رد: الملف الصحفي للتربية الثلاثاء 2/6
الجزيرة:الثلاثاء 02 جمادىالآخرة 1430هـ العدد:13389
منافع العلم والتعليم
فاروق باسلامة
لا شك في أن العلم معوان للإنسان على التفكير وعلى العمل، ولذلك فالعلم قرين للعمل، ولا فائدة من علم بلا عمل، أو في عمل لا يصاحبه علم. لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فإذا فقد العالم العمل كان علمه مجرد نظريات، وإذا كان العامل ليس لديه شيء من العلم لا يقدر على إتمامه، بل إنه لا يستطيع أن يتحرك قيد أنملة، لا بعلمه ولا بعمله. إن العلم ثقافة عملية، وآداب فعلية، ومعارف تطبيقية. ومن هنا كان تعليمه للناس أمراً حتمياً. إذ إنه يساعدهم على العمل والحراك في الحياة العامة، وليس فقط للحديث والتسلية، الأمر الذي يفرضه الدين والفكر والعقل والواقع الفعلي للإنسان، لذلك أقيمت المدارس والمعاهد والكليات والأكاديميات والجامعات لتحصيل العلم وفنونه المختلفة، ولقد قيل: أطلب العلم من المهد إلى اللحد، كما ورد في الحديث النبوي الشريف (اطلبوا العلم ولو كان في الصين) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.إن في طلب العلم فوائد للإنسان، منذ الطفولة مروراً بالفتوة والكهولة والشيخوخة. ففيه عون للطفل والشاب على تهذيب الأخلاق وتفتيق الأذهان وتربية النفوس وتعلية الأرواح وتهذيب الأحاسيس والمشاعر.إن في ذلك كله معواناً على الإنسان على سلوكياته في الحياة وتحركاته فيها وعونه عليها وعيشه بها وحياته كلها. فحياة بلا علم كمطبخ بلا سكين أو طعام دون ملح، بل إن العلم هو الشيء الأساسي في هذه الحياة، هو يلي مرتبة الدين إن لم يساوها، وهو قرين للعبادة، فمن لم يعرف المعبود لم يعرف حق التعبد، ومن لا يعلم حقوق الله لم يعلم حق نفسه عليه، ولا حقه في الحياة.ولذلك فالتعلم واجب ونشر العلم والتعليم أساس هذا الواجب. فعلى الجميع أن يُعنى بالعلم وعلى المعلم أن يقوم بالتعليم حق القيام، فهو فرض وواجب عليه، الشيء الذي يجعله معلماً حقيقياً، يعرف ويعلم مهنته ويحترم عمله حق الاحترام والواجب الفعلي، الذي يؤديه للأجيال المتتالية في الحياة العلمية والتعليمية والتربوية. هذه الأجيال من الطلاب هي بحاجة إلى التعلم والتعليم، هي بحاجة إلى العلم والأدب والتربية والدين والفكر واستخدام العقل والتفكير في حياتها الطلابية والمعيشية والمدرسة والكلية في حاجة ماسة إلى من يهذب سلوكها ويحرك تفكيرها ويفتح أذهانها على الخير والبر والمعروف. هي محتاجة إلى المعلم الفاهم.. المعلم الصالح.. المعلم.. القدوة.فعلى المجتمع واجب الإعداد لهذا المعلم الأنموذج، والمعلم الأسوة الواعي بمتطلبات الطلبة وإفهامهم وسلوكياتهم ومتطلبات المرحلة التي يعايشونها كي يستوعبوا الحياة.. الحياة العلمية والحياة المعيشية، والحياة الشخصية لهم والحياة الاجتماعية بصفة عامة.. حتى يغدو أناساً صالحين، وطلبة ناجحين، وعلماء واعين.. فاهمين، لا للدروس المنهجية، ومقرراتهم الدراسية فحسب بل للعلوم والثقافات والآداب والشريعة والحياة في الساحة الواقعية العامة.هذا هو أساس العلم والتعليم، وضعناه في هذا الحديث الإعلامي الذي نرجو منه صلاح العلم وطلابه والتعليم وآدابه والتربية الدراسية وفوائدها على المجتمع والناس والأمة.فلا علم بلا عمل كما أنه لا تعليم بلا أسوةٍ أو قدوة، وهذه الأسوة وهذه القدوة هو المعلم العامل بعلمه والمستخدم لذهنه والحامل فكراً حراكياً من أجل تربية الأجيال الصاعدة يعلمها ويربيها، ويسلكها مسالك العلم والإيمان والرشد والأسوة والقدوة، ولقد قيل: إن العلم بالتعلُّم، والحلمَ بالتحلُّم، ومن لا علم له، لا حيلة لديه، ولا عمل مكسب له، الأمر الذي لا بد من وعيه ونشره، وكذلك المحافظة عليه والبر به.
|