البنك الدولي و"الاستثمارات العامة" يضعان اللمسات النهائية لقطار الحرمين
فايز المزروعي من الدمام
كشف لـ "الاقتصادية" المهندس عبد العزيز الحقيل الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، أن المؤسسة تتعاون حاليا مع البنك الدولي وصندوق الاستثمارات العامة، لوضع اللمسات النهائية على وثائق طرح المرحلة الثانية والأخيرة لمشروع قطار الحرمين السريع للوصول إلى إعداد الصياغة النهائية لوثيقة طلب العروض Rfp، ليتم تسليمها نهاية حزيران (يونيو) المقبل للائتلافات التي سبق تأهيلها.
وبين المهندس الحقيل عقب الاجتماع الثاني لمجلس إدارة المؤسسة العامـة للخطـوط الحديـديـة لهذا العام، الذي عقد أمس في مقر المؤسسة في الدمام برئاسة الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، أن هذا الجزء من مشروع قطار الحرمين يتعلق بالجوانب الفنية والتشغيلية، ويتضمن: تشييد الخط الحديدي، إنشاء نظام الإشارات والاتصالات، وتوريد القطارات والمعدات وأسطول النقل والتشغيل والصيانة. وسيكون من التزامات المتنافسين لهذه المرحلة تأمين قطارات سريعة بالعدد الكافي لمواجهة أعداد المسافرين المتوقعة، وصيانة المشروع وتشغيله، وتوفير الطاقة الإضافية لمجابهة نمو الطلب. ولفت إلى أن الحكومة قد وقعت في وقت سابق عقدا مع ائتلاف الراجحي، لتنفيذ الأعمال المدنية للمشروع بقيمة 6.7 مليار ريال، أعقبها التوقيع على عقد بقيمة 360 مليون ريال مع شركة دار الهندسة للتصميم والاستشارات الفنية "شاعر ومشاركوه"، بالتضامن مع شركة جيتنسا الإسبانية، لتتولى مسؤولية الإشراف على تنفيذ المشروع، إضافة إلى توقيع عقد مع شركة (فوستر وشركاؤها) لإعداد التصاميم الهندسية لمحطات الركاب لمشروع قطار الحرمين السريع بقيمة إجمالية تبلغ 142 مليون ريال.
وأفاد الحقيل أن مجلس إدارة المؤسسة اطلع خلال الاجتماع على تقرير الحساب الختامي للمؤسسة للعام المالي 2008 م، والذي تضمن زيادة في الإيرادات الفعلية بنسبة 21 في المائة تقريبا على الإيرادات التقديرية، وزيادة في إيرادات نشاط الشحن بنسبة تجاوزت 22 في المائة، إضافة إلى زيادة في إيرادات نشاط نقل الركاب بلغت نحو 6 في المائة تقريبا. وتجاوزت الزيادة في إيرادات عوائد العقارات بنسبة 45 في المائة عن العام السابق، لافتا إلى أن مؤشرات الأداء في المؤسسة سجلت ارتفاعا كبيرا في حجم المشاريع والبرامج التي نفذتها خلال هذا العام، والمشاريع التي تنوي تنفيذها، إذ تستهدف هذه المشاريع بشكل أساسي تطوير البنية التحتية والفوقية لشبكة الخطوط الحديدية بما يعزز مستوى السلامة، ويرفع مستوى جاهزية الشبكة والأسطول، ويمكنها من مواجهة الطلب المتنامي على خدمات المؤسسة في ظل تضاعف حجم نشاط المؤسسة، بما يزيد على ثلاثة أضعاف خلال الأعوام الستة الماضية.
وأبان الحقيل، أن المؤسسة ستطبق خطة تشغيلية في موسم الصيف، تتضمن زيادة أعداد العربات لمواجهة الزيادة المتوقعة في الطلب على السفر بالقطار، كما تستعد خلال الشهر الجاري لتدشين حزمة الخدمات الإلكترونية، التي ستمكن عملاء المؤسسة من إجراء عمليات الحجز وشراء التذاكر عبر موقعها على شبكة الإنترنت، إضافة إلى تركيب أجهزة خدمة ذاتية شبيهة بأجهزة الصراف الآلي في محطات الركاب في كل من: الدمام، الرياض، والهفوف، يتلوها تركيب عدد من هذه الأجهزة في مواقع مختلفة في مدن المنطقتين الشرقية والوسطى، وذلك بغرض تسهيل إجراءات الحصول على خدمات القطارات، إلى جانب تقديم خدمة الحجز وشراء التذاكر من خلال وكالة الطيار للسفر والسياحة، التي تنتشر مكاتبها في مدن المنطقتين الوسطى والشرقية، مؤكدا أن المؤسسة تسعى لتوفير جميع الخدمات التي يحتاج إليها المسافر في محطات الركاب مثل الاتصالات، تأجير السيارات، الفنادق، ومحال بيع الهدايا والصحف.
وفيما يرتبط برفع جاهزية الأسطول وزيادة الطاقة التشغيلية قال الحقيل، إنه تم أخيرا إدخال 200 عربة لنقل الحاويات تعمل بتقنية الشحن المزدوج، ليصل العدد الإجمالي من هذا النوع إلى أكثر من 400 عربة، كما تمت إضافة 20 عربة مخصصة لنقل السيارات بواسطة القطار، والتي تم تأمينها أخيرا لتعزيز القدرة التنافسية للقاطرات في سوق النقل الداخلي، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية للعربة الواحدة نحو 50 طنا، أي ما يتسع لشحن 18 سيارة تقريبا كحد أعلى. وأشار إلى أن انضمام العربات الجديدة سيرفع عدد العربات المخصصة لهذا الغرض إلى 47 عربة، لترتفع بذلك الطاقة الاستيعابية إلى أكثر من 800 سيارة، إذ تم بناء العربات الجديدة وفق تقنية متطورة تراعي متطلبات السلامة والأمان، من خلال تطوير نظام الفرامل U.b.x، ووحدة تشغيل شرارات الاحتراق (البواجي) وهي مزايا تقنية لها انعكاسات وآثار إيجابية في خفض تكاليف التشغيل والصيانة ورفع كفاءة التشغيل