[صقر قريش]

الرياض:الثلاثاء 9 جمادي الأخر 1430هـ - العدد 14953
التعليم المهني غائب عن مدارسنا
عبدالرحمن عبدالعزيز المرشد
التعليم التقني منبع الإبداع والتميز لأي مجتمع يطمح إلى الوصول إلى مجتمع الصناعة والدول المتقدمة. ربما يفهم البعض أن المقصود هو الاهتمام بالتعليم ما فوق الثانوي مثل كليات الهندسة وما شابهها بل على العكس أنا سأتحدث هنا عن التعليم الثانوي المهني والذي يندر وجوده لدينا برغم حاجتنا الكبيرة لمتخصصين في مثل هذه الأمور الفنية المتوسطة واعتمادنا بشكل كامل على العمالة التي لا يمكن الاستغناء عنها مادمنا سائرين على طريق (التهميش) لمثل هذه العلوم في مدارسنا. يوجد لدينا حاليا في المدارس الثانوية قسمين (شرعي وطبيعي) ولا علاقة لكليهما بالتخصصات المهنية التي يحتاجها سوق العمل، وهذين القسمين يؤهلان الطلبة على اعتبار أنهم سيكملون الدراسة الجامعية. ونحن نخطئ إذا كنا نعتقد أن جميع خريجي الثانوية يطمحون إلى إكمال دراستهم الجامعية، فمنهم الذي لا يرغب إكمال دراسته وآخر لديه طموح في الأعمال المهنية الحرفية ومنهم الذي لا تسمح له ظروفه بإكمال دراسته الجامعية وبحاجة إلى العمل بعد التخرج من الثانوية.ومن هنا فنحن بحاجة إلى استحداث قسم ثالث مهني يؤهل الطلبة للأعمال الحرفية المهنية التي يحتاجها سوق العمل بحيث يصبح الطالب ملما بتخصص معين مثل (الميكانيكا الكهرباء التبريد النجارة وغيرها) وينخرط في العمل مباشرة بعد التخرج، فاغلب دول العالم المتقدم لا تقبل إلا نسبة ضئيلة من خريجي الثانوية في الجامعات (في إشارة إلى أهمية التخصصات التي دون التعليم الجامعي) بينما ينخرط البقية في تخصصات مهنية متوسطة (ثانوية أو دبلوم) تنمي لديهم روح الإبداع وتزيد من مهاراتهم وقدراتهم وتؤهلهم للعمل، كما أن استحداث هذا التخصص الثالث في الثانوية العامة سيقضي على النظرة السلبية للثقافة المجتمعية التي (تعيب) مثل هذه التخصصات وستساهم بالتأكيد في القضاء على البطالة التي يعاني منها شبابنا بحجة أنهم غير مؤهلين لمثل هذه التخصصات. العديد من الدول الصناعية لم تتفوق بكثرة مهندسيها بل لأنها أعطت الجانب المهني في المرحلة الثانوية اهتماما أكبر واستطاعت اكتشاف طاقات المبدعين وتوجيههم الوجهة الصحيحة.