[صقر قريش]

مختلَف الأمور !! مختلَف الأمور !! مختلَف الأمور !! مختلَف الأمور !! مختلَف الأمور !!

مختلَف الأمور !!


د. عبدالعزيز الحربي



قال الله تعالى:( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ- وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ) [ فاطر 27 – 28 ]،( اختَلَف) بفتح التاء واللام اسم فاعله مختلِف بكسر اللام كما في المواضع الثلاثة في الآيتين، فإذا أردنا أن نقول: بحثنا في مختلف الأمور، أو نحو هذا لم يجز لنا أن نفتح اللام، وهو الخطأ الذي يقع فيه كثير من الناس، فيقولون: مختلَف الأمور، ومختلَف الآراء، ومختلَف الكتب، أي: أنواعها، و (مختلَف) بفتح اللام اسم مفعول، وهذه الصيغة في اسم المفعول لا تكون إلا لما كان فعله متعدّيا تعدِّيًا ذاتيا، أي: من غير حرف الجر، كمختبر ومنتظر، وأما إذا كان فعله لازما، كاختلف، واجتمع، وجلس، ونظر، واستقر، فإنه يتعدَّى بالجر، فنقول: مختلَف فيه، ومجتمَع ومجلوسٌ عليه، ومنظور إليه، ومستقر فيه، وهكذا، واسم المفعول لا يكون اسم مفعول إلا وفي باطنه المفعول، وعمله ثابت ما دام عليه قائما، وأما اسم الفاعل فهو كفعله يبقى لازما مع الفعل اللازم، ومتعديا مع المتعدي، فإذا أردنا أن نعدّيه في اللازم أتينا بحرف الجر، كما قال ابن مالك:
وعدّ لازمًا بحرف جرِّ
وإن حذفْ فالنصب للمنجرِّ
نقلاً ...أي: إن ورد التعدي من غير حرف جر فيما لا يتعدى بنفسه فإن المنجرّ يبقى منصوبا، وذلك في النقل ولا يقاس عليه.. فالصواب أن نقول: مختلِف الأمور، بكسر اللام، وفتحها في مثل هذا لحن شائع.