كاميرات ومنع توصيل طلبات المنازل إلى أين يقود الحمين الهيئة؟
فهد الفالح
خلال أقل من عشرة أيام فقط، بدأت الهيئة تتوسع في أنشطتها التجسسية، وهو مالم يحدث في عهد الرئيس السابق المعفي من منصبه إبراهيم الغيث، فقبل 6 أيام أعلن، رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الجديد، عبدالعزيز بن حمين الحمين عن بدء العمل بكاميرات المراقبة في الأسواق، ونفى غير مرة أن يكون الهدف منها هو مراقبة المتسوقين أو التطفل عليهم، وإنما لمعالجة الإشكالات الواقعة في الأسواق من قبل الشباب في بعد تام عن أجواء التسوق، وفي مكاتب خاصة، وهى الخطوة التي عارضها كتاب وصحافيون، ولم تجد تأييداً سوى من ،المذيع بقناة العربية، تركي الدخيل حين كتب في عموده اليومي في صحيفة الوطن السعودية عن تأييده تركيب كاميرات في الأسواق، وهى المقالة التي أثارت حفيظة عدد كبير من الكتاب الليبراليين، فهاجموا الدخيل بضراوة، ومنهم محمد السحيمي.
وبعد مرور 6 أيام على قرار الكاميرات، لم تكتفِ الهيئة بردود الفعل على هذا القرار، وإنما توسعت في نشاطاتها التي لا تدخل ضمن نطاق الاختصاص، وبدأت بمحاولة تنظيم توصيل الطلبات للمنازل، وهى الخدمة المجانية التي تقدمها المطاعم والمحلات التموينية للزبائن دون مقابل، فحاولت الهيئة إيجاد مبرر لمنعها ومحاولة إصباغ لون الإثم على هذه الخدمة، بأن العمالة التي تقوم بالتوصيل تتحرش بالنساء في المنازل وغير ذلك، وهو ما جاء على لسان مصدر مسؤول في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة حائل شمال غرب السعودية في تصريح له بصحيفة عكاظ السعودية أمس الأحد، الذي قال:" أن هناك نقاشا جادا بين الهيئة والإمارة والمجلس البلدي لمنع توصيل الطلبات.
يقول، أحد المهتمين بقضايا الهيئة لـ"السياسي" عن هذا التوسع اللامحدود في نشاط الهيئة على جميع الأصعدة: "من المضحك أن الهيئة تحاول إصلاح ما أفسده الغيث، لكن الحمين محاط بأناس ينصبون له فخاً لا نعرف إن كان قد عرفه أو سيسقط فيه دون أن يشعر، لم يستطع ضبط سلوك الأعضاء الميدانيين أو فصل المخالف منهم، فقام باستخدام الكاميرات، والسؤال:من يراقب أعضاء الهيئة ويصورهم، وما هو العذر الشرعي والمبرر للتجسس على الناس بشكل جماعي من خلال الكاميرات".
وعن قرار منع توصيل الطلبات للمنازل قال: "لا تستغرب لو وجدت بعد فترة أعضاء هيئة في لجان تحكيم مباريات كرة القدم للتأكد من شرعية الأهداف وغيرها...والغريب في الأمر أن من مهام الهيئة وواجباتها التواجد في المسالخ لمراقبة ذبح الماشية وأن يكون على الطريقة الإسلامية، لكنهم لم يتواجدوا لأنهم مهتمون بالنساء ومنع المعاكسات والكحول، وهم هنا يذكرونني بالحركات الجهادية وبتنظيم القاعدة الذي اختار الشيشان والبوسنة والهرسك وأفغانستان وغيرها من الدول المعروفة بجمال نسائها، لكننا لم نجد تنظيم القاعدة يتخذ من الصومال مقراً له والسبب معروف".
الجدير بالذكر أن آخر قضية مرفوعة ضد الهيئة، قيدت في شرطة حي الروضة بالعاصمة الرياض منذ 4 أيام، تقدم بها رجل وزوجته اتهما الهيئة باقتحام استراحة خاصة بهما، والدخول على الزوجة، وهى ترتدي ملابس النوم، ومازال التحقيق جارياً فيها.