فتاة تطالب بإسقاط ولاية والدها لحماية إخوتها
عائشة الفيفي ـ الرياض
تطالب فتاة بنزع ولاية والدها بعد أن ساهم في طلاقها مرتين وتعذيب وتشريد خمسة عشر فرداً من أسرتها، إضافة إلى تنكيله بوالدتها وسحبها في أقسام الشرطة وتهديدهن بالقتل.
وقالت الفتاة(ر ، ط): إنها لا تستطيع الذهاب لجامعتها حالياً بسبب تهديدات بالقتل تتلقاها على هاتفها الجوال من والدها وإخوتها الذكور، وكذلك تربص رجل خمسيني لها عند بوابات الجامعة بعد أن زوجها والدها له مقابل 200 ألف ريال.
وذكرت الفتاة أنها المرة الثانية التي يتم تزويجها لرجل كبير في السن حيث زوجها والدها قبل سبع سنوات لمسن مقابل 200 ألف ريال ومن ثم ساهم في تطليقها ليزوجها لمسن آخر طمعاً في المال.
ولجأت الفتاة ووالدتها إلى هيئة حقوق الإنسان لكن الهيئة خيرتهما بين الحماية أو متابعة القضية في الإمارة.
من جانبها قالت والدة الفتاة لـ «عكاظ» إنها اضطرت للعيش مع ابنتها في بيت مؤجر بعد أن طلقها زوجها قبل سبع سنوات لكنها لم تحصل على صك الطلاق حتى الآن، مشيرة إلى التأجيل المتكرر للقضية، وضياع أوراقها أحياناً من ملفات المحكمة. وقالت: إن طليقها يرفض إعطاءها صك طلاقها مشترطاً عليها أن تتنازل له عن حقوقها وأبنائها وأن تكتب تعهداً بإخلاء مسؤوليتها منهم مقابل الحصول على صك الطلاق.
وتصف الأم معاناتها وأبنائها مع طليقها، التى امتدت على مدى ثلاثين عاماً بقولها: أصبح أبنائي مرضى نفسياً من كثرة المشاكل والتهديد حيث سبق أن هدد والدهم ابنته ذات التسع سنوات بالقتل بسلاح ووضعه عند رأسها، كما فقدت شقيقتها الكلام لمدة ثلاثة أشهر وبقيت في المستشفى أكثر من ستة أشهر لمعالجتها نفسياً وجسدياً بعد أن ضربها بشدة لأنها رفضت أن تتزوج مسناً أراد تزويجها به مقابل 200 ألف.
وزادت أنه يحرض أبناءه بالاعتداء على شقيقاتهم بالضرب، ويحفزهم مادياً مقابل تعذيبي وشقيقاتهم، بحجة أنهم (عورة وعار) مضيفة أن إحدى بناتها تعرضت لتشوه دائم في الوجه بعد أن ضربها والدها.
وذكرت الأم لـ «عكاظ» أن لديها خمسة عشر ابناً، منهم ستة بنات وتسعة أبناء، وأن زوجها يزوج بناته في الرابعة عشرة من عمرهن، لمسنين من أجل المال حيث يشترط مهوراً فوق المائة ألف ريال، وأنه يسعى لطلاقهن ليقوم بتزويجهن من جديد، مما جعلهن يعشن حالات نفسية سيئة.
حقوق الإنسان تكتفي بالمقترحات
وعن تجاوب الجهات التي لجأتا إليها قالت الأم: راجعنا هيئة حقوق الإنسان لتقديم الشكوى أمس، ولكن للأسف كانوا غير مهتمين، وقدموا لنا خيارات إما المطالبة بالحقوق في الإمارة أو لجنة الحماية، في حين أننا في حاجة للخيارين معاً لأن إحدى بناتي مهددة بالقتل من قبل أشقائها ويطالبها زوجها الستيني بالعودة لمنزله رغم أن عمرها في بداية العشرين، ومع ذلك لم تبد موظفات الهيئة تجاوباً، وأردفت «كنت اعتقد أنهم سيحاولون مؤازرتي لكنهم خذلوني، فنحن في حاجة لحلول سريعة تنقذنا من بطش طليقي في حق أسرته. وتابعت قائلة: أنا لا أريد سوى الحصول على صك الطلاق، وأن تسحب ولايته على أبنائي لأنهم في خطر دائماً، وتحت التهديد المستمر بالتعذيب نفسياً وجسدياً».
من جهتها أكدت مختصة في هيئة حقوق الإنسان لـ «عكاظ» أن الأم قدمت شكوى ضد طليقها وأنهم وضعوا أمامها خيارات إما الحماية أو المطالبة بالحقوق، وأنهم ينتظرون منها استكمال الأوراق اللازمة لحمايتها.