أوبك تقرر الإبقاء على إنتاجها دون تغيير عند 24.84 مليون برميل
النعيمي : الأسواق تعاني من عدم التوازن.. وسعر الـ 60 دولارا مؤشر تفاؤل على تحسن الاقتصاد
فيينا، نيويورك : رويترز
قال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أمس إن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قررت الإبقاء على الإنتاج دون تغيير. وقال النعيمي للصحفيين في ختام اجتماع وزراء أوبك الذي استمر نحو ساعتين، إن أعضاء أوبك قرروا خلال اجتماعهم في فيينا إبقاء سقف إنتاج النفط الحالي البالغ 24.84 مليون برميل يوميا "على حاله".
فيما أكد وزير النفط القطري عبدالله العطية أمس أن الالتزام بمستويات الإنتاج داخل أوبك جيد، وأبلغ الصحفيين بعد الاجتماع أن "مستوى الالتزام جيد وسنواصل دعمنا لهذا المستوى".
وقال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)عبدالله البدري إن سوق النفط مازالت تشهد فائضا في المعروض وإن نحو 130 مليون برميل من الخام والمنتجات مخزنة في سفن في البحر.
وأكد رئيس مؤسسة النفط الليبية شكري غانم من جهته لوكالة فرانس برس إبقاء حصص الإنتاج على حالها. واتخذت أوبك التي تأمل في أن يصل سعر البرميل 75 دولارا ليتمكن المنتجون من الاستثمار في التنقيب والإنتاج، منحى براجماتيا بقرارها الإبقاء على حصص الإنتاج على حالها، فهي لا تريد أن تبدو فاقدة الصبر خشية تقويض ارتفاع المؤشرات الاقتصادية.وبين سبتمبر وديسمبر قررت أوبك التي توفر 40% من النفط العالمي، سحب 4.2 ملايين برميل يوميا من السوق وذلك بهدف وقف انهيار أسعار النفط التي تدنت إلى 32.4 دولاراً للبرميل. وحددت سقف إنتاجها بـ 24.84 مليون برميل يوميا.
وأشار النعيمي إلى بعض المؤشرات الإيجابية في الأسواق النفطية التي تشهد منذ أشهر تقلبات حادة. وقال إن الارتفاع الأخير لأسعار النفط التي تحوم حول الستين دولارا، يشكل "مؤشر تفاؤل" على استعادة الاقتصاد العالمي عافيته.
وأضاف أن الأسواق التي لا تزال تعاني من عدم التوازن آخذة في التوازن وذلك خصوصا بفضل ارتفاع الطلب الآسيوي على الخام.
كما رأى وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل أن "الأسعار تستقر بل وترتفع. نحن نعتقد أن الوضع الاقتصادي سيتحسن وبالتالي الطلب سيرتفع" مضيفا "نحن نشهد تحسنا للاقتصاد الأمريكي".
واعتبر شكري غانم الذي توقع هو أيضا ارتفاع أسعار النفط، قبل الاجتماع أنه "بسبب وضع الاقتصاد العالمي فإنه يتعين علينا عدم تعقيد الأمور أكثر على الاقتصاد".
وأضاف "إن السوق مزودة أكثر من اللازم غير أننا نأمل أن يتحسن الاقتصاد قليلا وفي الآن نفسه تتحرك الأسعار لأن المضاربين عادوا. إن السوق يرسل إشارات مختلفة".
أما وزير الطاقة القطري عبدالله العطية فقد حرص على تحذير المنتجين من الإفراط في التفاؤل إزاء الارتفاع الأخير لسعر برميل النفط. وقال "علينا التباحث في وضع السوق. إن سعر النفط ليس مرتبطا الآن بالعرض والطلب. لا ينبغي أن نفرط في التفاؤل".
وأضاف حول قرار الإبقاء على سقف الإنتاج الحالي "إنه أفضل قرار يمكننا اتخاذه". وقال الخبير الفرنسي بيار تيرزيان أمس في دورية "بيتروستراتيجي" إن الارتفاع الحالي للأسعار "ناجم عن الأمل في انتعاش اقتصادي وليس عن عوامل نفطية أو عن أساسيات" السوق.
في حين اعتبر وزير النفط الفنزويلي رافايل راميريز أن السوق يعاني من فائض مليون برميل يوميا ومضيفا أن هذا الوضع سيتحسن متى احترم أعضاء أوبك حرفيا حصصهم.
إلى ذلك تخطى النفط الأمريكي حاجز 64 دولارا بفعل هبوط في المخزونات الأمريكية قفزت أسعار العقود الآجلة للنفط الأمريكي أكثر من دولار أمس بعد بيانات حكومية تظهر أن مخزونات الخام التجارية في الولايات المتحدة سجلت هبوطا حادا الأسبوع الماضي.وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات النفط هبطت بمقدار 5.4 ملايين برميل إلى 363.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثاني والعشرين من مايو متجاوزة بشدة التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 700 ألف برميل. وتراجعت مخزونات البنزين 600 ألف برميل إلى 203.4 ملايين برميل في حين كانت التوقعات تشير إلى انخفاض أكبر قدره 1.5 مليون برميل. وفور نشر تقرير المخزونات قفز الخام الأمريكي الخفيف للعقود تسليم يوليو 1.54 دولار أو 2.1% إلى 64.99 دولاراً للبرميل وهو أعلى مستوى للعقود الآجلة أثناء التعاملات في بورصة نايمكس منذ العاشر من نوفمبر 2008. وتراجع الخام الأمريكي قليلا إلى 64.77 دولاراً. وبلغ سعر برميل النفط أمس في التبادلات الآسيوية نحو 63 دولارا في حين تراجع في نيويورك إلى 63.01 دولارا مقابل 63.45 دولارا أول من أمس وبلغ أثناء جلسة التداولات أعلى مستوى له منذ العاشر من نوفمبر 2008 عند 82،63 دولارا. في المقابل تراجع سعر برميل خام برنت في لندن 50 سنتا ليصل إلى 62 دولارا.