيجيات التعلم وإلى اقتناعه بقيمة وأهمية ما يحصل عليه من تعلم مدرسي وارتباط كل ذلك بتحقق أهدافه المستقبلية . في المرحلة المتوسطة يبدأ الطالب في تطوير مهارات التحليل الذهني واكتساب مهارات حل المشكلات والقدرة على التخطيط واتخاذ القرار، بل يبدأ في تصور أهدافه المستقبلية ويزداد حماسه نحو تحقيقها، ولكنه يبقى في النهاية في حاجة ماسة إلى توجيه والديه لكي يرى الرابط والعلاقة بين طموحه الشخصي والعمل المدرسي . ونظراً لأن الطالب في المرحلة المتوسطة يواجه تنوعاً في المعلمين أكثر مما اعتاد عليه في المرحلة الابتدائية فإنه قد يصعب على أولياء أمور الطلاب ربط مساعدتهم لأبنائهم بالمعلمين . نعم، لأولياء الأمور دور في تحسين الأداء المدرسي لأبنائهم ولكشنه ليس بأهمية دورهم في إقناع أبنائهم ليروا العلاقة بين جودة عملهم المدرسي وتحقق طموحاتهم المستقبلية المهنية
عكاظ : الأحد 29-05-1430هـ العدد : 2898
لماذا فشل التعليم في صناعة نهضة؟
عبدالله مغرم
يجب أن نعترف أن التعليم فشل، لأسباب جوهرية أغضضنا الطرف عنها وناقشنا قضايا فرعية للانشغال بها على حساب الجوهرية منها، وأهم تلك القضايا أن مؤسسات التعليم كانت مسرحا للصراع بين التيارات الفكرية وكان أثر ذلك واضحا في نظام التقويم الشامل والذي أنهت لجنة دراسته بتقرير سمي تقرير الحلول الوسط، وهنا أتساءل لماذا على الطلبة دفع فاتورة تلك الصراعات؟ ولماذا يستمر الخطأ مع إدراك الوزارة بنتائج تلك المجازر التعليمية . . . أليس من الظلم أن نجز بالأبناء والبنات للتهلكة، وخصوصا إذا كانت باسم التعلم، وهل هناك أقسى من أن يصبح الأبناء والبنات على التعلم . . . ولدى المجتمع شكوك في جدوى ما يتعلمونه؟، وما ذنب الوطن أن يتحمل تبعات تلك الصراعات!!!وماذا عن تحسين رواتب المعلمين الذين صبروا سنين، لينالوا زيادات هزيلة تقدر بعشرة ريالات!!!يا سبحان الله من المحزن أن نرى القطاع العام لديه الاستعداد لدفع مبالغ فلكية في بناء مشاريع اسمنتية وليس لديه نفس الاستعداد لبذلها لإنسان قدر عليه أن يكون معلما . . . والسؤال الأهم ما هو حجم الإخلاص الذي سنتوقعه منهم؟ وما ذنب الأبناء والبنات الذين سيبتلون بالتعلم على أيديهم؟ وماذا عن مناهج التعليم؟ . من الواضح أن المناهج تعد دون أهداف واضحة، وما يؤكد ذلك أن مخرجات التعليم العام لم تبرع في أداء مهارة معينة أو إتقان عمل ما، وهذا ما أدى إلى قيام جامعة الملك سعود وغيرها من الجامعات التي باتت تحرص على تطوير مخرجاتها، بإضافة سنة تحضيرية، وإعداد القطاع الخاص لبرامج تعليم وتدريب لمكافحة قصور مخرجات التعليم العام . وماذا عن اختبار القدرات لمخرجات التعليم العام؟لماذا يتم تشكيل عقول الطلبة بمناهج اعتمد في تصميمها على التلقين على مدى 12 عاما، ويتم في النهاية اختبار قدراتهم؟ ألم يعلم من اعتمد تلك الاختبارات، أنها باتت شوكة أمام دخول الأبناء والبنات الجامعات؟ . من يتحمل تبعات ذلك القرار؟ وهل لمن يملك رصيد من الواسطات، أن يتخطى عقبات ذلك القرار المصيري وعلى البقية الرضوخ لنتائجه! . أتعلمون الآن لماذا فشل التعليم في صناعة نهضة!، لأن مؤسسات التعليم تعمل قبل أن تفكر أو أنها تفكر ثم لا تعمل، وهذا ما أدى لاتسام مخرجات التعليم بالتيه والضياع فور تخرجهم! . وماذا عن المدارس المستأجرة؟لماذا على الطلبة إن كتب عليهم الدراسة في مدارس مستأجرة في أحسن الأحوال الدراسة في مطبخ ذلك المبنى نتيجة لتحويله إلى قاعة للتعليم! وإلى متى ستستمر؟ وأي مناخ تعليمي تصنعه تلك المباني؟الحل الآن في إصلاح شامل لمسار التعليم العام ابتداء بتحديد رؤية واضحة لملامح الجيل القادم المستهدف ويمكن أن تكون الرؤية «صناعة جيل تغيير إيجابي يساهم في وصول المملكة لمصاف دول العالم الأول» وعلى أساس تلك الرؤية يتم إعداد تقييم إلكتروني شامل لمستويات الطواقم الإدارية والتربوية، بحيث ترفع نتائج التقييم بشكل آلي لسمو وزير التربية والتعليم . وأما الطلبة فمن المهم إعداد مقاييس لتحديد مواهبهم، واختبار للمهن منذ مراحل التعليم المبكرة حتى تقوم مناهج التعليم بتنمية تلك القدرات والمعارف التي تساهم في نجاحهم مستقبلا عالميا في تلك الوظائف، بالإضافة إلى تنمية روح المبادرة والاعتماد على الذات، وتنمية القيم والسلوكيات الإيجابية وطرق التفكير المنظم، وتوضيح أنظمة البلد وحقوق المواطن وواجباته حتى نصنع أجيالا واعية . أما المدارس المستأجرة فمن المهم توقيع عقود شراء طويلة الأجل لتلك المباني، لتتحول قيمة الإيجارات إلى دفعات سنوية لتملك المباني المستأجرة بعد عشر أو خمسة عشر عاما، وفي نفس الوقت يتم إعداد خطة لبناء مدارس نموذجية، بحيث يتم تحويل ملكية المباني المستأجرة بعد تملكها وإحلالها بنموذجية لمصلحة أملاك الدولة لتأجيرها لتكون مصدرا جديدا للموارد المالية لخزينة الدولة، وتكون بذلك قد انخفضت مخصصات الإيجارات من ميزانية وزارة التربية والتعليم، ليتم تحويل قيمة تلك المخصصات لتطوير المناهج وتدريب المعلمين وابتعاثهم ورفع مزاياهم المالية .