تغطية رأس المذيعة أبرز قرار لوزير الإعلام السعودي
الرياض – فهد الفالح
لم يستطع وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز خوجة، أن يستخدم عصا موسى وشعرة معاوية، التي كان يمارس بها الشد والجذب والإمساك من المنتصف، حين كان سفيراً للسعودية في لبنان، لم يستطع فعل كل هذا حين تسلم هرم وزارة الثقافة والإعلام في المملكة، فبدأت القرارات ذات الطابع الأصولي تهطل كالمطر المحمل بالتراب بدلاً من الثلوج، وبدأت مظاهر التشدد تظهر على القناة الثانية الناطقة باللغة الإنجليزية، وكأنها قناة تابعة لحركة طالبان الإسلامية، بعد ما تم إلباس العباءات لجميع المذيعات في هذه القناة، تمهيداً لقرار سيصدر قريباً من الوزير خوجة.
وحسب معلومات، حصلت عليها "السياسي"، فإن القرار الذي سيصدره خوجه قريباً، يشمل تقليص عدد المذيعات في القنوات السعودية الأربع، الأولى والثانية والإخبارية والرياضية، وإلزامهن بلباس العباءة السوداء مع تغطية الرأس كاملاً.
ولعل هذا القرار أتى في الوقت الذي أصدرت فيه منظمة" مراسلون بلا حدود"، وهي منظمة صحافية مستقلة، تقريراً عن الحريات الصحافية في العالم العربي، ومن بين 18 دولة، جاءت السعودية في ذيل القائمة تسبقها ليبيا فسوريا، بينما جاءت الكويت في المرتبة الأولى تليها لبنان فدولة الإمارات العربية المتحدة. يقول أحد المختصين في الإعلام لـ"السياسي" عن قرارات خوجة وتراجع حرية التعبير: "أولاً فيما يختص بإلزام المذيعات بلباس العباءة، من الواضح جداً أنه خوف من مواجهة التيار المتطرف بلا شك وهذا يتضح في هذا القرار الغريب المثير للسخرية والظرافة، فلماذا لا يتم تحويل هذه القنوات إلى فروع عن قناة المجد، ولم يتبق إلا أن يشمل القرار تغطية الكفين كذلك لأنها من عورة المرأة حسب النظرة السلفية، هذا قرار متعجرف لا ينم عن عقلية الوزير خوجة التي عرفها الجميع بالشاعرية والانفتاحية والليبرالية وإنما يمثل رضوخاً واضحاً لمطالب متشددين فرضوها عليه أو قدموها لأحد المسؤولين في الدولة وهو بدوره فرضها على خوجة".
ويضيف: "يكفي تقرير "مراسلون بلا حدود"، أثار سخرية العالم علينا وجعلنا في ذيل القائمة، وهذا واضح جداً في تعامل أمارات المناطق في المملكة مع الكتاب والصحافيين وكأنهم موظفون حكوميون، لا سلطة لهم وكل السلطات عليهم وهذا خطير جداً ويؤكد ما صدر عن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عن حرية الصحافة في المملكة وطالب برفع القيود عنها ولعله جاء قبل أن يكون تقرير "منظمة مراسلون بلا حدود"، وهذا يؤكد ما جاء فيه".
وكانت "السياسي" قد نشرت في وقت سابق تقريراً عن دخول متشددين سعوديين لمبنى التلفزيون السعودي والتجول فيه بحرية تامة دون إيقافهم من قبل رجال الأمن، ومحاولة توجيه النصائح والأوامر لمدراء القنوات الأربع، ولم يجدوا أمامهم إلا مدير القناة الثانية محمد باريان الذي كان ضحية لجولتهم.