عرض مشاركة واحدة
قديم 05-25-2009   رقم المشاركة : ( 7 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الاثنين 1/6/1403هـ

الرياض:الاثنين 1 جمادي الأخر 1430هـ - العدد 14945
سيدات الإيشارب وفريق السلة
تركي عبدالله السديري
ربما كنت في سن الثانية عشرة عندما زرت مكة للمرة الأولى مع والدتي.. وكنت حديث العهد في خروجي من «الغاط» القرية الصغيرة جداً آنذاك ولم تقدم لي «دخنة» أي اختلاف في أي شيء عن تلك القرية.. الخضراء حالياً بوفرة المزارع.. لكن في مكة أذهلتني أشياء كثيرة تماماً كما لو كنت قد نقلت إلى كوكب فضائي آخر.. أول ما لفت انتباهي أن النساء يلبسن غتراً شبيهةً بغتر الرجال البيضاء، وبعضهن تستلذ بالجراك.. البيت الذي سكناه مرتفع الموقع، وليس المستوى.. وبالتالي فنحن نطل على سكن أرقى في مستواه ونوعية سكانه.. ربما بعد أكثر من عام عرفت أن غتر النساء لم تكن كما توقعت فهي ما يُعرف باسم الإيشارب.. الأنيق جداً جداً إذا ما قورن ب «الشيلة» ذلك الغطاء الأسود الذي كان يخفي الربع الأعلى من تكوين المرأة في دخنة.. كم كنت قروياً بحق.. وشاهدت الناس لا يغلقون الدكاكين حين يستمعون إلى أذان الحرم وليس أي جامع فهم قد يصلون في نفس الموقع أو يضعون سياجاً من قماش أو يبقى فيه صبيان يعملون داخله، أما مسألة «الشربيت» فأمره عجيب.. أساساً لم أكن أعرف أن هناك سائلاً لذيذاً يمكن أن يُستخلص من الفاكهة، لكن معذور بهذا الجهل من لم يكن يعرف إلا البطيخ الذي كان يدعى «الجح» ولو تحركت النقطة لبدت التسمية أكثر غرابة.. ما علينا.. لقد تحرك بنا الزمن لكن إلى أين؟.. صحيح أننا قد تجاوزنا تعريف «حجازي» أي من الغربية و«شرقي» أي من نجد، لكننا دخلنا في تسميات وتعريفات أكثر خشونة وأكثر اتساعاً للفرقة والمشاحنة بعد أن أصبحت أشرس العلاقات هي التي تقوم بين المنغلقين والليبراليين، وهنا الامتداد لا يقف عند حدود منطقة، أيضاً أصبح بيننا من يبدو في مفاهيمه وكأنه قد فوجئ بوجود «شيعة» لا أحد يستطيع نزع مواطنتها الراسخة قبل مئات الأعوام.. ما أقصده أنه يفترض ألا يكون معيار وجود التطور هو الخروج من بيت الطين سواءً في بريدة أو تبوك أو عرعر أو الخبر أو نجران إلى فيلا الرخام، ولا أن تكون الشهادة الجامعية وحدها وثيقة تميز، أو أن تكون القدرة على رؤية لندن أو البيات في فندق باريسي أو التسوق من شارع ألماني.. أن يكون مجرد الوصول دليل وصول حضاري، فالمهم هو تفهم واستيعاب كيف تفهّم الألماني الغربي أهمية أن يتحمل مئات المليارات كي يلحق بمستواه المتقدم مواطنه الشرقي المتخلف، وأن لندن هي مدينة متميزة بسلطنة النظام والقانون وليس مزاج الأشخاص، وصلف التباعدات.. إنني متفائل ومتخوف.. فالبلايين التي أنفقت في ألمانيا العامة على ألمانيا الشرقية صرف لدينا أكثر منها.. ليس لتطوير اتجاه جغرافي معين، ولكن لنشر إمكانيات التطوير والنوعية المختلفة من تعدد فرص عمل وتعدد نوعيات تعليم وتوسع تواصلات التثقيف.. والنتائج الإيجابية قادمة قريباً إذا تمكنا من انتهاج نوعيات المواطنة المعاصرة التي توحد قدرات المفاهيم لخدمة تطور المجتمع العام.. لكني متخوف من نتائج تطويرنا ومشاحنات الأمس الإقليمية إلى واقع محاولات تقسيم المجتمع بين منغلق وليبرالي.. إن «الغترة» القديمة في مكة تتجدد الآن ورأيتها في مقابلتي لسيدة عروض الأزياء من الخبر في لندن وقرأناها جميعاً تتوافد تطوراً ووعياً من جدة.. فاتنة البحر.. والإيقاع والطرب وريادة الانتشار الفني بعد أن كسب منتخب السيدات لكرة القدم الكثير من الإعجاب بإنجاح وجوده، وتلاه سريعاً نجاح آخر لفريق كرة السلة النسائي من جامعة عفت الذي سيواجه ضمن بطولة الجامعة فريقاً أمريكياً نسائياً بين ثمانية أندية أخرى..



آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس