عرض مشاركة واحدة
قديم 05-27-2009   رقم المشاركة : ( 10 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الاربعاء 3/6

المدينة : الأربعاء 03-06-1430هـ العدد : 16835
نحو الأمية!
محمد بتاع البلادي
• الجهل والأمية.. هما أقسى ما يمكن أن توصم به أمة، أو شعب من الشعوب.. ليس فقط لأنهما يشكلان بالإضافة للمرض والفقر أضلاع ذلك المثلث الشهير المرعب.. بل لأنهما أيضًا يعدان من أهم وأكبر معوقات التنمية لأي دولة طموحة.. وبحسب المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» فإن عدد الأميين العرب وصل في العام (2008) إلى نحو 100 مليون أميّ.. وهو رقم مفزع وصادم بالتأكيد.. إذ يمثل حوالى ثلث سكان المنطقة العربية البالغ عددهم (335) مليونًا.. وحتى إن قبلنا بهذه الأرقام في دول عربية فقيرة كالصومال وجيبوتي.. فلا يمكن قبولها إطلاقًا في دولة توظف فيها القيادة السياسية الطفرة الاقتصادية الكبيرة التي تعيشها، وتوجهها نحو بناء الإنسان وتنميته وتأهيله.. ليكون شريكًا إيجابيًّا في التنمية.• عن المدينة النبوية أحدّثكم.. تلك البقعة النورانية المقدسة، التي اختارتها يد القائد بحنكة وبُعد نظر لتكون مدينةً للمعرفة الإنسانية، استكمالاً لدورها التاريخي والتنويري الموغل في القِدم.. والتي شهدت طفرة غير مسبوقة في مجال محو الأمية.. حيث أضحت تجربة (مدينة بلا أمية) نموذجًا يحتذى في كل مدن المملكة.. ولكن إذا انتقلنا إلى واقع المدارس الليلية التي تصر الوزارة على فصلها عن برامج محو الأمية.. رغم أنها الخطوة التالية والطبيعية لمخرجات هذه البرامج.. فإن الصورة للأسف تتغيّر تمامًا.. فمدينة النور والمعرفة التي شارف عدد سكانها على المليون نسمة.. لا يوجد بها سوى ثلاث مدارسٍ ليلية فقط للمرحلة المتوسطة، ومثلها للمرحلة الثانوية!
• هذا الشح الواضح في المدارس الليلية بالمدينة.. بات يشكّل كابوسًا يؤرّق الكثيرين ممّن فاتهم قطار التعليم.. وصخرة تتحطم عليها آمال وطموحات كل مَن حرمتهم ظروفهم المعيشية أو الاجتماعية من الالتحاق بإحدى عرباته.. وحتى لا اتهم بالمبالغة، ولكي تتضح لك سوداوية الصورة التي أتحدّث عنها.. يكفي أن أخبرك فقط بأن عدد المتقدمين لمدرسة ثانوية واحدة هذا العام زاد عن ثلاثة آلاف راغب في الدراسة .. وأترك لمخيلتك إكمال بقية الصورة عن العدد الذي يمكن قبوله، وكيفية وشروط القبول.. وتدخل الواسطة.. ومشاهد الإحباط والقنوط لمَن لم يوفق.. ولن أتحدّث عن التساؤلات التي لا تتوقف عن عدم تشغيل مدارس ثانوية أخرى في ظل توافر المباني المدرسية الحكومية، وتوفر المعلمين.. والأهم توفر هذه الأعداد المهولة من راغبي الدراسة.. والتي ربما يجهد آخرون في دول أخرى للبحث عن ربعها.
• في تايوان.. الدولة أو شبه الدولة التي أصبحت أحد أهم معاقل الصناعة العالمية بفضل التخطيط وجودة التعليم.. هناك برنامج رائع اسمه (التعليم مدى الحياة).. يتحدّى كل العوامل والمعوقات البيروقراطية التي تمنع التحاق الفرد بركب التعليم.. فالجامعات والمدارس السنغافورية تفتح ذراعيها لكل راغب في التعليم وتطوير ذاته وقدراته.. مهما كان عمره، أو جنسه، أو درجة تعليمه، أو وضعه الوظيفي.. تاركًا لهم حرية اختيار الزمان والمكان والمواد التي يرغبون في تعلمها.
• لم تعد الأمية مجرد عدم إلمام بالقراءة والكتابة.. بل تعدت هذا المفهوم الضيق لتشمل الأمية التكنولوجية، والثقافية، وأمية الوعي‏.. لذلك فإن القضاء عليها يعد الخطوة الأولى في أي خطة تنموية.. فارتفاع نسبها في أي مجتمع يشكل فجوات بنيوية عميقة تؤثر على تطور ذلك المجتمع، ويترتب عنها نتائج اجتماعية واقتصادية بالغة الخطورة.‏
• أخشى ما أخشاه أن يصدق تحوير بعض العامة لمسمّى برامج (محو الأمية) بإقلاب الميم نونًا.. ليتحوّل فعل المحو المفترض للأمية، إلى ركض باتجاه تكريسها وتعزيزها.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس