عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2009   رقم المشاركة : ( 6 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المقالات في الصحف 9/6

الوطن:الثلاثاء 9 جمادى الآخرة 1430 هـ العدد 3168
حوار بالأيدي!
موضي الزهراني
ما يحدث على الساحة التربوية من عراك بالأيدي بين التربويين وطلابهم أمر مؤسف ويحتاج للتدخل الفكري الهادف لإبراز الروح الإنسانية أكثر من الشيطانية التي لا تستخدم لاستمرار بقائها سوى القوة القاتلة للطرف الآخر، وما يحدث بين التربويين أنفسهم من تشابك بالأيدي ورفعها إلى مثبّت العقول لديهم "العقال" واستخدامه كوسيلة للتنفيس عند الاختلاف مع الطرف الآخر لأمر مخجل لنا جميعاً، ومنذر بانعدام القدوة الصالحة لأبنائنا في المدارس! وقد تعاني أيضاً بعض الساحات العملية الأخرى من نماذج بشرية مؤسفة لضعف قدرتها على التحكم في طاقتها العاطفية السلبية وقوتها الجسدية مما ينتج عن ذلك ممارسات غريبة بحق الآخر وخاصة الطرف الأضعف بجسده أو حجته أو فكره مما يسبب في عجزه عن الحراك النفسي أو العقلي لكي يتخلص من دوائر المكائد من حوله. وقد يفشل الكثير من المزيفين في مشاعرهم تجاه الآخر في ضبط انفعالاتهم وسلوكياتهم داخل محيطهم الصغير "الأسرة" ويكونون صفحة بيضاء مكشوفة لمن يعيش معهم ساعات أكثر من غيرهم، لكن أن يمتد ذلك العجز عن ضبط النفس والتعبير عن الرأي بهدوء وحكمة والتخلص من العصبية القبلية إلى خارج تلك الحدود فإنه لأمر يجعلنا نتساءل عن مساحة نتائج البرامج الحوارية التي يعقدها مركز الحوار الوطني لدينا طوال العام منذ إنشائه في مختلف مناطقنا وبأساليب متنوعة يشكرون عليها؟ لأننا مازلنا نتألم من قصص لا تمت للإنسانية بصلة سببها انعدام التواصل الإنساني مع الآخر!، ونستغرب بحرقة لماذا بدأنا نركز على أهمية نشر ثقافة الحوار البناء والحسن مع الذات ومع الآخر في السنوات الأخيرة ونحن أمة مسلمة يرتكز ديننا الإسلامي على الحوار والذي نلمسه عندما نتدبر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والتي تشمل أنواعاً شتى من الحوار تبدأ من حوار خالقنا سبحانه وتعالى مع الأنبياء، وحوار الأنبياء مع بعضهم البعض حتى حواره جل وعلا مع إبليس! لكن هذه النماذج التي أفرزها الحرمان من لغة الحوار الهادئ وتطورت بإساءتها للآخرين سوى ما نراه من حالات العراك بالأيدي والرمي بالحجارة من الطلبة لأساتذتهم، واستخدام العصي والسلاح الأبيض على مستوى الساحة المدرسية وعلى مستوى الشارع العام أو حتى على مستوى الساحة الأسرية لأن ما قدمته لنا من حالات أسرية يصل الإيذاء فيها لدرجة التعذيب، يحتاج لمنظومة متكاملة من إيصال هذه المهارة لجميع المراحل العمرية حتى نقول ما نريد للآخر لكن بدون أن نؤذيه جسدياً أو نفسياً، وبلا شك أن مسؤولية مركز الحوار الوطني مسؤولية إنسانية عظيمة تحتاج منه لنشر مندوبين للسلام والأمان في أغلب القطاعات الحكومية والأهلية والتركيز مع وزارة الشؤون الاجتماعية على إنشاء العديد من مراكز الأحياء وتأهيلها بالكوادر البشرية لنشر رسالتها بين مختلف الطبقات الاجتماعية، وبهدف إلغاء حوار الأيدي قبل كل شيء.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس