[مخبر سري]

توقعات بارتفاع مبيعات السيارات في المملكة رغم الأزمة العالمية

لا يبدو أن أسعار السيارات في المملكة ستهبط قريباً على عكس ما يتوقعه ويأمله الجميع. إذ أظهرت بيانات لشركات السيارات العالمية إضافة إلى خبراء تحدثوا إلى "الوطن" أن السوق السعودية لن تشهد انخفاضاً كبيراً في الأسعار خلال عام 2009 رغم تدهور الأوضاع المالية لشركات السيارات العالمية وتراجع مبيعاتها.

ففي تصريح خاص لـ"الوطن" توقع المدير العام لشركة "فورد" في الشرق الأوسط، والدو جالان ألا تشهد أسعار السيارات في المنطقة أي تراجع في الفترة الحالية.

ويوضح جالان الذي حققت شركته ارتفاعاً في المبيعات في السعودية في الربع الأول من 2009 بنسبة 5%، أن أسعار السيارات ليست مسألة يحكمها المصنعون فقط بل تتأثر بالعديد من العوامل الأخرى مثل قيمة التكنولوجيا المضافة إليها والمواد والشحن والجمارك.

وفي تصريح خاص مماثل قال المدير العام للتسويق والاتصالات التجارية في شركة "نيسان" في الشرق الأوسط مونال زيدان إنه لا يتوقع أن تنخفض أسعار السيارات اليابانية خلال عام2009.

ويضيف كبير الاقتصاديين في بنك "ساب" الدكتور جون سفاكياناكيس بعداً آخر لتحليل اتجاه أسعار السيارات في السعودية خلال العام وهو تقلبات العملة.

ويقول سفاكياناكيس " أصبح الين قوياً جداً في الأشهر الأخيرة وهو ما دفع بأسعار السيارات اليابانية إلى الارتفاع، وهذا الارتفاع سيستمر خلال العام إذا ما ازداد تعافي الاقتصاد الياباني."

ولكن تقلبات العملة ليست هي السبب الوحيد لارتفاع أسعار السيارات خلال 2009، إذ يضيف سفاكياناكيس أن العديد من شركات السيارات استثمرت في إضافة تقنيات عالية لموديلاتها الجديدة لذا سيكون من الصعب عليهم خفض الأسعار سواء كانت هناك أزمة عالمية أم لا.

ويقول سفاكياناكيس "لنأخذ بي إم دبليو على سبيل المثال لأنها استثمرت في تقنيات جديدة لسيارات الفئة السابعة التي نزلت إلى الأسواق هذا العام، لقد ارتفعت التكلفة ومن الطبيعي أن يرتفع معها السعر."

وحققت مبيعات الفئة السابعة لسيارات بي إم دبليو نتائج جيدة في الربع الأول من 2009. وسبق أن أعلن المدير العام لشركة الناغي للسيارات (وكلاء بي إم دبليو في المملكة) أنيس جمجوم أن مبيعات الشركة للفئة السابعة حققت ارتفاعا بنسبة 132% في الربع الأول من هذا العام بفضل موديلاتها الجديدة (740Li) و (Li750).

وقال جمجوم إن مبيعات الناغي في الربع الأول زادت بنسبة 15% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. سفاكياناكيس يستغرب كثيراً من عدم تراجع الطلب على بعض السيارات الفاخرة في المملكة في ظل المخاوف من الأوضاع الاقتصادية المستقبلية.

ويضيف "عند حدوث أي ركود أو وجود أية مخاوف حول الأوضاع المستقبلية للاقتصاد، يبدأ المستهلكون بتقليل الإنفاق على سلع الرفاهية، لكن ذلك لم يحدث في السعودية."

ولم تشكل الأزمة المالية العالمية هاجساً لدى السعوديين الذين أظهرت بيانات حديثة لشركة "ماستركارد" الائتمانية أنهم سيكونون أكثر الشعوب استهلاكاً وإنفاقاً في المنطقة في 2009.

وأظهر تقرير ماستركارد الذي يقيس إنفاق السعوديين خلال السنة الحالية 2009 أن نصف السعوديين تقريباً (49% منهم) أبدوا اهتمامهم بالإنفاق على شراء السيارات في العام الجاري.

ولم تحقق سيارات مرسيدس بنز (أحد أشهر السيارات الفارهة في السعودية) ارتفاعاً في المبيعات في كل أسواق منطقة الخليج العربي خلال الربع الأول من هذا العام.

وحققت بعض شركات السيارات (التي أفصحت عن نتائجها) مبيعات جيدة خلال العام الماضي في الخليج والشرق الأوسط، كما حقق بعضها نتائج جيدة في الربع الأول من هذا العام.

ويقول سفاكيناكيس إن مبيعات السيارات العام الماضي مقارنة بالسنوات الماضية قد تكون تراجعت بسبب تراجع سوق الأسهم السعودي حيث إن العديد من الأفراد يعمدون إلى شراء سيارات بالتقسيط وبيعها مباشرة واستثمار قيمتها في سوق الأسهم.

وقال سفاكياناكيس إن هذا الاتجاه كان سائداً في عام 2005 حتى 2007 ولكن منذ منتصف العام الماضي الناس عادوا إلى استخدام السيارات كمصدر للتمويل وهو ما قد ساعد على ارتفاع المبيعات خاصة أن البنوك السعودية لم تعد تتوسع في الإقراض منذ الربع الرابع للعام الماضي.

وكانت وكالة أنباء رويترز قد ذكرت في تقرير لها نشرته الأسبوع الماضي عن توقعات بأن تشهد المملكة، أول انخفاض في واردات السيارات في عشر سنوات هذا العام.

ونقلت عن علي رضا الرئيس التنفيذي لمجموعة الحاج حسين علي رضا وشركاه التي تبيع سيارات مازدا وفورد واستون مارتن قوله إن واردات السعودية من السيارات الجديدة قد تنخفض بنسبة 22% إلى 350 ألف سيارة في عام 2009.

وأضاف رضا "الطلب من القطاع الخاص تراجع مع خفض الإنفاق لكن ذلك لم يحدث مع القطاع الحكومي أو مقاولين يعملون في مشروعات حكومية".

وأوضح لـ"الوطن" مدير عام فورد في الشرق الأوسط أن نحو 20% من واردات السيارات في المملكة تتم إعادة تصديرها ولهذا فإن أي تراجع في الصادرات قد لا يكون مرتبطاً ارتباطا مباشراً بالسوق السعودي بل بالأسواق التي يتم التصدير إليها.

وحول تراجع المبيعات بصورة عامة في السعودية قال جالان إنه في تقديرات شركته فإن السوق السعودي تراجع بنسبة 15% هذا العام بصورة كبيرة إلا أن مبيعات فورد استحوذت على حصة أكبر من السوق.