عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2009   رقم المشاركة : ( 5 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المقالات في الصحف 9/6

الوطن:الثلاثاء 9 جمادى الآخرة 1430 هـ العدد 3168
من المسؤول عن تردي هيبة المعلم؟
عبدالعزيز عبدالله الشهري عضو الجمعية السعودية الفيزيائية
كان المعلم في زمن مضى "قريب" يقف له الكل إجلالا وإكبارا وهيبة واحتراما.. كان المعلم في فصله ومدرسته بل ومجتمعه بأسره هو الآمر والناهي هو المقدم قبل جميع فئات المجتمع. نعم كان المعلم يغبطه القريب قبل البعيد.. كان الكل يتمنى لو استطعت أن أكون معلما.. لو سهرت الليالي وواظبت في دروسي وأفنيت زهرة شبابي خلف الكتاب والقلم لأصبحت معلما أنشر العلم والمعرفة في فئات المجتمع ومستقبل الأمة وعمادها ولأضحيت يحترمني الكبير قبل الصغير والرفيع قبل الوضيع.. ولكن ذلك كان نعم كان ومضى!! فماذا حدث؟ فالعمل نفس العمل وأكثر.
والحاجة إلى من ينير الطريق هي نفس الحاجة بل أكثر، والمؤهل نفس المؤهل بل أكثر وأقدر. فماذا تغير؟ بعد أن كان المعلم يهاب ويحترم في مدرسته وفي بيته وفي الشارع والسوق أصبح لا يؤبه له حتى في فصله ولا يأمن على نفسه حتى داخل المدرسة وبين زملائه وتلاميذه.لقد ركز عظماء العالم ومنهم الخلفاء وخلفاء بني أمية وبني العباس على معلمي أبنائهم ووفروا لهم كل وسائل العيش الرغيد حتى يستطيع الإنتاج فالمعلم لا يتعامل مع آلة جامدة، بل يتعامل مع عقول وقلوب هي أملنا وأماننا بعد الله في الغد القريب.. لقد أصبح المعلم من أقل فئات المجتمع اهتماما ورعاية وبات من أتعس طبقات المجتمع بأن حكم له القضاء بهذا العمل ورمته الأقدار لهذه المهنة. فسياسة تعليمنا أهملت المعلم إهمالا لا نظير له بدءا من الصلاحيات المنزوعة منه كليا حتى حق دفاعه عن نفسه إذ لزم الأمر ومرورا بالقرارات والتعاميم التي يراها صباحا وضحى وإلى المستويات المتدنية التي وضعوا عليها. فهل رأيتم ضابطا تخرج من كليته عين على رتبة جندي مؤقتا أو طبيبا تخرج من جامعته وضع على مرتبة ممرض ـ وكذلك التأمينات الصحية والسكنية وغيرها الكثير الكثير.. سمعنا وقرأنا كثيرا عن تهجمات على المعلمين سواء من طلاب أو من أولياء أمور أو من خارج الدائرة ورأينا صور المعلمين في الصحف والمنتديات ومع هذا كله لم نسمع أو نر العقوبة إزاء هذه التصرفات التي تمس بقلب أمن مجتمعاتنا ـ فلو سمعنا بموظف في أي وزارة اعتدى عليه مواطن أيا كان في مقر عمله لقامت الدنيا ولنال الجزاء الرادع ولدافعت عنه وزارته بأعلى مستوياتها حتى يأخذ حقه ويرد له اعتباره، بل على النقيض المعلم هو الوحيد صاحب المهنة التي تنتهي في المدرسة ثم يبدأ عمله في البيت للاستعداد بالتحضير والاختبارات لعمل اليوم الذي يليه فأصبح يومه كله للمدرسة ومع ذلك لم يقدر هذا له فأشغل بمقاضاة وزارته المحترمة في حقه المسلوب من مستويات مستحقة وفروقات بعد أن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى.أيها الأكارم لا ترسو سفينة التعليم بسلام حتى تعود للمعلم مكانته من هيبة وصلاحيات وحقوق وإنزال أشد العقوبات على من يعتدي أو يفكر حتى في ذلك على ربان هذه السفينة أيا كان هذا المعتدي ليكون عبرة لغيره.. وهذه رسالة إلى مقام وزارة التربية والتعليم، فقد تعلمنا على أيدي أساتذة لانزال نجلهم ونحترمهم لأننا كنا نعلم أن صلاحياته واسعة وأن مكانته مرموقة وأن مهنته نبيلة، والآن لا نرى ذلك في أبنائنا الطلاب لأنهم يعلمون أنه لا صلاحيات لنا ولا مكانة نفاخر بها، وبذلك زال النبل عن هذه المهنة في نظرهم!! فأنقذونا من هذه الكارثة لتنقذوا بذلك المجتمع من نظرته البائسة تجاه هذا المصباح في حياة البشرية.. يا وزارة التربية احقني دماء المعلمين التي سالت حتى في طابور الصباح قبل أن يسألك الله عنها.ماذا عن الخدمة المدنية وماذا فعلت تجاه هذا المعلم؟ هل خلق المعلمون والمعلمات كغير الخلق ليكون التعامل معهم من قبل وزارة الخدمة المدنية تعاملا قاسيا لا يحمل في طياته أي نوع من أنواع الرحمة؟ هل تعلم الوزارة أن المعلمين والمعلمات هم أكثر فئة من الموظفين في بلادنا وهم من علم الكل لتجني الدولة الثمار من خلالهم؟ عند حديثي عن أهم فئة في المجتمع المعلمين والمعلمات فحديثي لن ينتهي عنهم ولن أتطرق لمقارنات بين أوضاع معلمينا وأوضاع المعلمين في الخارج من حيث المرتبات التي تصل إلى 46 ألف دولار في الشهر والحمدلله على كل حال وإن كنت ناقدا لهم في كثير من الأحيان ولكن المسألة اليوم تختلف كثيرا والوضع عبارة عن مسألة إنسانية لا بد أن تعيد وزارة الخدمة المدنية النظر فيها فقبل أعوام مضت كانت تلك الفئة تملك 15 يوما كإجازة اضطرارية من أصل 160 يوم عمل وتم تقليصها لتصبح عشرة أيام ومن ثم عادت الوزارة الكريمة وخفضتها إلى خمسة أيام وليس مستغربا أن تلغيها في المستقبل فتلك الفئة لا تعاني من أي ظروف لأنها فئة منتقاة.على وزير الخدمة المدنية أن يعي أن البشر جميعا يعانون من ظروف مختلفة تجبرهم على الاستئذان وترك أعمالهم ولو لأيام فما ذنب معلم أو معلمة يعانون أو أطفالهم من مرض يجبرهم على مراجعة المستشفيات ووزارة الخدمة المدنية تطالب أن تكون مراجعات المستشفيات من خمسة الأيام المباركة التي سنتها أخيرا.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس