[صقر قريش]

الاقتصادية:الأحد 1430/6/7 هـ. العدد 5711
طلابنا والغياب الإعلامي
صالح محمد الجاسر
يستعد أبناؤنا وبناتنا هذه الأيام للامتحانات النهائية لهذا العام، ونجد أن الأسر تعيش استنفاراً كبيراً، خاصة من أبناؤهم في مرحلة الثالثة ثانوي، الذين يحتاجون إلى مجموع عال يؤهلهم للدخول إلى الجامعات. هذه الأيام فرصة ثمينة للمدرسين الخصوصيين والمدرسات الخصوصيات الذين استطاعوا استثمار تقصير عديد من الأجهزة من بينها الأجهزة التعليمية التي ترى أن مهمتها تنتهي بخروج الطالب من المدرسة، ثم إعلامنا سواء المكتوب أو المرئي، الذي لم يقم بأي دور في هذا المجال. فمن يتابع صحفنا أو قنواتنا الفضائية يرى غياباً واضحاً وغير مبرر، وكأن خمسة ملايين طالب أو طالبة لا مكان لهم في هذا الإعلام. ومن خلال متابعتي الإعلام المصري من قنوات فضائية أو صحف أرى استنفاراً عجيباً، يتمثل في دروس تقدم من خلال قنوات تعليمية متخصصة تقدم الدروس في مختلف التخصصات والمراحل وعلى مدى العام، ومن خلال صفحات وملاحق لا تكاد تخلو منها صحيفة مصرية، يتم من خلالها عرض نماذج للأسئلة مع إجاباتها في مختلف التخصصات. كما أرى شرحاً للموضوعات المهمة التي قد تستصعب على الطالب والطالبة وعرض نماذج توضح كيفية الإجابة عن تلك الأسئلة والمسائل. فهل هناك ما يمنع صحفنا من أن تخصص صفحة أو صفحتين يوميا أو ملاحق خلال هذه الفترة التي تسبق الامتحانات، يتم من خلالها عرض نماذج من الأسئلة وأجوبتها، وشرح بعض مسائل المواد العلمية مثل الرياضيات والفيزياء بعد الاستعانة بمتخصصين من قطاع التعليم. وهل هناك أمل في أن نرى صحفنا تقوم بشرح وتبسيط امتحان القدرات الذي أصبح يخيف الطلبة أكثر مما يخيفهم مجموع الدرجات، وعرض نماذج من الأسئلة وحلولها وتسهيل الأمر على أبنائنا بإرشادهم إلى أفضل السبل لاجتياز هذا الامتحان؟ إن صحفنا لو اهتمت بهذا الجانب وخصصت صفحات قليلة من صفحاتها الكثيرة لأبنائنا لاستطاعت أن تجذب هذه الفئة إلى الصحف، وتجعل منهم قراء متابعين لها، مما يحقق فائدة مادية تضاف إلى خدمة فئة غالية من أبنائنا تحتاج إلى مد يد العون لها. أما القنوات الفضائية التعليمية، فعلى مدى السنوات الماضية كنا نسمع عن قرب إطلاقها وحتى الآن لا يظهر ما يدل على قرب ظهور هذه القنوات، ولهذا فالأمل في قنواتنا الفضائية أن تستقطع ساعات قليلة من بثها لا لتكون منبر حديث عن النفس والإنجازات من قبل بعض المتخصصين وإنما لتخصصها لشرح ما يصعب من مواد دراسية. وحبذا لو بدأت القناة الثانية بتخصيص مساحة من برامجها لإعطاء دروس في اللغة الإنجليزية للطلاب والطالبات بدلا من دبلجة مسلسلات عربية إلى اللغة الإنجليزية، تكلفتها كافية لتقديم دروس في اللغة الإنجليزية لجميع المستويات، تفيد الطلاب وغيرهم.