[مخبر سري]

تأسيس أول شركة لتطوير القرى التراثية
سلطان بن سلمان لـ «عكاظ»: المملكة ليست مفرغة من التاريخ


كشف لـ «عكاظ» صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، عن تأسيس أول شركة سعودية لتطوير القرى التراثية في رجال ألمع في منطقة عسير خلال الأسابيع القليلة، تهدف الشركة إلى حماية واستثمار التراث العمراني في مختلف مناطق المملكة. وتقرر تمويلها عبر صناديق مختلفة من بينها بنك التسليف.
وأكد سلطان بن سلمان أن هيئة العامة للسياحة والآثار ستنطلق بخطة للخروج بالآثار الوطنية إلى المتاحف الدولية، وقال «المملكة تملك الجانب الإسلامي المضيء، وهي قبلة المسلمين، واقتصادها قوي، ولها حضور عالمي ضخم. وأضاف المملكة ليست دولة طارئة، أو أنها مفرغة من التاريخ أو من تعاقب الحضارات.
وتابع «سننطلق في مرحلة جديدة لإبراز البعد الحضاري، ويعرف الجميع أنها موغلة في التاريخ، ومساهماتها في الاقتصاد العالمي كبيرة جدا، باعتبارها دولة قائدة عبر مراحل التاريخ».
وحول تأثيرات هزات العيص على مواقع التراث والآثار قال الأمير سلطان: لم نرصد شيئا حتى يوم أمس، وفريق الآثار سيقدم تقريره بعد أسبوعين، ولا نعتقد أن هناك أي تأثير، لكن الهيئة مسؤولة عن الإيواء السياحي. وأضاف: أعتقد أن الهزات ليست بالقوية بالحد المزعج، وهي مناطق شبه بعيدة عن الكثافة السكانية.
وكان رئيس هيئة السياحة ناقش مع أمير منطقة مكة المكرمة أمس مشروع متحف قصرخزام، وأوضح أن الشركة التراثية الجديدة تكونت من الجمعيات التعاونية بعد أن تحركت الهيئة بسرعة نحو تطوير واستثمارالقرى التراثية، التي هجرها المواطنون منذ عقود، وقال «انطلقنا بقوة على ثلاثة محاور أساسية لتطوير القرى التراثية بهدف حماية التراث، وصدرت أوامر قوية من ولي العهد ووزير الشؤون البلدية والقروية، ووزيرالداخلية، مؤكدا هنا مسؤولية السياحة والآثار عن التراث العمراني الوطني.
وأضاف: بدأنا نعمل على هذا الجانب بشكل كبير، ونظام الآثار والمتاحف الجديد يحتوي على منظور كامل لحماية التراث العمراني، ونعمل حاليا على المشاريع النموذجية في خمس قرى تراثية في خمس من مناطق المملكة.
ولفت سلطان بن سلمان إلى القرار التاريخي الذي صدر من مجلس الوزراء بتكليف بنك التسليف بتقديم القروض لأصحاب المساكن التراثية، بهدف تطويرها للاستثمار.
وتابع «بدأنا نسلم مجالس التنمية السياحية في بعض المواقع مهمة تشكيل بعض الجمعيات التعاونية، وتكونت تلك الجمعيات فعلا، لأننا نريد مشروعا استثماريا رائدا بالتعاون مع البلديات، والوزرات ذات العلاقة. مؤكدا هنا أن الجمعيات التعاونية يتم تشكيلها من الملاك أنفسهم كنموذج مهم جدا للشراكة، وأول شركة ستكون في رجال ألمع في منطقة عسير.
وفي ما يتعلق بمشروع متحف قصر خزام، قال الأمير سلطان: الأمير خالد الفيصل يتابع بدقة كبيرة جدا هذا المشروع بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين لتطوير متحف قصرخزام، لأن جدة تحتاج اليوم هذا التواجد المتحفي الكبير. وبين أن المتحف يأتي ضمن محتوى تطوير منطقة خزام، قائلا «سعدت بتأكيد الأمير خالد على تطوير منطقة قصرخزام وفق الهوية العمرانية في جدة، وليس من خلال المدارس العمرانية، التي انتشرت اليوم في كل مكان، فلا بد من استعادة هوية جدة، فعمارتها رائدة وعالمية، ولا نحتاج أن نستورد العمارة من كل مكان، نحتاج من العمارة الحديثة أن تستوعب من عمارة جدة، والمتحف سيكون هو الجوهرة في وسط هذا المشروع، ونحن جاهزون إن شاء الله، فقط الأمير خالد يطلع على العرض النهائي قريبا، وسوف يعرض على خادم الحرمين الشريفين قبل موسم الصيف المقبل.
وأشار سلطان بن سلمان الى أن الهيئة تعمل حاليا على عدد من المتاحف، وطرحت إنشاء خمس متاحف رئيسية في مناقصة عامة في مناطق المملكة، واستقبلت عروض المطورين، إضافة إلى تحديث تسع متاحف قائمة الآن، كما تم الانتهاء من عملية الترميم لقصور الدولة السعودية في عهد الملك عبدالعزيز لتحويلها لمراكز ثقافية متحفية مهمة للمناطق، ويجري العمل على عدة مسارات لتطوير الجانب المتحفي.
ولفت إلى أن متحف الرياض الوطني سيمر بعملية تحديث كامل للمعروضات.