برشلونة يسطر التاريخ ويحقق اللقب الثالث بفوز صعب على مانشستر يونايتد في نهائي أبطال أوروبا
روما - الوئام - فهد العبدالله:
ملعب ممتلئ لمشاهدة مباراة نارية وقوية (برسا ومان) وكتب البرسا التاريخ فيها بجميع اللغات على انه سيكون بطل هذه السنة لدوري الأبطال لذا فمن الطبيعي جدا أن تكون هذه المباراة بالفعل مباراة النجوم (ميسي وأنيستا وهنري وروني وكرستيانو وإيتو) وأن تجد التاريخ قد سطر اليوم اسطره والكلمات عزت عن التعبير لهذا النهائي الكبير وبفوز برشلونه الذي اسعد الكل في ليلة تاريخية (بتحقيق الثلاثية)التي نال على إثرها 60 مليون يورو لأنه الرابح الأول بلا منازع.
وقد كانت موقعة (أولمبيكو) مواجهة بين الخبرة والشباب حيث أن العنصر الأول كان متمثلا في مدرب مانشستر الاسكتلندي أليكس فيرجسون والثاني في مدرب البرسا جوسيب جوارديولا الذي سعى إلى أن يسدل الستار على موسم أول رائع له على مقاعد التدريب ليظفر باللقب للمرة الثانية بعد أن تذوق طعم التتويج بلقب المسابقة الأوروبية الأم عام 1992 عندما كان لاعبا في صفوف الفريق،لذا فالمواجهة كانت الأصعب بكل المقاييس لأن الدافع الثأري لبرشلونة من هزيمة الموسم الماضي في الدور نصف النهائي بالإضافة أن سلسلة لقاءات الفريقين كانت معظمها لصالح مانشستر يونايتد حيث كان محفزا كبيرا للاعبين الذين بدءوا المباراة بهجوم واسع النطاق على المرمي الانجليزي.
وعلى الرغم من أن مانشستر دائما لا يخسر نهائيات ولكن كان سيناريو هذا العام مختلف تماما حيث دخل إلى المباراة وفي جعبته الكثير من الآمال الانجليزية العريضة التي تطالب لاعبيه بحمل اللقب والكأس مجددا والعودة بهما إلى انجلترا ولكن سرعان ما تبدد الحلم في الدقيقة العاشرة عندما خطف الكاميروني صمويل إيتو هدفا رائعا بكل المقاييس لبرشلونة الاسباني ضجت على إثره جماهير البرسا وتحول المعلب لكرنفال ألوان.
فبرشلونة لعب المباراة بثقة كبيره وكان تعامله مع الشوط الأول بكل حرفية عن طريق المدرب الجبار بيب جوارديولا ولاعبه صمويل ايتو الذي اثبت للكل بأنه الهداف في مباراة الأبطال حيث لعب بوجود متألقين مثل(انيستا) الذي كان مصدر السعادة لفريقه وشكل إزعاجا مستمرا لدفاعات الانجليزي فيما تصدي يايا توريه لهجمات كرستيانو رونالدو الخاطفة وكثرت الركنيات لبرشلونة خلال هذا الشوط بوضوح تام على الرغم من كثرة الأخطاء وتعددت الفرص وكان لغياب هنري اثر واضح في المباراة على الرغم من توأمته الواضحة مع ميسي حيث لم ينجح كثيرا
وعلى الرغم من أن اللاعب رونالدو هو أفضل لاعب في الفريقان وبعده ميسي ولكن قدم برشلونة كل فنون وإمتاع في هذا الشوط الذي كان في قمة الروعة من الفريقان بكل صراحة ولكن الاغلبيه كانت له فهذا لم ينقصه أي شيء ومن حيث السيطرة والاستحواذ والتقدم والكل أبدع من فالديس إلى ايتو، حتى مرت 45 دقيقة نارية على المباراة وسيطر البرسا على اغلب نواحيها بشد وجذب لاعبيه الذين نجحوا في الوصول للمرمي الانجليزي كثيرا وأرهقوا دفاعه مرارا وتكرارا.
وفي الشوط الثاني كثف برشلونة من الهجوم على مرمي مانشستر للمحافظة على الهدف الوحيد وتصدت العارضة لكرة من (تشافي) بعد نقلات جميلة منظمة فيما أضاع بارك هدف تعادل محقق لمانشستر يونايتد الانجليزي بعد لعبة نظمتها الخبرة بكل معانيها في منطقة البرسا،وقد أجري مدرب مانشيستر خلال هذا الشوط تغييرا بخروج بارك ودخول برباتوف لتعزيز الهجوم أعقبه بتغيير أخر بدخول كيتا وخروج هنري حيث باءت كل محاولاته بالفشل نظرا لصلابة الدفاع الاسباني طوال الشوط وبقتالية واضحة من جانب (بكيه) الذي كان هو الأخر مبدعا حيث قام بتشتيت اغلب كرات مانشستر إلى ركنيات والى رميات التماس.
واستمرت أحداث الشوط مابين شد وجذب إلى أن تمكن ميسي من إيداع الكرة الشباك في الدقيقة(70) هدفا ثانيا لبرشلونة كان قاصمة الظهر لمانشستر يونايتد الذي خرجت جماهيريه من الملعب عقب إحراز هذا الهدف الأكثر من رائع بكافة المقاييس العلمية.
وقد شرف المباراة بالحضور ملك إسبانيا خوان كارلوس ورئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو حيث اعتبر برشلونه حضورهما فأل خير له خصوصا أنه توج بطلا لدوري أبطال أوروبا العام 2006 في باريس أمام ناظري هذين الاثنين.
وكانت الأجواء الرائعة والتصريحات النارية للعديد من لاعبي الفريقين قد سبقت المباراة ولكن بعد 90 دقيقة كاملة تحدد المصير وأعلن عن الفائز بدوري أبطال أوروبا 2008-2009 ألا وهو (البرسا) فمانشستر يوناتيد لم يخسر في مبارياته الخمس والعشرين الأخيرة في المسابقة وهو رقم قياسي عالمي وتحديدا منذ أن خسر في نصف النهائي العام 2007 أمام ميلان فلم يكون أول نادي يتمكن من المحافظة على لقبه منذ انطلاق المسابقة تحت مسمى (دوري أبطال أوروبا) ومنذ العام موسم 1992 والأول منذ أن حقق ميلان هذا الإنجاز عامي 1989 و1990 علما أن يوفنتوس هو آخر فريق أحرز اللقب وحل وصيفا في الموسم الذي تلاه للعامين 1996-1997،وخرج اليوم والحزن يخيم على وجوه كل من حضروا لمساندته بروما بعد وصول الكأس لبلاد البارسا الاسبانية.
وقد أدار المباراة بمستوي جيد للغاية الحكم السويسري ماسيمو بوساكا وعاونه ماتيوس أرنت وفرانشيسكو بوراجينا فيما حل كلاوديو سيرشيتا حكما رابعا للمباراة.
وبذلك يكون مدرب برشلونة الاسباني (جوارديولا) أصغر مدرب يحرز لقب المسابقة منذ 49 عاما وثالث أصغر مدرب في تاريخها إذ يسبقه ميجيل مونوز عندما قاد ريال مدريد للفوز بنسخة عام 1960في حين أن أصغر مدرب فاز باللقب على الإطلاق كان خوسيه فيالونجا عندما فاز ريال مدريد بنسخة 1956